الهيئة والصدام مع المجتمع ..
في احتدام نقد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عنها تجد المقارنة بصيغ مختلفة بين الهيئة والشرطة ، دون أن ينتبه أولئك المدافعون إلى الاختلاف الجوهري بين عمل ومهام الهيئة والشرطة ومسؤولية كل من الجهازين الرسميين ، إذ أن الشرطة أمن عام وفي مقدمته أمن المواطن والمقيم والمنشآت العامة وأمن الدولة ، بينما يقوم جهاز الهيئة بتنفيذ الأنظمة التي تمنع أو تأمر والمبنية والمستمدة من الشريعة الإسلامية سواء منعت هذه الأنظمة أو أمرت وفقاً لنصوص دينية ثابتة كالخمر والزنا ، أو مختلف فيها كنوع حجاب المرأة ، أو وفق رؤية خاصة لنص ما كالآية "... إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة " واغلاق المحلات التجارية كل أو قات الصلاة ، أو كان بعضها مستمد من العادات والتقاليد وفقاً لرؤية فقهية ما ، أو مما هو جديد على المجتمع كقيادة المرأة للسيارة ، فالهيئة تطبق هذه الأنظمة على أرض الواقع كجهاز حكومي .
واعتقد - لتجنب الشد والجذب والقضايا التي تكون الهيئة طرف فيها والصدام مع المجتمع - لو اقتصرت مهام الهيئة على منع ماهو ثابت شرعاً كالخمور وما في حكمها ، والزنا والرذيلة بكل أشكالها وصورها ، والانحرافات السلوكية والأخلاقية كالإبتزاز والتحرش الجنسي ، وإيهام الناس بسحرهم أو تلبسهم لجرهم للعلاج واستنزافهم ، وهنا يكون النهي وانكار المنكر نظاماً يقره ولي الأمر وفعلا على أرض الواقع تنفذه الهيئة ، ويكون الأمر بالمعروف أمراً بالمعروف فعلا بالحكمة والحسنى والتنبيه أو العظة الشفوية .
ولتدع ما عدا ذلك للحراك الثقافي والرأي العام وللثقافات الاجتماعية المختلفة بين منطقت وأخرى كما كانت عادات المجتمع قبل "الصحوة" وللتواصل الاجتماعي .
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)