مواضيع اليوم

الهابط والغث والرخيص

نجم الدين ظافر

2010-08-06 11:06:37

0


الهابط والغث والرخيص كلمات تدل على وصف أومستوى أعمال أو تصرفات ليست بالمستوى المطلوب ولا ترقى حتى للحد الأدنى لما هو مقبول. فمقومات نجاح التقييم للأعمال تتراوح بين الممتاز والمقبول. لكن أي عمل يوصف بمثل ما ذكرت تأكد بأنه لم يستطع أن يحظى حتى بدرجة المقبول. والغث الإعلامي بدأ في الثمانينات مع ظاهرة تجارة أفلام المقاولات التي لا تفهم لها قصة!. تلتها وبشكل موسع ظاهرة الكليبات في أواخر التسعينات بما تحويه من رقص وعري وكلمات تخدش الحياء!. وخلال هذين العقدين من القرن الماضي وكامل سنوات القرن الجديد كانت العديد من القنوات التلفزيونية تستضيف الممثلين والمغنين والمؤدين في برامج فتراتها الرئيسة التى تزداد فيها نسبة المشاهدة وكأنهم صفوة المجتمع وحكماؤه ليفيضوا علينا من علمهم وثقافتهم وحكمتهم !!.ولإكمال مهزلة تجارة الإعلام الهابط في العقد الحالي من القرن الجديد ومع تطور وسائل البث وانخفاض تكاليفها ظهرت قنوات تلفزيونية تؤكد في كل يوم وساعة ودقيقة أنها تستخف بعقول المشاهدين من خلال مسابقات تافهة يتداولها طلاب المرحلة الابتدائية. وتلح هذه القنوات على المشاهدين بمواصلة الاتصال لتستنفد جيوبهم بإغرائهم بالفوز بآلاف الريالات.
فعندما تقلب بين القنوات تصادفك قناة من تلك القنوات لتقرأ سؤالاً سخيفاً مثل (دولة من ثلاثة أحرف إذا أضفنا لها حرفاً يتغير معناه إلى مهنة!). وبعد عدة أيام إن صادف وقمت بتقليب القنوات لوجدت نفس القناة تطرح ذات السؤال مع تغير بسيط في ارتفاع قيمة الجائزة إلى عشرات الآلاف من الدولاارات. ورغم أن الجواب تراه مكتوبا على شريط الرسائل بوضوح إلا ان استمرار السؤال لعدة أيام يوضح مدى استخفاف مسؤولي القناة بعقول المشاهدين. وعندما تسمع اجابات بعض المتصلين الذين هم في الغالب من العاملين بالقناة تجدها أسخف من السخف نفسه !. فما الذي يحدث؟ هل مع كل عقد جديد تزداد مهازل الإعلام وترخص قِيمه بعد أن أصبحت الضوابط في سيطرة القطاع الخاص على الإعلام (سواء بالسيطرة على ملكية القنوات أو الإنتاج) فأصبح السعي للربح هو الأصل والمبدأ دون النظر إلى الرسالة والمضمون . فهل هذا هو إعلامنا العربي. وهل هذه رسالته؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !