الوحدة العربية حلمٌ مؤجل
منذ نعومة أظافري وأنا أسمع بالوحدة العربية التي لا وجود لها على أرض الواقع , العالم العربي كشعوب وإن اختلفت فيما بينها سياسياً وانقسمت واختلقت قضايا من تلقاء نفسها لأسباب سياسية تدعمها أراء و أفكار ذات أبعاد أيدلوجية يمينية ويسارية الإ أنها تحلم بوحدة شاملة متكاملة على غرار الإتحاد الأوروبي الذي جمع شتات دول وبلدان ومجتمعات رغم الفوارق الهائلة فيما بينها , العالم العربي يجمعه قواسم مشتركة في كل شيء ومواطن التشارك والتطابق أكثر من مواطن الاختلاف التي لا تشكل سوى نسبة ضئيلة لا تساوي شيئاً عند مواطن التشارك والتطابق , أعوام مرت وحلم الوحدة العربية لم يتحقق حتى الوحدة الاقتصادية لم تولد من رحم القمم العربية المتعاقبة فالخلافات السياسية تٌلقي بضلالها على المستقبل والقضايا ذات الأبعاد الإستراتيجية , الوحدة العربية ليست ترفاً أو ذات بعد هلامي لا قيمة له بل خيار استراتجي هام وبالغ الأهمية فالوطن العربي الذي أصبح مسرحاً للكثير من القضايا المعقدة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضايا التنمية والإصلاحات السياسية والحريات والتعايش والتعددية بحاجة لوحدة تدعم وجوده على خارطة العالم الذي بات يتجه نحو حقيقة البقاء للأقوى فقط , القوة لا تعني القوة السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية بل تعني القوة الشاملة التي تبدأ من الفرد الذي يمثل نواة أي مجتمع فالفرد أو الأفراد كمجموعة مصدر القوة في أي مجتمعٍ من المجتمعات , الدول الأوروبية التي لا يجمعها الكثير من القواسم استمدت وحدتها من قوتها الداخلية المتمثلة في المواطنة الكاملة والمشاركة لا المغالبة في الميدان السياسي والفرصة متاحة للجميع في ميدان التنافس الوظيفي واللعبة الديموقراطية وفي شؤون الحياة المختلفة .
الجيل القديم والجيل الذي أعقبه والجيل الحالي جميعها تحلم بالوحدة العربية فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر لكن ما يزال حلم الوحدة العربية الشاملة عالقٌ بالأذهان ولن يتحقق ذلك الحلم في القريب العاجل لكن الأمل ما يزال معلقاً بوحدة عربية ولو على المستوى الاقتصادي وهو أضعف الإيمان !.
التعليقات (1)
1 - .
سعودى أوتو - 2015-09-22 14:23:04
اخبار سيارات سعودي اوتو