يا ربى ما هؤلاء البشر المغمورون فى بحار من الطمأنينة والرضا النفسى العجيب رغم أنهم يعيشون فى بحار من البؤس والعوز والصرف الصحى وإن سألهم المذيع عايزين إيه ؟! فلا ينطقن إلا بلفظ واحد وهو الحمد لله مش عايزين أى حاجة !! وأخيرا سأل المذيع تلك المرأة الكفيفة المسنة عايزة إيه يا حاجة ؟! فلم تطلب سوى مروحة لإن الجو حر كما قالت !! ... فما أعظم هذا الشعب الذى لا يطلب شىء إلا الستر وما أتعس حكومته التى تستكثر عليه هذا الستر ... لذلك فلابد للإنسان المنصف والمهتم ببعض من أحداث الماضى والحاضر أن يتوقف أمام برامج الإعلامى عمرو الليثى وقد بدأ فى عرض برنامجه واحد من الناس والحديث مع ساكنى بعض العشوائيات حول القاهرة وكان آخرها حى يعيش فيه 20 ألف أسرة فى مناطق يتأفف منها ويتعجب لأحوالها كل محب لهذا الوطن ... عشرون ألف أسرة كان يمكن بثمن الغرامة – غرامة عصرنا العجيب – التى ستدفعها الحكومة لوجيه سياج أن تحل مشكلة هذا الحى من جذورها وتعجبت من وجهة نظر زميلى أبو عبدالله القناوى الذى لن أراه بعد اليوم بسبب إنتقاله للعمل بمدينة القصير بالبحر الأحمر فى لقاء الوداع بيننا عندما قال ولماذا لا يكون هذا البرنامج نوع من المسكنات والمهدئات ؟! فعندما يراه أى إنسان أو موظف أو أى حانق على الحكومة بسبب المرتبات الهزيلة والأوضاع المهينة فلابد له أن يهدأ ويحمد الله على النعمة التى هو متمرغ فيها دون أن يدرى ولا يقول سوى قولتنا المشهورة الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا فتقر عينه ونفسه ولا يجد أمامه من سبيل سوى أن يحمد الله على معيشته ويشكره على منحه حكومته !!
التعليقات (0)