بغداد – بلادي اليوم
أكدت وسائل إعلام تركية،امس الثلاثاء، أن رئيس الحكومة التركية ووزير خارجيته لن يلتقيا نائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء طارق الهاشمي الذي وصل مساء الاثنين إلى تركيا قادما من السعودية.
وذكرت صحيفة (حرية) التركية الواسعة الانتشار أن "رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود أغلو لن يلتقيا الهاشمي الذي يقوم بزيارة إلى تركيا"، موضحة ان "المسؤولين التركيين موجودان حاليا في الصين لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك".وتوقعت الصحيفة ان تتسبب زيارة الهاشمي إلى تركيا بـ"إعادة إحياء التوتر بين أنقرة وبغداد"من جانبها ذكرت قناة (السي أن أن) التركية أن "زيارة الهاشمي ستكون قصيرة"، ولم تذكر القناة المسؤولين المتوقع ان يلتقيهم الهاشمي خلال مكوثه في تركيا.
فيما كشف النائب عن التحالف الوطني فالح الزيادي امس الثلاثاء، عن مباحثات جارية بين العراق وتركيا لتسليم نائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء طارق الهاشمي، مبيناً أن وفداً أمنياً عراقياً زار تركيا قبل مدة قريبة واتفق على عدة محاور منها تسليم الهاشمي إلى السلطات العراقية. وقال الزيادي في تصريح صحفي: إن هناك مباحثات جارية بين الجانب العراقي والتركي وتنسيقا مسبقا لعدم استقبال الهاشمي بصفة رسمية، وامكانية تسليمه الى السلطات العراقية بأعتباره مطلوباً قضائياً.وأوضح الزيادي أن وفداً أمنياً عراقياً قد زار تركيا قبل زيارة الهاشمي وتطرق إلى عدة امور من ضمنها تطوير العلاقات الامنية والحفاظ على أمن الحدود المشتركة، وضرورة تسليم الهاشمي وعدم استقباله وايوائه، مبيناً أن هناك بوادر حسن نية من تركيا لتحسين العلاقات بين الجانبين، وتسليم الهاشمي سيرسخ هذا الامر.وعدّ الزيادي استقبال دولة قطر والمملكة العربية السعودية لطارق الهاشمي بصفة رسمية تدخلاً في الشأن العراقي، ومحاولة لإثارة الفتنة الطائفية في البلاد، مشيراً إلى أن قطر والسعودية يحاولان إعطاء الهاشمي دوراً بعد أن تمّ اسقاط صفته الرسمية بصدور مذكرة القاء قبض بحقه.وكان الهاشمي قد وصل إلى تركيا في إطار جولته في عدد من دول المنطقة.وبدأ الهاشمي الأحد الماضي زيارة مفاجئة إلى الدوحة بناء على دعوة قطرية، وأكد مراراً عزمه على العودة إلى العراق بعد إتمام جولة على عدة دول في المنطقة، ثم غادر الهاشمي قطر إلى السعودية الأربعاء الماضي، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية سعود الفيصل.وأعلن بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، الخميس الماضي عن أن الهاشمي كان قد غادر البلاد بعد أن وجه رسالة إلى الرئيس طالباني حول اعتزامه القيام بجولة تشمل عدداً من الدول، وغادر فعلاً قبل أن تصدر موافقة عن رئيس الجمهورية . وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد صرح ان العراق اصبح في الوقت الحالي القوة الضاربة في المنطقة العربية والاقليمية وعلينا جميعا الوقوف بجانبه . وقال اردوعان في تصريح صحفي: ان العراق كان وكرا للقواعد الارهابية الا انه استطاع القضاء عليها , واوضح : كان هناك تخوف من العراق في السابق كونه اصبح وكرا للقواعد الارهابية ، الا ان العراق الان قضى على هذه القواعد بفضل قيادته رغم الازمات الداخلية التي يمر بها . واشار رئيس الوزراء التركي الى القمة العربية التي انعقدت في بغداد مؤخرا موكدا ان حضور القادة العرب الى القمة العربية يعد مؤشرا لقوة العراق وتماسك الدول العربية مع بعضها البعض وعلينا التكاتف من اجل الحفاظ على الوحدة العربية . وكان المطلوب للقضاء طارق الهاشمي،قد اعلن امس الثلاثاء، عن انه سيعود إلى اقليم كردستان، وانه لن يستقر في تركيا التي يزورها حالياً، وقال الهاشمي الذي وصل مطار اتاتورك على متن طائرة خاصة قادماً من المملكة العربية السعودية، في تصريح للصحفيين إنه سيعود إلى اقليم كوردستان قريبا بالقول : لن أستقر في الجمهورية التركية الى الابد وسأعود الى اقليم كوردستان بعد استكمال عدد من اللقاءات بالمسؤولين الاتراك.وكانت مصادر صحفية قد اكدت أن رئيس الوزراء نوري المالكي اوفد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض الى تركيا ليجري مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة التركية في محاولة من العراق لإعادة تطبيع العلاقات مع تركيا متزامنة بعد زيارة اياد علاوي الى تركيا. وأضافت المصادر أن مستشار الأمن الوطني فالح الفياض اجرى لقاءات مكثفة مع مسؤولين أتراك والتقى وزير الخارجية أحمد داود أغلوا مرتين ، مؤكدة أن تركيا أبدت تجاوباً تجاه مبادرة المالكي.
ويقيم الهاشمي في إقليم كردستان منذ أن عرضت وزارة الداخلية في (19 كانون الأول 2011) اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بشأن قيامهم بأعمال عنف بأوامر منه، في حين أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني في (24 كانون الأول 2011) أن الهاشمي يتواجد بضيافته وسيمثل أمام القضاء في أي وقت ومكان داخل العراق.يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في (30 كانون الثاني 2012)، عن اعتقال 16 شخصاً من حماية الهاشمي، مؤكدة أن المعتقلين متهمون بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط وقضاة، من بينهم عضو محكمة التمييز نجم عبد الواحد الطالباني في العام 2010 شمال بغداد، فيما أكدت في (11شباط 2012) حصولها على اعترافات من احد معاوني الهاشمي بأنه ينشط مع حزب البعث بقيادة الهاشمي.
التعليقات (0)