الهياط ثقافة العنصرية النتنة
الهياط وعلى ذمة المعاجم ولغة العرب «هم في هياط ومياط» ويعني ذلك أنهم في شر وجلبة، وهناك معاني متعددة لكلمة هياط يستطيع أي أحد الرجوع إليها في معاجم اللغة العربية، في ثقافتنا المحلية الهياط يعني الفخر بما كان ومالم يكن، عملية غواغائية تنم عن جهل عميق بعقل الممارس لها، الهياط ليس مرتبطاً بمرحلة عمرية فالجميع يشارك فيه صغاراً وكباراً ويتوارثها المجتمع وتكرسها الظروف حتى المرأة الكائن الرقيق تمارس الهياط بأشكال متعددة وتتفاخر بما صنعت ومالم تصنع وفي ذلك شرُ وبلاءُ عظيم..
في مجتمعاتنا العربية عموماً والخليجية على وجه الخصوص يُمارس الهياط على أنه رجوله وبطولة ومن صميم العادات والتقاليد،و تلك مصيبتنا كعرب تراهم يتسابقون خلف المخلوقات الحيوانية كالإبل يرددون الأناشيد الحماسية مفتخرين بتلك المخلوقات وباعدادها الكثيرة، تلك العادة افرزت فن ادائي اسمه الشيلات فن لا يمت للجمال بأي صلة فهو يتأرجح بين الحماسة والغزل والفخر، فلا هو من الغناء كغناء ولا من الحداء كفن قديم له جذوره وشخوصه، أيضاً تشاهد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هياط المجتمعات فهذا من البلد الفلاني الذي زرع البحر قمحاً وذاك من بلدِ حول الرمال لذهب وجعل احجارها بقوته فضة، الخ القائمة، جميعنا عرب ولم نتفرق إلا بعد أن تفشت الجاهلية في اوساطنا ولم تتفشى العنصرية والهياط في أي مجتمع إلا بعد أن توارت الثقافة العربية الأصلية والمتمثلة في العادات والتقاليد التي كانت تمثل نظاماً اجتماعياً صارماً له ماله وعليه ماعليه، الهياط عنصرية لا تقل عن بقية العنصريات كإزدراء النسب والطائفة ومستوى الشخص العلمي والمعيشي والفكري الخ، بقاء الهياط مرهون بغياب القوانين المنظمة للعلاقات بين أفراد المجتمع الواحد ومرهون بغياب النُخب عن المشهد الثقافي فالجماهير من طبيعتها الغوغاء وتصدرها لأي مشهد ثقافي يعني حدوث كارثة وبداية تشويه للمشهد ولنا في مشاهير السوشل ميديا قصة ومثال.
لو فكرنا قليلاً كيف كان العرب قبل الإسلام وكيف أصبحوا بعده، وأقصد بالإسلام هنا من بداية الدعوة المحمدية إلى نهاية عهد عمر بن الخطاب الذي مثل بداية لحقبة العنصرية والصراع من أجل الدنيا لا الدين لنتأمل قليلاً ونفكر فبقاء الهياط يعني بقاء المجتمعات في دائرة الأمراض وإن صنعت وانتجت فالهياط وصمة عار في جبين العروبة والإسلام ولن يزول إلا بزوال الجهل والجاهلية.. .
التعليقات (0)