صورة لجبل موسى في سيناء ولا يوجد شئ اسمه الوادي المقدس طوى
يبدو العنوان غريبا فهل في القرأن اخطاء في الترجمة ؟ الاجابة نعم توجد في القران اخطاء في الترجمة بالاضافة الى ما ذكرناه سابقا من الاخطاء الاملائية ، وقبلها الاخطاء الكونية ، وسوف نكتب عن الاخطاء اللغوية والتاريخية والجغرافية والمنطقية وغيرها .
هذا الموضوع من الموضوعات الهامة التي اسهمت في تركي للاسلام بالاضافة الى الموضوع الرئيسي وهو سورة الكهف واستخارة الله مرارا في الامر ، فقد وجدت مقالة جميلة حول هذا الامر في سنة 2009 وكانت بعنوان ( الوادي المقدس طوى والترجمة العبرية) واسم الكاتب محمد صفدي وطبعا كنت في ذلك الوقت مسلما ومدافعا بشراسة عن الاسلام وقد قرأت ذلك الموضوع اكثر من مرة في محاولة مني للرد عليه ولكنني تركت الموضوع وتجاهلته وتناسيته تماما الى ان عدت اليه في سنة 2011 بعد أن اصبحت ابحث بشكل اكثر حيادية في الاسلام ثم قررت التحقق بنفسي من الموضوع واكتشفت ان كاتب الموضوع كان موفقا فيما ذهب اليه وانا من هنا احيي الكاتب محمد صفدي على ذلك الموضوع الجميل الذي اسهم في انارة الطريق امامي وهذل يدل على ان مثل هذه المقالات مؤثرة وتسهم في تنوير الاخرين حتى دون ان يعلم كاتب الموضوع وتساعد كل باحث عن الحق وحتى المعارضين قد يتغير رأيهم فيما بعد .
وانا هنا سوف اقوم بكتابة البحث بطريقة مختلفة تماما وباضافات وتوضيحات هامة جدا لأن مقالة الاستاذ محمد صفدي كانت مقتصرة فقط على مقارنة الاية رقم 12 من سورة طه مع الاية رقم 3.5 من سفر الخروج .
الاية رقم 12 في سورة طه تقول : إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)
والاية رقم 3/5 من سفر الخروج تقول باللغة العبرية تقول :
וַיֹּאמֶר, אַל-תִּקְרַב הֲלֹם; שַׁל-נְעָלֶיךָ, מֵעַל רַגְלֶיךָ--כִּי הַמָּקוֹם אֲשֶׁר אַתָּה עוֹמֵד עָלָיו, אַדְמַת-קֹדֶשׁ הוּא.
والفاظها هكذا : شال . نعليخا . معال . رجليخا . كي . همكوم اشير . اتا . عوميد . علاف . ادمات قودش . هوا .
ومعنى الالفاظ العبرية كالتالي : شيل نعليك من رجليك لأن المكان الذي انت واقف عليه مكان مقدس هو
وكلمة هو تكتب في العبرية هوا وهنا مربط الفرس واس الموضوع كله .
فالمترجم الذي كان يترجم من العبرية الى العربية اخطأ تماما في الترجمة وانا هنا اظن انه ورقة بن نوفل فظن أن كلمة هوا هي طوا فجعل الترجمة الوادي المقدس طوا وسنذكر سبب ظن المترجم ان المقصود بالمكان هو الوادي المقدس طوى ، ولكن علينا اولا أن نثبت أن ورقة بن نوفل كان يترجم من العبرية الى العربية ، ففي صحيح البخاري نجد هذه المعلومة في احد الاحاديث حيث يقول : فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، ابن عم خديجة ، وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ،
وهنا نلاحظ ملاحظة مهمة جدا في الحديث وهي أن ورقة كان شيخا كبيرا واصابه العمى
ونجد الحديث ايضا في البخاري بضيغة اخرى يقول :
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها ، وكان امرأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ،
ويجب ملاحظة قوله يكتب الكتاب العربي أي انها ترجمة كاملة وكتابا كاملا
وهذه رواية مسلم في صحيحه :
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى . وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها . وكان امرأ تنصر في الجاهلية . وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب . وكان شيخا كبيرا قد عمي
وبذلك نعرف معلومتين في غاية الاهمية :
المعلومة الاولى تقول : أن ورقة بن نوفل كان يترجم من العبرية الة العربية
والمعلومة الثانية تقول : أن ورقة اصبح شيخا كبيرا مصابا بالعمى
ويجب أن نعرف أن الكتابة قديما كانت بخط اليد وبذلك يصعب قرأتها لذوي الابصار السليمة فما بالك بورقة بن نوفل خصوصا وأن عوامل نقل الاوراق وحفظها والتعامل معها في ذلك الوقت لابد وأن يصيبها التلف وهنا لو نظرنا الى الكلمة العبرية هوا ونقارنها بكلمة طوا
عربي |
هوا |
طوا |
عبري |
הוּא |
מֵוּא |
سنلاحظ التشابه التام بين الكلمتين مع الاخذ في الحسبان هنا ان الكتابة بالكمبيوتر ولو كانت بخط اليد وبالحبر القديم الذي كان يصنع يدويا وبتخلف الكتابة في الجزيرة العربية فسيختلط الامر على صاحب البصر الحاد فما بالك بمن ذهب بصره
لكن السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا ظن المترجم أن كلمة هوا هنا هي طوا وليس هوا ؟
الاجابة تؤكد أن المترجم لابد وان يكون عربي ومن اهل مكة ، فلابد انه عربي لأنه من المستغرب في اللغة العربية وضع كلمة هوا بهذه الطريقة الغريبة فاللغة العربية لا تعرف هذه الصيغة الغريبة ، ولابد ان يكون المترجم من اهل مكة لسبب في غاية الاهمية وهو انه لا يوجد على وجه الارض وادي اسمه وادي طوى سوى واديا يسمى ( ذي طوى بمكة ) لذلك ظن المترجم انه هو المقصود بهذه الاية من سفر الخروج العبري .
ويعتقد المسلمون أن هناك واديا في سيناء يسمى الوادي المقدس طوى ، وهم يقصدون بذلك جبل موسى او جبل حوريب او سانت كاترين ، ولا يعلم المسلمون أن في العالم اجمع لا يوجد شئ اسمه الوادي المقدس طوى ، الا ذلك الوادي الموجود في مكة المسمى بذي طوى وتدعيما لكلامنا نجد في البخاري مجموعة من الاحاديث تتحدث عن وادي ذي طوي فمثلا نجد هذا الحديث يقول :
كان ابن عمر رضي الله عنهما : إذا صلى بالغداة بذي الحليفة ، أمر براحلته فرحلت ، ثم ركب ، فإذا استوت به استقبل القبلة قائما ، ثم يلبي حتى يبلغ الحرم ، ثم يمسك ، حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى يصبح ، فإذا صلى الغداة اغتسل ، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . تابعه إسماعيل ، عن أيوب : في الغسل .
ونجد ايضا في البخاري هذا الحديث
كان ابن عمر رضي الله عنهما ، إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية ، ثم يبيت بذي طوى ، ثم يصلي به الصبح ويغتسل ، ويحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك .
لكن ابن الملقن في كتابه البدر المنير يروي حديثا بالغ الاهمية وهو قنبلة نووية في بحثنا هذا فيقول : لقد حج هذا البيت سبعون نبيا لهم ، خلعوا نعالهم من ذي طوى تعظيما للحرم
ففي هذا الحديث نجد أن محمدا يذكر أن سبعين نبيا خلعو نعالهم بوادي ذي طوى ، ولابد ان محمدا كان يعتقد أن موسى من ضمن هولاء السبعين ( ولا ندري ما سر حب محمد للعدد 70 الذي يذكره مرارا وتكرارا في احاديثه) فيكون بذلك موسى قد خلع نعليه بوادي ذي طوى الموجود في مكة ( وهذا الاستنتاج هدية مني للاستاذ محمد صفدي الذي لا اعرفه شخصيا )
وقد حاول البعض الرد على ما ذكره محمد صفدي بتسمية ذلك الموضوع بشبهة كالعادة وهي الطريقة المعتادة للرد بافلاس على المواضيع وهم بذلك يجعلون دينهم تدور حوله الشبهات كما انهم سيقضون الدهر بالرد على الشبهات التي لا حصر لها ، وقد كان اساس ذلك الرد أن الباحث اخطأ بفهمه ان كلمة طوى هي اسم الوادي ، والحقيقة ان لا احد يخطئ بهذا الفهم لأن هذا الفهم هو الصحيح وهو الذي يقول به اهم علماء التفسير ، ولا ادري لماذا يهرب البعض من تفسير علماءهم الا ان يكونو قد وجدو حرجا في الاية .
فمثلا نجد ابن كثير في تفسيره وهو اهم تفسير لدى اهل السنة يقول بالحرف
وقوله " طوى " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو اسم للوادي وكذا قال غير واحد فعلى هذا يكون عطف بيان وقيل عبارة عن الأمر بالوطء بقدميه وقيل لأنه قدس مرتين وطوى له البركة وكررت والأول أصح كقوله إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى
فهاهو ابن كثير يؤكد ان طوى تعني اسم الوادي ، وايضا الطبري في تفسيره روى بعض الروايات التي تؤكد ذلك فيقول في تفسيره
حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , { فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى } كنا نحدث أنه واد قدس مرتين , وأن اسمه طوى .
حدثني علي بن داود , قال : ثنا عبد الله , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله : { طوى } : اسم للوادي
حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , جميعا عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : طوى : قال : اسم الوادي .
حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد , في قوله { بالواد المقدس طوى } قال : ذاك الوادي هو طوى ,
وهو عندي اسم الوادي .
ولاحظ قول الطبري في نهاية الكلام أن اسم الوادي عنده هو طوى وذلك بعد ان ذكر الاختلاف في تلك المسالة ، والمهم ايضا هو النقل عن ابن عباس الذي يسمونه حبر الامة وهو يقول أن طوى تعني اسم الوادي
فلماذا يقفز البعض على قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والطبري وابن كثير وغيرهم ويحاول الهروب من تفسيرهم الا بسبب الاحراج الكبير الذي تسببه الاية للمسلمين الذين لا يستطيعون استخراج وادي طوى من خرائط العالم ولا من خلال ( غوغل ايرث ) ولا من خلال ناسا ولا من خلال اي طريقة سوى طريقة واحدة فقط وهي تصوير منطقة في سيناء تقع بين جبلين والصاق تسمية الوادي المقدس طوى رغما عن انفها من اجل ان تستقيم الاية ولتغطية الخطأ الفادح في الترجمة التي نقل عنها محمد ،
هذا احد اهم اخطاء الترجمة في القرأن وهناك اخطاء اخرى في الترجمة وسوف نذكر في مقال قادم خطأ في فهم كلمة يا جوج المكونة من حرف النداء مع اسم جوج فحولها محمد الى ياجوج فاصبحت يا النداء جزءا من الاسم
علي سعداوي
موضوع مهم :
محمد دمرالتقويم العربي وضيّع المواقيت
صورة لورقة من مخطوطة قديمة تبين مدى صعوبة قراءتها وترجمتها
التعليقات (0)