مواضيع اليوم

الهمة في القمة .. اجتهد واصاب وله اجران ..

محمد سامي

2011-12-30 17:44:31

0

هناك أحداث طفت على صورة الرجل , عندما باشر الإشراف على تتبع الملف بكافة عناصره ومعطياته إلى جانب الجنرال القوي أيام زمانه الجنرال العنيقري المشهد الأمني المغربي. ولعل الجميع سيتذكر تلك اللقطة التي ظهر فيها عالي الهمة إلى جانب الجنرال على متن سيارة( البم) أمام فندق فرح بالدار البيضاء , وهما يتفقدان الموقع , ساعات قليلة بعد الهجمات , هذه العملية الإرهابية الجبانة التي لم يحدد إلى ألان الجهة العقيقية التي خططت ونفذت أما تعدد الآراء والتكهنات ولاتهامات المتبادلة بين مختلف الأطراف وكذا تحليلات الصحافة الوطنية والدولية ...

ولا شك ان هذه الهجمات ألارهابيه بمدينة الدار البيضاء هي التي جعلت ا , عالي الهمة كوزير منتدب للداخلية والجنرال يحملان حزب العدالة والتنمية المسؤولية المعنوية عن هذه ألا أحداث الشيء الذي رفضته القيادة الحزبية للعدالة والتنمية بشكل قاطع .

ويبدو إن هذه الأحداث كانت الشرارة الأولى التي جعلت مستشار الملك الحالي يدخل في مواجهة مفتوحة وواضحة مع حزب العدالة والتنمية عندما بدأت عملياته الاعتقال تندلع بمختلف المدن المغربية هذه الحملة التي اشرف عليها الجنرال القوي وعززتها ماكينة العدالة بقيادة الوزير المكناسي الراحل بوزوبع وصدرت أحكام بالإعدام بلغت حوالي 16 عشر وأحكام متفاوتة في حق العديد من المواطنين وكذلك منظري هذه الجماعات الإسلامية من شيوخ السلفية الجهادية الفيزازي والكتاني وأبو فحص وغيرهم .....

هذه الحملة الأمنية التي قال عنها الملك إحدى مقابلاته أنها عرفت بعض الخروقات .....

السيد فؤاد عالي الهمة وبعد مرور بعض الوقت وقبل انتخابات 2007 انسحب من الحكومة وذلك بغية التفرغ لنفسه وأسس ما سماه بحركة لكل الديمقراطيين ضمت في صفوفها العديد من المعتقلين السابقين ومن أعداء نظام الحسن الثاني الدين تمكنوا من الدخول الى الحركة مقابل مناصب وبعد أن سويت وضعياتهم ...ولكن سرعان ما بدأت نوايا الرجل تتغير عند إعلانه عن تأسيس حزب سياسي سماه الأصالة والمعاصرة , ونظر لكونه صديق للملك فقد تهافت على لانتماء للحزب

كل الأصناف من الوصوليين والانتهازيين وسماسرة الانتخابات المنفصلين عن أحزابهم الأصلية وكذا أصحاب الأموال والمنتفعون من اقتصاد الريع وحتى بعض المشبوهين أيضا الشيء الذي جعل الحزب يحقق المفاجئة ويفوز بالأغلبية وسيطر على مسبة كبيرة من الجماعات والبلديات في مختلف أقاليم المملكة بفضل الأصناف المنظمة للحزب الجديد

الهدف من تأسيس الحزب وكل حزب يؤسس فالهدف هو كسب أصوات إلى ناخبين للوصول إلى الحكم وهذا هو الهدف الذي كان يسعى إليه حزب الأصالة والمعاصرة كغيره من الأحزاب إذ أن الحزب الحاصل على المرتبة الأولى يعين زعيمه رئيسا للوزراء . وهو ما كان يسعى إليه المستشار الملكي . لو لم تنطلق الثورات العربية التي لم يكن احد حتى من المنجمين أو المحللين السياسيين أو المتخصصين فيما يسمونه الدراسات الإستراتيجية والسياسية أن يتوقعوا سقوط اعتي الأنظمة الجمهورية كنظام بنعلي وجماهيرية العقيد أو نظام فرعون مصر .

ظهور هذه الثورات وإعلان ميلاد حركة 20 فبراير جعل المشهد يتغير بتغير العالم وأصبح الرهان على حزب الهمة أمرا مستحيلا . بل أصبح في حكم المنعدم . لهذا سارع الملك إلى إعلان الدستور وتم التصويت ووجب إن تتغير الظروف رأسا على عقب . ويعلن عن انتخابات بكرة ويسمح لكل الاحزب بالمشاركة .ودون قيود مما أدى إلى صعود أعداء الهمة وأصبح من أللازم على الرجل أن يعود إلى مكانه الأصلي. ألا وهو الديوان الملكي فالرجل كان مديرا لديوان الملك وهو ولي للعهد وما المانع من تعيينه مستشار وهذا هو المنصب المناسب له وبدون مبالغة.

فالسيد فؤاد عالي الهمة أدى مهمته بنجاح وهو بوزارة الداخلية , رغم بعض الهفوات التي تسبب لهه فينها اندفاع الجنرال وطريقته القاسية في التعامل مع طبيعة بعض الملفات ,ومنها حملة تطوان الشهيرة سنة 2003 والتي ظهرت خفاياه سنة 2007 وأطاحت بطموح الجنرال في أن يترأس وزارة للأمن القومي وأظن شخصيا أن هذا الملف هو ما مر على المستشار الملكي عالي الهمة دون أن يتنبه لنوايا الجنرال ويكشف أسرار ه في الزمن المناسب ....

إما على الصعيد السياسي فقد نجح بصورة لأتقبل النقاش في تأسيس الحزب وحشد العديد من الفعاليات من مختلف الشرائح الاجتماعية وحصد ملايين الأصوات وفاز بالرتبة الأولى ولولا الربيع العربي الذي قلب أجندة العالم لتمكن حزب الأصالة والمعاصرة من كسب رئاسة الحكومة ولترأس الهمة هذه الحكومة عن طريق صناديق الاقتراع وبأصوات المواطنين ....

إذن بلاغ الديوان الملكي كان دا مصداقية ومنصف للرجل الذي خدم عندما تحدث البلاغ عن نجاحه في المهام التي أسندت إليه بكفاءة وذكاء وحصد تجربة جيدة تسمح له بتقلد مهام اعلي .....

السيد فؤاد عالي الهمة عمل بمصداقية حديث الرسول عليه السلام من اجتهد وأصاب فله أجران ومن أاجتهد واخطآ فله اجر واحد فهو عمل واجتهد وأصاب في عدة أمور واخطآ في القليل وهذا يحسب له واكسبه في نظري تجربة تستحق المكافئة .....وعليه أن لاينسى من اجتهد وكد وتتعب وأصاب وعوقب دون أن يكون له لا اجر واحد ولا اثنين .....

انتهى

 

 

 


 

ذ محمد سامي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !