مواضيع اليوم

الهَوَس الجنسي والتخيّل نساءٌ ورجالٌ أقوى من السرير

روح البدر

2009-07-13 15:19:38

0

الهَوَس الجنسي والتخيّل نساءٌ ورجالٌ أقوى من السرير

الهَوَس بالممارسة الجنسية لايرتبط، وحسب، بالدوافع الجسدية والمادية، بل قد يكون مرتبطاً، في بعض حالاته، بالدافع النفسي الروحي، بحيث تتقوى فاعليته وأثره حتى يصبح هوساً. لا يمكن للأسباب الجسدية الصرف أن تنتج الهوس الجنسي إلاّ بمقادير بسيطة يمكن السيطرة عليها ولو مؤقتاً. أما عندما يتفعل البعد النفسي فإن الهوس السابق يصبح كبير الأثر فعالاً الى الحد الأقصى.

من مظاهر الهوس الجنسي، عدا عن الإحساس الدائم بالإثارة، هي التفكير الدائم بالموضوع الجنسي، وممارسته وأدواته وحالاته ونوعياته. ويترك ذلك الهوس أثراً على كيفيات الممارسة الجنسية، بسبب طغيان الخيال على الواقع في حالة كهذه، فبسبب تحول الهوس الى موضوع نفسي كامل فإن التخيّل الجنسي يتفوق على شكله الواقعي ويصبح نوعاً من التزيين المفرط الذي يتعرض لتغيير في الوضعيات والأوقات. وعندما يأتي الشخص الذي يعاني من الهوس لأسباب نفسية، كي يقوم بالعملية الجنسية، فإن التزيين السابق يغيب، والقوة المفرطة للخيال تتحول عائقاً. هنا، يتعرض صاحب الهوس الى انتكاسة أحياناً، فقد كان تعود على نوع من الإثارة العالية جدا عبر التخيل، إلا أنه فقد تقنيات الإثارة واقعياً، فتكون عمليته الجنسية محاطة بنوع من الإخفاق المتواصل.

الهوس بالجنس لأسباب نفسية، أقوى بكثير من الهوس لأسباب جسدية. كما اسلفنا. ففي السبب الجسدي تكون الإثارة متحققة الأثر من خلال النجاح المتواصل في إتمام العملية الجنسية وحالاتها وعددها. ويكون الأثر الجسدي حافزاً للتعبير المباشر عن الإثارة. على العكس من الهوس الجنسي النفسي الذي يدفع صاحبه للإقلاع عن المبادرة والعجز عن التعبير عن دافعه الجنسي مع أنه لا يفتقد للمواصفات الضرورية في إتمام العملية الجنسية.

الهوس الجنسي النفسي منه، عند الرجال والنساء على حد سواء. فالمرأة أيضاً يكون برودها الجنسي مع الرجل راجعاً في كثير من الأحيان إلى القوة المفرطة للتخيل التي منحها إياها توقّعُ الفعل الجنسي وأساليبه. ففي نوعية خاصة من النساء يحدث أن تفضل بعضهن التكلم الجنسي المثير مع الرجل، وفي حالات خضوعها للتخيل الجنسي الحاد، فإنها تمارس كل أنواع التكلّم الجنسي المثير والدافع للرغبة. وعندما تأتي تلك المرأة إلى العملية الجنسية المباشرة والواقعية، فإنها تخلو من التكلم ومن الإيحاء اللفظي على السرير. هنا، يصاب دافعها الجنسي بدرجة من البلادة والتردد، فهي تتطلب ألفاظاً جنسية كانت قد استخدمتها مطولاً في خيالها.

قلة من النساء يجرأن على الطلب من رجالهن التكلم إليهن في اللفظ الجنسي المثير. ومهما بلغت درجة المكاشفة والمصارحة فإن العقبة تستمر وتمتنع المرأة من القول للرجل عن محفزها الجنسي الأكبر ألا وهو اللفظ الجنسي والفاحش منه. الحرج الذي تعانيه المرأة من الطلب بسماع الكلام الإباحي هو أن يظنها الرجل متاحة لكل الناس وأن لها تجارب سابقة في هذا الصعيد، في الوقت الذي تكون فيه هذه المرأة تقوم بالعملية الجنسية الواقعية للمرة الأولى في حياتها. إلا أنها كانت قد قامت بالعملية الجنسية، على مستوى التخيل والتوقع المفرط، مئات المرات.

الأمر نفسه عند الرجل الذي سيمتنع في أغلب الأحوال من الطلب من امرأته أن تعبّر له جنسياً عن الطريقة التي استولت عليه في خياله الجنسي، فتبهت ممارسته الجنسية لأنه ينتظر المحفز الذي قد تعود عليه. أكبر المشاكل في ممارسة الرجل للجنس تتأتى من التوقع المفرط الذي ناله بسبب التخيل، فيقوم في خياله باستحداث وضعيات للجماع مع المرأة، وينوع في التخيل من كل شيء في الممارسة، والإحباط يتأتى في التعبير الجسدي المباشر، حيث تختفي تزيينات الخيال للوضعية الجنسية ولايتبقى إلا شكلها البسيط والعادي والذي في كل الأحوال لن يترك كبير الأثر المثير عند الرجل.

تؤدي هذه الإحباطات، في العادة، بسبب قوة الهوس الجنسي، إلى نشوب نزاعات كبيرة بين الشركاء. طرفٌ يخفي وضعية للجماع لايجرؤ على إعلانها، وطرف يمتنع من التعبير عن رغبته بطريقة معينة لتلقي الإثارة. ويضطر الطرفان لاتهام بعضهما البعض مما قد يؤدي آخر الأمر إلى فسخ العلاقة نهائيا. ظاهرة أن يلجأ الرجل أحياناً إلى ممارسة الجنس مع فتيات الهوى من إحدى مظاهر النقص الجنسي الذي يعانيه الطرفان في الممارسة الجنسية، فيكون لجوء الرجل الى العاهرة محاولة منه للتقريب مابين التخييل الجنسي والجماع الواقعي. وكذلك المرأة المتطلبة والناقدة في شكل مستمر للزوج، وفي بعض الأحيان تجنح في علاقاتها الى طرف سرّي آخر، هي من ضحايا الهوس الجنسي الذي سببه التخييل وبالتالي الحس بالنقص وفقدان الرغبة بالعملية الجنسية.

بعد استيفاء الشرط الجسدي الصحي، فإن أفضل نظام لتمام العملية الجنسية هو عدم الوقوع بالتخيل أبداً. لتكون العملية الجنسية ممتلكة لإثارتها الذاتية الخالصة بدون الرجوع للتزيين والقوة المفرطة الروحية المفضية الى الهوس. أفضل الشركاء المتمتعين بالعملية الجنسية هم أولئك الذين لم يخضعوا لقوة التخييل الذي يصنعه الهوس، بل عبّروا عن دافعهم الجنسي بواقعية ومباشرة ودون أي حاجة لإضفاء مزيد من الأغطية اللافتة على الدافع
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !