الهوية العربية .. هل تذوب في " الإسلامية " ؟!

هل أنت عربي مسلم أم مسلم فقط ؟!

لعلكم تذكرون تلك الصورة الرمزية التي بدأت بها مدونتي " خارطة العالم العربي " كرمز للوحدة العربية التي تبدو من المحال أن تتحقق بعد أن وقعت بين قوتين هما : تفكيك المستعمر الغربي للعالم العربي وتجزئته إلى دويلات باستقلال ناقص ! وعودة فكرة دولة الخلافة الإسلامية الواحدة التي تمتد من إندونوسيا والفلبين إلى الشيشان وتركمان ستان ، ومن الهند إلى أفريقيا ، حيث في هذه الإيديولوجية السياسية المؤسلمة لا وجود للعرب وللبلاد العربية في اللغة الإسلامية رغم نزول القرآن الكريم بلغة العرب ، ورغم أن اللغة العربية هي لغة الخطاب الإسلامي المؤثر من الخليج إلى المحيط ، وفي كل بلد عربي ربما لا تسمع عبارة بلاد العرب ولا المواطن العربي ، وفي السعودية لا تسمع إلا بلاد الحرمين والمسلم بمعنى " المواطن "!

لست ضد قيام دولة إسلامية ولكن ليس بنظام الخليفة الواحد المستبد مدى الحياة ومن حوله نظام الحاجب والولاة كما هو الحال في عهد دولة الخلافة الأموية وحتى نهاية دولة الخلافة العثمانية على أيدي الإنجليز والفرنسيون في بداية العصر الحديث .

اعتقد أن الإنسان العربي هو عربي الهوية مسلم العقيدة ، والقرآن الكريم ومحمد النبي العربي جاءا بتوحيد الله بالعبادة على نهج إبراهيم وكان حنيفا مسلما ولم يأتيا بالسياسة الإسلامية .. هذا من جانب ومن جانب آخر فكل عربي مسلم وغير مسلم لم يتحرر بعد من عبودية الاستبداد السياسي ليأتي مستبد جديد في عباءة خليفة المسلمين لا ندري أن كان "إصلاحيا فقيهيا" أم هو "قاعديا" أم متسترا في عباءة الدعوة الإسلامية يدعو المسلمين إلى الإسلام ويحارب "التغريبيين" والليبراليين !!

أمر آخر ، هل يعتقد المتطلعون لنظام الحكم الإسلامي أن النظام السياسي هو الذي سوف يحرر فلسطين العربية المسلمة من قبضة المحتل ؟ وإذا كان الأمر كذلك فبماذا ؟ هل بالسيف والمنجنيق أم بالعلم والتقدم الاقتصادي والقضاء على الفقر وتنمية العقل وتحريره من عبودية الاستبداد ؟! أليس هذا هو المقصود في :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " وهو المفهوم الذي استوعبه الألمان واليابانيون بعد هزيمتهم ؟!!.

أكاد أجزم أنه لا يوجد نص في القرآن أو السنة ينص على السياسة بمفهومها المعاصر سوى حديث واحد اعتقد أنه صحيح ولكنه ملغي في قاموس الإسلام السياسي أو ما يسمى بالسياسة الشرعية لأنه الأساس الأول للديمقراطية الحقيقية وهو :
" إذا خرج منكم ثلاثة فاليؤمروا أحدهم " مع ملاحظة لفض " يؤمروا " ولم يقل يتأمر .. وهناك فرق !!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com