لاشكّ أنّ حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني حققت إنجازاً كبيراً في توقيعها على الإتفاق النووي . وإنّ التنازلات المؤلمة والخسائر المادية الضخمة التي تكبدها النظام الإيراني الذي أنفق المليارات من الدورلات في المشاريع النووية على حساب رفاه وازدهار المواطن وبالنهاية تنازل عن الكثير من أهدافه التي لو تنازل عنها قبل أكثر من 12 سنة لما وصلت اليه الأمور على ما وصلت اليه الآن هو الخاسر الأكبر في المسار النووي. إنّ المجتمع الدولي المتمثل بالسداسية و الذي أرغم طهران على التنازل هو الطرف الآخر الذي يشاطر روحاني في هذا
الإنتصار لكنّ بقية الخاسرين هم الدول العربية المعارضة للإتفاق بالإضافة الى الحكومة الإسرائيلية أضف الى ذلك الجمهوريون الأمريكيون والمحافظون الإيرانيون هما طرفا الخسارة الآخرين في الإتفاق لأنهما لم يتمكنا من إقناع أو إيقاف حكومتيهما في عدم التوقيع على مثل هذا الإتفاق الذي وصفوه بالسئ.
إنّ مجازفات القادة الإيرانيين في العقود الماضية تسببت بتردِ مأساوي للوضع الإقتصادي الإيراني مما أرغم قادة هذا البلد دفع فاتورة التنازلات الأخيرة مقابل الخروج من نفس الدائرة التي وضع فيها النظام نفسه و البلاد بأسرها قبل أكثر من عقد في قبضة العقوبات. إنّ طموحات الحرس الثوري في بناء المنظومة النووية سوف لن تتوقف رغم توقيع طهران على هذا الإتفاق لكنها شتحاول عرقلة تطبيق هذا الإتفاق من هنا يشعر المواطن الإيراني بفرحة منتقصة لأنّ الإتفاق ما يزال معرض للإنتكاسات.
قادرة إيران المتطرفون الذي يعتبرون أنفسهم من أهم الخاسرين في الإتفاق الأخير يدركون بأنهم رغم التنازلات
الموجعة التي قدمتها حكومتهم فيما يخص النووي، لكنهم يحاولون استبدال خسارتهم بانتصار مصطنع و ذلك لتفويت الفرصة على منافسيهم بما أنّ الإنتخابات البرلمانية قادمة وأنّ الإتفاق سيشعل المنافسة أكثر فأكثر. ولأنّ قادة النظام خسروا مليارات الدولارات في بناء المنشآت النووية التي تنازلوا عنها طوعاً لكنهم لم يخسروا العقول البشرية التي أعدوها في هذا المجال فهم مازالوا يحتفظون بعلم صناعة الذرة وحتى القنبلة النووية.من هنا فمحاولة عرقلة الإتفاق والتنصّل عن الوعود تعني بالمفهوم الدبلوماسي صناعة القنبلة وهذا التقييد قد يضع حداً لطموحات طهران الإقليمية في المدى المتوسط والبعيد على أنه خسارة لشعاراتها الثورية رغم إنجازات الإتفاق الذي حققته إيران.
التعليقات (0)