مواضيع اليوم

الهروب من عالم الصحافة والاعلام

راميار فارس الهركي

2009-09-29 14:54:59

0


حاولت كثيراً ان افسر سبب نفوري من مهنة الصحافة والاعلام في العراق مع انني وقبل ان ادخل عالم الصحافة كنت شغوفاً بالعمل الصحفي محباً له ولكم تمنيت ان اغدو اعلامياً ناجحاً وقد حققت بعضاً من هذا النجاح خلال السنوات السبع الاخيرة ولكن لااعرف لماذا بدأت اشعر بالنفور من عمل الاعلام داخل العراق خصوصاً ، ولو تسنت لي فرص العمل كأعلامي خارج العراق لما ترددت عن ذلك وذلك ايماناً مني بأن الاعلام في دول الخارج متقدم وهو لايخضع للضغوط السياسية من قبل الحكومات او الاحزاب او الافراد عكس الاعلام في العراق فهو اليوم اعلام حزبي صرف وليس اعلام مستقل حر ديمقراطي كما يدعي البعض من ساسة الاعلام في العراق .

ولكني اكتشفت اني لست الوحيد الذي نفر من مهنة الاعلام في العراق وانما هناك الكثير من الصحفيين والاعلاميين من الذين تركوا مهنهم الاعلامية ولجأوا الى مهن اخرى داخل او خارج العراق ولعل هذا وذاك جاء نتيجة جملة من الاسباب سأذكر سبباً منها ، ان مؤسساتنا الاعلامية اليوم لاتسعى في رسالتها الاعلامية خدمة الصالح العام ونقل الحقيقة وهي لاتمثل السلطة الرابعة الحقيقة كما هي في دول العالم وانما هي تمثل الاحزاب والاشخاص من ذوي النفوذ والترويج لمصالحهم تحت مسميات (كالحرية والديمقراطية وحرية التعبير) كنا قد سمعنا بها وملننا من الاستماع اليها ، كان الاعلاميين في فترة النظام السابق يحلمون بأعلام حر ومستقل يمثل السلطة الرابعة بحق ، بعيداً عن الضغوط الامنية والاستخباراتية اما اليوم فياليتنا لم نحلم بذلك لان ماجاء به تحرير العراق او بالاحرى احتلال العراق كان اتعس من السابق.

كغيري من الاعلاميين قررت ان اتجه الى عالم الكتابة اكتب ماتمليه علي نفسي دون املاء من جهة ما ، كنت في الماضي انكب على عملي الصحافي بجد وكلي ثقة ان مأقوم به سيرفع من معاناة الشعب وينقل تلك المعاناة الى المسؤولين في دوائر الحكومة ليباشروا بأيجاد الحل ولكن لاحياء لمن تنادي ، هذا الوضع وغيره من اوضاع المؤسسات الاعلامية الحالية في العراق جعلني سرعان مانفر من عالم الصحافة لااحزم حقيبتي واشد اغراضي للسفر الى عالم الكتابة حيث وجدت ان عالم الكتابة ارحب واوسع ، فهذا العالم اعتبره انا كما اعتبره غيري عالم انساني استطيع فيه ان اعبر عن مافي دواخلي من مشاعر وافعال قد قمت بها في الماضي او اقوم بها مستقبلاً .

هذا العالم الرحب يختلف اختلافاً جذرياً عن عالم الصحافة فقد وجدت ان عالم الصحافة في العراق عالم رتيب وممل لايخاطب المشاعر الانسانية لانه لاينقل ماتشعر به النفس البشرية من مشاعر ايجابية وسلبية ولايروي قصة انسان ومايمر به من الالام ولاتنقل معاناته بصدق وامانة بل يكتفي القائمون على هذا العالم بنقل الحقائق الغير قابلة للتطبيق على ارض الواقع والخصومات والمنازعات السياسية والحروب بين الاحزاب والافراد وهو بالاضافة الى ذلك عالم مملوء بالاقاويل والاكاذيب.
لو دققنا النظر على فن الصحافة في باقي دول العالم لوجدنا انه ممتع وجميل خصوصاً اذا تم تطبيق قوانين هذا الفن بحذافيرها دون تزويق او تحريف.

لان الصحافة قبل كل شيء هي رسالة المواطن تنقل عنه مايريد ومالايريد وليس رسالة لتغطية اخطاء افعال الحكومات والاحزاب الشائنة بحق المواطنين كما هو حال الصحافة في العراق .


 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !