نشرت بعض المواقع الالكترونية الخبر التالي : "اصدر رئيس الوزراء سمير الرفاعي امس بلاغا رسميا طلب فيه من جميع الوزراء والامناء العامين ومديري الدوائر والمؤسسات العامة تسليم اي هدية يتلقونها وتزيد قيمتها عن 50 دينارا الى الامين العام لرئاسة الوزراء ..حيث يجري تجميعها وتوزيعها على الجمعيات الخيرية مرة كل ثلاثة شهور.
ويأتي هذا البلاغ استنادا لمدونة السلوك الخاصة بالوزراء والتي جرى توقيعها من الوزراء اخيرا" انتهى الخبر
مع الشكر و التقدير لدولة الرئيس لوضع النصاب الصحيح ولوضع ضوابط للعمل و التسيب الذي ممكن ان يحدث او حدث بالفعل .و هو معيار مطبق و فعال كقانون في الولايات المتحدة او بريطانيا او اسرائيل و على الجميع مهما كانت درجته الوظيفية او علا شأنه السياسي ان يقوم بتسليمها الى الدولة. القانون في أمريكا لا يسمح للمسؤولين بالاحتفاظ بالهدايا و ذلك لان الهدايا ارسلت اليهم لوظائفهم و ليس الى شخصهم.
و تبادل الهدايا شىء مألوف ما بين رجال الاعمال في دول العالم و معظم الهدايا من رجال الاعمال من اليابان هدفها اظهار الجانب الثقافي و الحضاري التى تعتز به هذه الامة فغالبا تكون ربطات عنق محلية الصنع او منتجات تقليدية (مراوح اليد للسيدات) و الاوروبيين تكون هداياهم طبق شوكلاتة متوسط الثمن . و الاتراك صحن حلقوم و لم ارى للان رجل اعمال امريكي يقدم هدية .
العرف عندنا و لا اعرف صحة القول " تهادوا تحابوا" الهدية شىء مرغوب به ما بين الاقارب و الاصحاب و لكن الهدية ما بين بعض الناس او ما بين مواطن و مسؤل ,ما لم تكن تلك الهدية بريئة فإنها قد تقترن بعرض للتنازلات وأحيانا تقدم لجس النبض قبل عرض المقابل المطلوب و تعتبر أحيانا بديلا مهذبا للرشوة وتعمل أحيانا عمل الزيت في الآلة بمعنى أنها تسهل الأمور الصعبة ، وتذيب الجليد بين الطرفين
ولكن لماذا يتم تقديم هدية للمسؤل من الاصل ؟. هل المسؤل لا يعمل عمله بدون هدية ام هذا نظام جديد انه يجب تقديم هدية اقل من 50 دينار حتى معاملتك تمشي .
الاصل ان لا يقبل اي مسؤل هدية من احد لانه يتقاضى راتب على عمله و معظمهم راكبين سيارات اخر موديل و غالبا مرسيدس او سيارات 44 و الامور اخر تمام معه.
و من يريد ان يقدم هدية بحدود 50000 دينار هل سوف يدخل الى الدائرة و هو حاملهم امام الجميع و المسؤل الذي يأخذ و يقبل مثل تلك الهدايا الثقيلة هل سوف يعلن عنها للجميع.
في حالة هدية عينية مثل رحلة سفر هو و العائلة الى اوروبا بحجة مؤتمر علمي او زيارة مقر الشركة كيف سوف يتم التحكم بها ؟
يوجد اكثر من اسلوب لتقديم هدايا مثل (كما ذكرت سابقا) رحلات سفر علمية او طبية و لكن معظمها تكون للتسوق او الترفيه او تسهيل (تزيت ) اعمال المقدم لها.
تقديم اشتراكات في نوادي صحية او مقاعد دراسية في مدارس او جامعات . كيف سوف يتم التحكم بها؟
او بيع شقة او قطعة ارض لمسؤل بربع الثمن (كما حدث مع الوزير في فيلم الواد محروس لعادل امام) و هذا ممكن حدوثه ايضا!
انا اتوقع في حال تفعيل هذا التعميم سوف تنقطع عادة تقديم الهدايا عن السادة المسؤلين. لأن الهادي لها لن يستفيد من اعطاءها للمسؤل لانها سوف تذهب الى الجمعيات الخيرية . او سوف نجد نشاط مبهر لهدايا ما تحت الخمسين و اقترح ان يتم فتح متجر او قسم في المؤسسات الاستهلاكية المدنية او العسكرية بأسم قسم هدايا المسؤلين و تكون الاسعار مراقبة .حيث في احدى الدول الشقيقة يوجد اماكن و محلات متخصصة بالهدايا ال VIP مثل الصقور والخيول والسيوف المذهبة و اسعارها تعادل من الف الى عشرين الف دينار .
في النهاية هذه خطوة كبيرة للامام و اظن اننا الدولة الاولى عربيا التي تقر مثل هذا الاجراء.
شكرا دولة الرئيس
د.معن عبدالرحمن العداسي
http://maenaddassi.maktoobblog.com/
التعليقات (0)