أعزائى المدونين لا اريد أ ن استفز مشاعركم , ولكنى أطمع فى الاحتكام الى عقولكم , فأنا ضحية المشاعر المشاعر الهادرة والعواطف الفياضة . فى باكورة صباى وشبابى كرهت اسرائيل كرها ملأ حواسى وخالط احلام يقظتى , كنت أحلم اننى ضابط فى الجيش واننى اقود مجموعة من الشباب ذوى الشجاعة الاسطورية واننى معهم خضنا معارك شرسة انتهت باحتلالنا لاسرائيل وتدمير جيشها . كنت ولا زلت أحب وطنى وأعشق ترابه وأقدس نيله وأذوب فى هوى أهله الطيبين , الآ ن وبعد رحيل العمر وجفاف نبع الاحلام ووهن الطاقة تحت عبء أثقال الرحلة وهوانها وانكساراتها , لم يعد لدى من حلم سوى أن اقضى أيامى الباقيات فى سلام متمتعا بحريتى كانسان , انام عندما يواتينى النوم وأتحرك ان اتيحت الحركة الا انه جد علينا شيء جديد هو هذه الميكرفونات المعلقة على المساجد والتى تروع ليلى باسم الدين والين منها براء , واذا نزلت الى الشارع بغية التسرية عن الاجهاد النفسى لا اجد مكانا لخطواتى وسط حشد من السيارات التى تمرق دون ضابط , وان ذهبت الى اية مؤسسة حكومية لقضاء حاجة اعانى الويل والمهانة , مع ان الموظف الذى بيده حاجتى كان قد ترك مكتبه لأقامة الصلاة , اعود لمنزلى المظلم بائسا مهموما هذا المنزل الذى كان يغمره الضوء قبل تدمير طابع المدينة بهذه الابراج المشوهة , اخذنى حلم الهجرة ا ريد بلدا متحضرا اتمتع فيه بأبسط حقوق الانسان حرية النوم والحركة , اريد ايضا ان يكون له حدود مشتركة مع وطنى كى اسمع نبض مصر حينما القى رأسى على الوسادة . وجدت ان هذه الشروط تنطبق على اسرائيل التى اعجب بها ولا أزعم اننى احبها . يا له منحلم بائس سأظل فيك ياوطنى , ان ضاق على حاضرى فاننى اهرع الى الماضى الوذ برحابه واتماهى مع عبق ايامه والقى رأسى واضها وسادة فوق اذنى هربا من صخب حاضره . سأظل احبك وأحلم لك يا وطنى الى ان يتوحد جسدى مع ثراك
التعليقات (0)