في مثل هذا اليوم من عام ألف وتسعمائة وثمانين ، وقعتُ برأسي في هذه الحياة ، وأطلقتُ صرخة مكتومة : ( ما .. ما) !.. فكان أن تحوّلت حياتي كلّها إلى صراخ : في مأكلي ومشربي ، ويومياتي ، وحتى في أكمام أقمصتي وأقنية عطوري !..
في مثل هذا اليوم من ذاك العام ، نزلتُ ضيفا سارّا على أمي وأبي ، وظلاّ يتأمّلاني طويلا ، وكل واحد منهما يُشبّه عليّ ، ويقول إنني أملك أنفه ، أو جبينه ، أو عيناه ، أو شفاهه ، أو أذنيه ! ..
لا أذكر تفاصيل جلسة التشبيه تلك وأنا في حضن والداي ، لأنني لم أكن أعي حينها ما يدور حولي من خيالات .. لكنني بتُّ أعرف شعورهما في تلك اللحظة بعد إنجابي لإبنتي (آية) ، وبتّ قادرا على وصف تلك اللحظة المميزة من حياتي وحياتهما !..
في مثل هذا اليوم من ذاك العام ، بدأ عدّاد العمر بالعمل ، وبدأ الزمن يحسب أيّامي المتبقية على هذا الكوكب ! ..
في مثل هذا اليوم من ذاك العام ، بدأَت هرولتي للإبتعاد عن خط الإنطلاق ، والهروب إليه كنقطة نهاية !..
في هذا اليوم قاد الواحدُ إنقلابا ناجحا على الصّفر ، وقام بإسقاطه ، وأعلن سيطرته على مكانه بعد الثلاثين !..
في هذا اليوم أؤكد على نفسي أن كلّ يومٍ يمُر ، هو صفحة أخرى مطوية من قصّة حياتنا القصيرة !..
في هذا اليوم أرثي الصفر كيف مضى زمانه ؟! .. وأترجّى الواحد أن يكون رؤوفا رحيما بي !..
في هذا اليوم أهنئ نفسي بخطوة أخرى تبعدني عن مهد ولادتي ، وتقرّبني من لحدي ومثواي !.
عيد ميلاد سعيد يا أنا .. وكل عام وأنا أدعوا الله أن يجعل خير أعمالي خواتيمها .. وأن يُحييني على الإسلام ، وأن يُميتني على شهادة (أن لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. آمين يارب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 21 . 04 . 2011
التعليقات (0)