يمتد النيل من الجنوب إلى الشمال عبر الوادي بطول ألف كيلومتر تقريبا وفي كل كيلو يزوده المصريون بمياه الصرف البشري والصناعي حتى يصل إلى الإسكندرية محملا بخيرات البشر لنشرب منه ومنها على طول مجراه ...فيه تلقى فضلات الساكنين على ضفافه وراكبي السفن السياحية ومخلفات المصانع والشركات المقامة على شواطئه ...يعني أننا نشرب من منتجات القنوات الهضمية والأجهزة البولية للبشر والتي لا يمكن التخلص منها بأى طريقة لا بالتنقية ولا بالغليان ولا بالتخلص من الأملاح بطرق كيمائية معروفة...لأن بعضها يكون في صورة أحماض وقلويات لا تفصلها الطرق المستخدمة كيميائيا وفيزيائيا ...أضف إلى ذلك النفايات من القمامة وأجساد الحيوانات النافقة وما تحمل من بكتيريا وجراثيم ...ومن المؤكد أن انتشار أمراض الكلى والكبد ناتج عن هذا السبب المشترك بين المصريين عموما ونعني بذلك ماء النيل الذي نشربه ونغتسل به بمعنى أنه يدخل في البطون وينساب على الرؤوس والأجساد وللأسف ليس هناك بديل فماء الآبار يأخذ من النيل ...قمت بتجربة على ماء بئر حفرتها بجوار منزلي بعمق عشرين مترا حتى أستعيض عن ماء النيل الملوث ولكن للأسف بمجرد أن ملأت زجاجة شفافة من هذا الماء وجدت أن لونها تحول إلى لون الشاي الخفيف بعد ساعتين فقط فلما سألت أحد علماء البيولوجيا من أصدقائي فقال إن ذلك دليل على أنها غنية بالبكتيريا والأحياء الدقيقة فقلت أعود إلى شرب ماء النيل ولا بأس حيث أن كل متر مكعب منه لا يحتوي على أكثر من لتر واجد من مياه الصرف الصحي........ مع التوسل لسكان مصر الذين يسكنون على ضفاف النيل أن يرفقوا بنا ولا يأكلون أو يشربون كثيرا فقليل من مخرجاتهم تلوث أمعاءنا ......
التعليقات (0)