مواضيع اليوم

الهوس الأمني

Saleem Moschtafa

2009-05-18 08:35:51

0

 

استؤنفت في الأول من أمس بالقاهرة جولات الحوار الوطني الفلسطيني، و التي ستقتصر هذه الجولة الخامسة منه على فتح و حماس دونا عن بقية الفصائل، و كما نعلم جميعا أن هذا الحوار يجري في العاصمة المصرية القاهرة و بالطبع تحت الرعاية المصرية و بوساطة "كريمة" منها، طبعا لا شي جديد و كلكم تعرفون ذلك.

 

و لكن أنا أريد ان أركز على نقطة شدت انتباهي، فالرعاية المصرية يقودها "عمر سليمان" و هو رئيس المخابرات المصرية، فالخلفية اذا هنا خلفية أمنية، بما يعني بالتالي أن النظام المصري في نهاية الأمر يتعاطى مع القضية الفلسطينية على أنها حالة أمنية و ليس سياسية بامتياز.

 

فمن يجتمع بهم عمر سليمان قادة منظمات سياسية و ليسوا أجهزة أمنية فلسطينية، و أنا أعتقد أنها منتهى الإهانة أن ينظر النظام المصري الى الحوار الوطني الفلسطيني من منظور أمني بحت.

و نحن نعلم انه عندما يتم تغليب ماهو أمني على ما هو سياسي لا نستطيع أن نصل الى حلول و ان وصلنا الى حلول ما فهي حلول مؤقتة و هشة..

 

أنا لا أستغرب هذا التعاطي المصري مع الحوار الوطني الفلسطيني و مع المسألة الفلسطينية برمتها، فهو مسكون بالأمن كأغلب نظمنا العربية، و هو يتعطى معها كما يتعاطى في الداخل مع المعارضة و مع المشاكل السياسية التي تتراكم. هو لا يريد أن يفهم أن الأمن في النهاية يبقى أمن سياسي.

 

و نحن نعلم أنه كثيرا ما تنتقد "اسرائيل" من طرف الأنظمة العربية و أولهم النظام المصري حيث يؤكدون عليها أن اجراءاتها الأمنية مع الفلسطينيين لن تحقق لها الأمن ما لم تسبقه اجراءات سياسية يقابلها الطرف المقابل باجراءات سياسية تقود في مرحلة ثانية الى الأمن، فالأولى أن يترجم النظام المصري "نصائحه" على تعاطيه هو مع القضايا الداخلية و الخارجية و التي هي في الأغلب قضايا سياسية و ليست أمنية.

 

و حتى في الزيارات الديبلوماسية التي يجريها الوزير "أبو الغيط" فإن "سليمان" مرافق رسمي و دائم، و جميعنا  نعلم  النفوذ الذي يتمتع به و المتأتي من الدعم و الإسناد الأمريكي ، و هو ما يضايق مبارك، و لكن الذنب ذنبه لأنه أطلق يديه في كل القضايا السياسية فأعطى للأمريكيين فرصة اكتشاف  أنه لديهم في مصر البديل يتمثل في "عمر سليمان" رجل يمكن لهم ان يعتمدوا عليه في حالة "صحوة ضمير" قد يشعر بها مبارك في يوم من الأيام.

 

ف"مبارك" و" سليمان" في النهاية يزايدان على بعضهما البعض ليس في البحث عن حلول لمشاكل مصر داخليا و خارجيا و لكن على المضي بعيدا في تطبيق النظرة الأمريكية للدور المصري في المنطقة  و من ورائها النظرة "الإسرائيلية" علما بذلك أم لم يعلما.

 

أعلم أن القيادات الفلسطينية المجتمعة في القاهرة واعية بهذه المسألة و لكن المثل يقول "ما يلزك على المر كان الي أمر منو". و فهمكم كفاية.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !