الوجه الآخر لحياة بلا ضغوط
الضغوطات بأنواعها شيء أساسي في الحياة إلا أننا غالبا ما نتذمر منها ونكرهها وتظل بمثابة الشكوى اليومية لنا والعذر الدائم لأي فعل لم ننجزه لكن ماذا لو كانت حياتنا بلا ضغوطات ؟!
بالتأكيد لوخلت حياتنا من ذلك لكانت مملة إلى أبعد الحدود ،وبالرغم من كل التأثيرات السلبية لها نجد أنها تنمي لدينا العديد من القدرات العملية المهمة في الحياة اليومية فالتعامل معها فن لا يتقنه الكثيرون بل تفتقر له الأغلبية, خاصة إذا تعددت وبدت أكبر من احتمالنا،لهذا كانت الضغوطات أفضل وسيلة لتهذيب الأبناء الذين أفسدهم الدلال لأنها تعجن الإنسان عجنا وتنشئه من أول وجديد ، وكأن حياته الماضية سراب بينما العيش في مثل هذه الأجواء هي حياته الحقيقة.
وفي ذات السياق نلاحظ كثيرا في الناس الذين اعتادوا العمل وأدمنوه أو ما يطلق عليهم (workaholic) أن حياتهم لا تعني شيئا بدون الضغوط التي اعتادوا أن يعيشوها يوميا وباتت تشكل جزء أساسيا من مكوناتها أيضا.
وحتى ربة المنزل التي تفتقد الضغوطات بعد أن يكبر الأبناء ويتزوجوا فكل ما كانت ترزح تحته من ضغط كان يشعرها بأهميتها وبقيمة وجودها وبالنسبة لها إنتها الضغط معناه انتهائها هي شخصيا.
وليس ببعيد عن خيالنا صورة الحياة عندما تزول الضغوط من صفحاتها كيف تجعلنا نشعر بمقدار الملل والرتابة التي نعيشها من دونها وكيف أنها كانت تشغل الجزء الأكبر من يومنا ولذلك نعود للبحث عنها حتى تعيد لنا مذاق تلك الأجواء المفعمة بروح التحدي .
ومع ذلك تظل الضغوط ملح الحياة إذا كانت متوازنة دون أن تنقص او تزيد ففي النهاية وجودها مهم وأساسي كوجود الهواء الذي نتنفسه.
التعليقات (0)