الوجه القبيح للنمو الإقتصادي الصيني
الوجه القبيح للتنمية الإقتصادية في الصين الشعبية ليس بجديد ، ولم يعد خافيا الآن على أحد . وأخبار إنهيارات مناجم الفحم الحجري الصينية فوق رؤوس عمالها ومهندسيها لا تنفك تحدّث بها الأخبار. وطوفان الأنهار والإنهيارات الأرضية وإنزلاقات التربة والتسرب النفطي في البحار ليس عن الأذهان ببعيد وبعضه متكرر. وبالطبع فإن تكميم الأفواه وعدم شفافية الرصد والنقل الإعلامي لحقيقة ما يجري أو التصريح بعدد الضحايا الحقيقي من البشر هو الذي يخفي الكثير عن الحقائق الماساوية على الأرض.
آخر ضحايا التنمية الغير منضبطة في الصين هو كارثة الإنزلاق الأرضي الذي تعرضت له مدينة "زهوكو" التي تحيط الجبال بأجزاء كبيرة من جوانبها . ويعتبر هذا الإنزلاق هو الأسوأ في تاريخ الصين منذ قرابة 60 سنة.
وكان من أهم اسباب هذا الإنزلاق الذي أغرق المدينة بالطين والأوحال هو إصرار السلطات الصينية على بناء العديد من السدود وتحويل مجاري الأنهار لغرض الإستفادة القصوى منها في توليد الطاقة الكهرومائية على الرغم من تحذيرات بعض الخبراء ممن وجد في نفسه الشجاعة ليقول "لا" ويدفع الثمن بالطبع الذي ليس أقله الإحالة للمعاش أو نقله لوظيفة هامشية في قرية نائية.
بلغ سمك الإنزلاق الطيني نهاية الأسبوع على مدينة "زهوكو" قرابة 22 قدم فوق سطح الأرض من الصخور والتربة الطينية الموحلة عقب هطول أمطار جارفة مساء السبت 7/8/2010م
نعومة التربة الطينية المنزلقة زادت من صعوبة محاولات الإنقاذ وأدت إلى عدم القدرة على الإستفادة من المعدات والآليات الثقيلة فلجأ عمال الإنقاذ إلى إستخدام أيديهم ومعاول يدوية بدائية في الحفر بحثا عن ناجين.
شقبقتان تبكيان أسرتهما التي طمرت داخل بيتها تحت الأوحال والصخور والطين
يقال أن 700 شخص قد لقوا مصرعهم تحت الطين والصخور وأن 1000 آخرين في عداد المفقودين .. وأما عدد من تم إنقاذهم أحياء فلم يزيد عن 2 فقط .... وبالطبع فإن أرقام الضحايا والمفقودين تعتبر أولية وتقديرية ولا يعرف الوجه الكامل للحقيقة في بلد تعتم على نقل الأخبار بالشفافية المطلوبة.
مجهود فردي بطيء بسبب تعذر إستخدام الآلات
حذر الخبراء (الشجعان) منذ سنوات بأن تمادي السلطات الصينية في قطع الأشجار وإستخدام الطاقة الهيدرولوكية (الكهرومائية) بأنها تشكل خطرا بالغا على المناطق الجبلية وتماسك التربة وتلك المدن التي تحيط بها الجبال مثل مدينة "زهوكو" المنكوبة.
أحد عمال الإنقاذ يقوم برش جثمان أحد الضحايا بمادة معقمة
بحيرة أوحال تكونت في أحد ساحات المدينة فأغرقت نصف المباني . وفي مقدمة الصورة موجة عاتية غاضبة من الأوحال تضرب بعنف وجه مبنى يعترض طريقها
التعليقات (0)