مواضيع اليوم

الهدف


روى الطبرانى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا يريد أن يفعله قال "نعم"وإذا سئل شيئا لم يرد أن يفعله سكت وكان لايقول لشىء "لا"..فجاءه أعرابى فسأله (يعنى طلب منه حاجة)فسكت فسأله الأعرابى فسكت ثم قال للأعرابى "سل "قال الأعرابى :أريد راحلة 0يعنى ناقة )قال "لك ذلك ..سل "قال :ورحلها(يعنى الفرش الذى يوضع فوق ظهر الناقة )قال :"لك ذلك ..سل "قال :زادا قال "لك ذلك "
ومضى الأعرابى ..ثم قال صلى الله عليه وسلم "كم بين مسألة هذا الأعرابى وعجوز بنى إسرائيل ؟"(يعنى شتان بين طلب الأعرابى وطلب عجوز بنى إسرائيل )...
"أراد موسى أن يعلم قبر يوسف -عليهماالسلام -فقال أصحابه لانعلمه وإنما عجوز بنى فلان قد تعرفه فأتت العجوز فقال لها :تعرفين قبر يوسف ؟قالت :نعم .قال :دلينا عليه .قالت :لا والله حتى تجيب طلبى .قال :وما تريدين ؟قالت :أكون معك فى درجتك فى الجنة. قال:فى الجنة .قالت :لاحتى أكون فى الدرجة التى أنت عليها فأوحى الله إليه أن اعطها ذلك فإنه لاينقصك .فأعطاها فدلتهم "
.................................................
وهكذا ترون -أيهاالأحبة-الفارق الشاسع بين همة الأعرابى وهمة العجوز...هذا تتعلق همته بمتاع الدنيا الزائل وهذه تسمو همتها إلى الفردوس الأعلى ...
وقد كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على همته عالية فأحسنواالاختيار....
وهذا عمير بن كعب الأسلمى -رضى الله عنه- يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فيقول له صلى الله عليه وسلم "سل "فيقول عمير أسألك مرافقتك فى الجنة )فيقول صلى الله عليه وسلم :"أوْ غير ذلك "فيقول هو ذلك )فيقول صلى الله عليه وسلم :"فأعنى على نفسك بكثرة السجود "...
وهاهو عكاشة بن محصن -رضى الله عنه-يسمع رسول الله يتحدث عن سبعين ألفا يدخلون الجنة بلاحساب ولاعذاب فيقول يارسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم )فيقول صلى الله عليه وسلم :"اللهم اجعله منهم "فيقتل رضى الله عنه شهيدا ....
وهذا أنس بن مالك -رضى الله عنه -يحكى عن شاب من الأنصار لقى رسول الله صلى الله عليه
فقال له صلى الله عليه وسلم :"كيف حالك ياحارث "؟قال أصبحت مؤمنا )قال :"انظر ماتقول فإن لكل قول حقيقة "قال حارثة؟(عزفت نفسى عن الدنيا فأسهرت ليلى -يعنى فى قيام الليل -وأظمأت نهارى -يعنى فى كثرة الصيام -وكأنى أنظرإلى عرش ربى بارزا وكأنى أنظرإلى أهل الجنة يتزاورون وكأنى أنظرإلى أهل النار يتعاوون فيها -يعنى يصرخون-)قال صلى الله عليه وسلم :"أصبت فالزم عبد نوّرالله الإيمان فى قلبه "قال حارثة ادع الله أن يرزقنى الشهادة )فدعا له فكانت معركة وكان حارثة أول فارس وأول شهيد ....وجاءت أمه تقول :يارسول الله إن يكن فى الجنة لم أبك ولم أحزن وإن كان فى النار بكيت ماعشت فى الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم :"ياأم حارثة إنها ليست جنة إنهاجنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى "
فرجعت تضحك وهى تقول بخ بخ يا حارثة )يعنى :هنيئا لك ياحارثة .
.................................
وهكذا رأيتم -رحمنى الله وإياكم -حسن اختيار هؤلاء الراشدين الذين عاشوا حياتهم فى الدنيا كماأمر الله يبذلون الخير للناس ويعمرون الأرض ولكن كانت عيونهم وقلوبهم وحرصهم على الآخرة باعتبارها دار المقام الأبدى ..وبذلك فازوا بالدنيا والآخرة جميعا.
اللهم اجعلنا منهم واجمعنا بهم فى الفردوس الأعلى . آمين .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !