السلام عليكم
النَحَد والحدج وأخواته
نَحَد: (إنزال حال مُشَاهِد على حال مُشَاهَد؛ فيصير حال المُشَاهَد - بهذا الإنزال - في نفس المُشَاهِد، هو حال المُشَاهِد عينه)
مثال: أحيانا ينظر التحداجي إلى صورة مُصَوَّر فيها إنسان، فيرى – التحداجي – أنَّ صاحب الصورة تحداجي وشكله مخيف، والحقيقة أنَّ تحداج المريض أظهر الصورة على الحال التحداجي، فلو لم يكن محدجا لَمَ رأى الذي في الصورة محدجا، فالمحدجات، تجعل الشيء المنظور إليه في حال قبيح لا يُطاق، فهي تشوش الرؤية..
مثال آخر: أحيانا تتزوج أُنثى معينة بذكر معين، فتكتشف الأنثى أنَّ لا مناسبة بينهما، فهما متخالفان لا متآلفان، ثم لا تجد الأنثى فكاكا من البقاء معه – إقناع أهلها لها مثلا -، فتبدأ بالحزن، إلى أنْ يبلغ حزنها القمة، وبهذا يُمْلأ جسدها روات، فتكون في المرض، فإذا نظرت إلى زوجها الذي لا تجد بينهما مناسبة، وهي مصابة بالروات؛ فإنَّها ستراه مثل الوحش الكاسر، والحقيقة لا يوجد وحش كاسر إلا في عيونها، ألا وهو الحداج.. فلو عادت إلا أهلها أو من يسد مسدهم لكان أحسن لها، فالذي لا يجد مناسبة مع من يقيم معه، أو يعمل معه، فاليعلن الطلاق بينهما ولا يتأنَّى، وإلا فالروات والتروات في انتظاره، وهذا سيجعله ينظر إلى الذي لم يجد مناسبة معه بحُداج أو تحداج، فيظن أنَّ الذي ينظر إليه محدجا، حتى يجيئه الخبر من نفسه أو من غيره، بأنَّ الحداج أو التحداج منه، لا من الذي ينظر إليه..
هذه البنت التي تعرضت إلى الحال الذي قصصناه سابقا، يمكن أنْ تعتقد أنْ سبب مصابها حجاب عملته جارتها النكدة، أو زوجة أخو زوجها الحسودة، أو أم سمير الكخة التي تكرهها، هذا رغم أنَّها تعلم منذ البداية أنَّها لا تحب من تزوجته أو من زوجوها إياه، ولكن العادات والتقاليد جبارة تفرض نفسها بقوة..
والقصص التي تدور حول هذا الموضوع كثيرة، سنذكر منها الكثير إنْ شاءَ اللهُ تعالى في المستقبل..
التعليقات (0)