مواضيع اليوم

الودائع

عبد الوهاب الملوح

2009-11-04 18:25:43

0


أودعتْه القميص الداخلي لمخيّلة صبي يلهو فوق السطوح
وقامة الريح تربِّي لغة الأنهارِ
أَودعتْه أنوثة الهواء ومبراة الجاذبية تتعهد العمود الفقري لتفاحة الشهوة
أَودعتْه شجون كمان بين يدي عاشق سيء الحظ ومشاغل صفصافة تتكئ على ظل لها في المنفى .
هل كان اسمها أرجوحة الموسيقى أم صفقة بين ذكر النار والماء ؟
أم إنه الطقس يتلعثم كما لو إن شالها يطير نحو الأعلى يسطو على السديم في زرقته ؟
تلك إشارتها إذا ...
القليل من قهقهات صبيان الأحياء القصديرية تلاحق الغيم في لامبالاته ؛
القليل من الأمل الثمل المطلِّ من زجاج الحانات ؛
القليل من حكمة السلحفاة تستهتر بفحولة العشب .
غامض حزنه كصنوبرة في الفناء تحاور هواجسها
أمَّا صوته فمازال يتربّي في حجر وعل الأزمنة الجوراسية
وهو يُشرع في الغياب كما لو إنَّه يختبر الموت
أودعته سيجارة بازوليني حين انطفأ ولم تنطفئ فطار به جناح مالك الحزين في سماوات الحرب الباردة
أودعته كسرة الحلم
والمخدع السري لبلاد بلا ربطة عنق .
وبينما هو يزرر معطف الفراغ
غابت ليس تماما كما غابت سيدوري
غابت دونما دراماتيكية صاخبة
والأرجح إن الأمر كذلك غابت تتبعثر مجازا
فاستلقى على كنبة العتمة يمجِّد حياد التبغ كمن لا
تعنيه أيديولوجيا غضاريف القصبة الهوائية وملصقاتها الإعلانية
استلقى يُطلُّ على سماء تغطَّت بشال التي أودعته دهشتها
لم يكن في أسوأ حالاته
غير إن الفقد قليل الحياء
هادئا مضى الى حتفه هناك عند أعلى عرباطة
حيث ستردد الريح هتافه الأخير
- أقصد تلك الودائع-

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !