كشف عميل لصالح الاستخبارات الجزائرية، ظل يعمل على مدى 13 سنة، النقاب عن معلومات مثيرة حول دور أجهزة الاستخبارات الجزائرية في التعاطي مع “سنوات الإرهاب” التي عرفتها الجزائر منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وقال إن المخابرات العسكرية الجزائرية تحديداً “هي من كانت مصدر الإرهاب الأول”، على حد قوله.
وروى عميل المخابرات الجزائرية كريم مولاي، في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” تنشر لأول مرة، تفاصيل انضمامه لسلك الاستخبارات الجزائرية منذ العام 1987، تاريخ دخوله إلى الجامعة، وقال: “التحقت بالاستخبارات كعميل منذ عام 1987، وكان هناك ضابط برتبة “رائد” اسمه عباس ويكنى بعبد القادر، هو الذي جندني، وهو الذي كان يعطيني الأوامر. وقد ساعدني على تبوأ هذه المكانة لدى المخابرات، حيث أنني كنت عضوا ناشطا في الكشافة الجزائرية وعضواً فعالاً في المتوسطة والثانوية، وكنت معروفاً قبل دخولي الجامعة في الوسط الطلابي، وقد يسرت لي المخابرات أن أتولى عملياً نائب مدير الدراسات والبيداغوجيا بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار التي كنت أدرس فيها”.
وذكر كريم أن ضابط الاستخبارات كان يتصل به باستمرار ويزوره في مكتبه ويأخذ منه التقارير الشفوية والمكتوبة حول الأنشطة الطلابية في الجامعة، وقال: “لقد كانت جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا مركز الحركة الطلابية، وقد عملت بشكل فعال في الاعداد لمؤتمر جزب جبهة التحرير الوطني عام 1988 قبل أحداث تشرين أول (أكتوبر)، حيث كنت مكلفا وقتها ببالحركة الطلابية”.
وأضاف: “لقد أمروني كذلك باختراق الأحزاب بعد التعددية ويتعلق الأمر بأحزاب جبهة التحرير الوطني وحركة “حماس” وقتها قبل أن تصبح “حمس”، وبشكل خاص الجبهة الإسلامية للإنقاذ، فقد كانت لي قدرة فائقة على اختراق الأحزاب والمنظمات”.
وكشف كريم النقاب عن دوره في عدد من العمليات الاستخباراتية التي راح ضحيتها علماء وناشطون سياسيون، وقال: “لقد شاركت بطريقة أو بأخرى في العمليات الإرهابية التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، حيث كنت دليل المخابرات العسكرية للوصول لعدد من الشخصيات وكنت الجهة التي تزودهم بالمعلومات، وشاركت في الحواجز المزيفة والاغتيالات والاحتيالات التي كانت تمارسها الاستخبارات وتنسبها للجماعات الإرهابية، وكنت عين المخابرات على الأنشطة الطلابية والثقافية والجمعيات، وكنت طرفا في الاغتيالات والتهديد بالتصفية الجسدية، وقد كنت شاهدا على تصفية بعض الأشخاص، لكنني للتاريخ لم أقتل أحدا، وكمثال على ذلك كنت شاهدا على اغتيال عميد جامعة باب الزوار الدكتور صالح جبايلي بالرصاص في 31 أيار (مايو) 1994، وهو الاغتيال الذي تم اتهام أستاذ الرياضيات في الجامعة يومها سعيد مولاي به، وقد تم اختطافه في عملية كنت مشاركا فيها، من سيارته الرمادية اللون من نوع بيجو 505، حيث كان برفقة ولده الصغير وعمره تقريبا 9 سنوات، قبل أن تأخذه مجموعة أخرى كانت في انتظارنا إلى مكان مجهول، وتعرض لتعذيب شديد وصل حد اقتلاع لحيته اقتلاعا، قبل أن يتم الكشف بعد عامين في سجن الحراش الذي قضى به أربعة أعوام”.
وأشار كريم إلى أن مهمته لم تقتصر على جمع المعلومات عن الأنشطة السياسية في الداخل، وإنما تجاوزت ذلك إلى الخارج، وقال: “لقد أمروني باختراق السفارات الأجنبية في الجزائر، وخصوصا السفارات المغربية والليبية والفرنسية والأندونيسية والتونسية، وكانوا يركزون بالأساس على المغربية والليبية والفرنسية، وقد عملت طيلة 12 عاما على هذه الملفات إلى درجة أنني في الشأن الليبي مثلا تحولت إلى عميل مزدوج. وقد تم تكليفي كذلك باختراق الجاليات الأجنبية بالجزائر، ثم الجاليات الجزائرية في الخارج، وقد سافرت خلال عام 1997 فقط 42 رحلة إلى الخارج، وتحديدا إلى المغرب وتونس وليبيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وسورية وموريتانيا وأندونيسيا وإسبانيا وغيرها”.
وذكر كريم أنه عندما انخرط في سلك العمالة للمخابرات كان يعتقد أنه يخدم المصلحة العليا للوطن، لكنه منذ العام 1992 بدأ يشعر بخطئه في ارتكاب جرائم فظيعة بحق عدد من الجزائريين، وقال: “لقد حاولت أن أتوقف عن الاستمرار في مهمة العمالة للاستخبارات الجزائري عام 1992، لكن تم تهديدي بالتصفية الجسدية حينا وبقتل أمي حينا آخر وبالترغيب أحيانا أخرى، وبقيت أعمل معهم تحت وطأة التهديد، إلى أن توفيت والدتي عام 1996، ومنذ ذلك الحين بدأت أفكر في طريقة للإفلات، لكن لم أتمكن من ذلك إلا عام 2000 بعد أن تزوجت في تشرين ثاني (نوفمبر) 2000 وطلبت أن أذهب لقضاء شهر العسل، فتم توفير رحلة لي إلى ماليزيا”.
وأضاف: “لقد ذهبت إلى ماليزيا في كانون أول (ديسمبر) 2000، عبر باريس ثم لندن ثم كوالالمبور، وطلبوا مني أن أعلم السفارة الجزائرية هناك التي رتبت لي كل الاجراءات للعطلة. وقد صارحت زوجتي وقتها بأن حياتي في الجزائر في خطر بسبب الإرهاب، وطلبت منها أن نظل في الخارج، لكنها لم تقتنع، دون أن أفصح لها عن طبيعة مهمتي، وعادت هي في كانون ثاني (يناير) إلى الجزائر، بينما مددت إقامتي في ماليزيا، وطلبوا مني اختراق الطلبة الجزائريين في جامعة كوالالمبور بماليزيا، وهو ما فعلته، ثم طلبوا مني اغتيال " أسامة مدني" نجل الشيخ عاسي مداني أحد المعارضين الجزائريين البارزين المقيم هناك ليعود في تابوت إلى الجزائر، وقتها أصابتني صدمة كبيرة لأنني كنت في شهر عسل وفاض الكأس، وقد أكدوا لي أنهم سيقدمون لي الطريقة المثلى لاغتياله، واتفقنا على الموعد لاتمام ذلك، لكنني لم أحضر إلى الموعد وإنما سافرت إلى مطار هيثرو في لندن حيث قدمت اللجوء السياسي، وإلى حد الآن أعيش لاجئا سياسيا في بريطانيا”.
وعن السبب الذي دفعه للصمت طيلة السنوات الماضي وحديثه الآن، قال كريم: “لم أصمت، وإنما كنت أريد التكفير عن ذنوبي منذ اليوم الأول لتقديمي طلب اللجوء السياسي، وقد اتصلت بموقع الضباط الأحرار في الجزائر ثم بجبهة إنقاذ ليبيا في أمريكا، ثم بحركة “رشاد” الجزائرية والتقيت بهم وقدمت لهم ما أملك من معلومات، وبقيت أحاول إخراج الحقائق التي أملكها، وأنا مستعد للذهاب إلى المحاكمة إذا شملت ضباط المخابرات أيضا أمام محاكم عادلة ونزيهة”، على حد تعبيره.
هذه هي المخابرات الجزائرية التي وجدت لتحمي الأمن القومي الجزائري و تحمي ممتلكات المواطنين و لكن نقضت العهد و خانت الأمانة فكانت السباقة للقتل و النهب و الاغتصاب .و هذا الاعتراف من هذا الجاسوس القذر ما هو إلا قطرة من محيط و ما خفي أعظم.وهل سيسمح الشعب الجزائري لهؤلاء المجرمين و يغظ الطرف عنهم أم أن الدماء التي سالت بالباطل لابد من قصاص.
حسبنا الله و نعم الوكيل عليكم يا كلاب
للمزيد من الأخبار من مدونة هذا الجاسوس القذر :
http://karim-moulai.blogspot.com/2010/08/blog-post_13.html
التعليقات (0)