إثنا عشر عاماً وهو الرقم الذي يشير الى عدد الأمة الذين يبجّلهم القادة الإيرانيين هو عدد السنين التي مرّت على التفاوض حوّلت الملف النووي الإيراني إلى أكثر الملفات الدولية تعقيداً وسخونة. ولعلّ اليوميين الآتيين كفيلان بفضّ الخلافات في الملف أو اثارة العقد في المسارات النووية. يبدو أنّ جميع المؤشرات تشير إلى أنّ ساعة الصفر في المحادثات النووية - بعكس المرات السابقة - ستجلب معها نتيجة مختلفة هذه المرة لاشك أنها سترضي البعض مثلما ستغضب البعض الآخر لما لها وعليها من مؤخذات.إيران وضعت جميع ثقلها في انجاح المفاوضات
النووية، فقد أرسلت إلى فيينا وزير خارجيتها و مسؤول الطاقة النووية و مستشارين للرئيس روحاني و عدد من الشخصيات الدبلوماسية و رافق كل ذلك صمت المعارضين المتمثلين بصحيفة كيهان المعروفة بمعارضتها لملف التفاوض و تأييد قادة في الحرس الثوري للمفاوضين الإيرانيين. يأتي كل ذلك رغم وضع المرشد خطوطاً حمراء جديدة أمام التوصل الى اتفاق نهائي حول النووي.
في سياق متصل تشير الأخبار التي تسربت من الصحف الإيرانية إلى أنّ السداسية والطرف الايراني توصلا فعلاً الى حل حاسم حول نقاط خلافية مهمة مثل وضع التفتيش و العقوبات. هذا الأمر يسمح لوزراء خارجية الدول الأطراف بالتوقيع على الإتفاق يوم الثلاثاء القادم. إنّ اقتراب ساعة الصفر و حلحلة هذا الملف ظهرات عندما أعلن مسؤولون نفطيون إيرانيون عن قرارات خاصة بتعديل العقود النفطية التي تسمح لجميع الدول منها الولايات المتحدة الإستثمار بمجال الطاقة الإيرانية بعد رفع العقوبات المؤملة في نهاية الفترة الممنوحة.
كما وردت في بعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي الإيراني أنّ مئات الآلاف من الإيرانيين يستعدون لساعة الصفر في التوقيع على الإتفاق النهائي الذي يسمح لهم بالنزول إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم العارمة
بفضّ هذا الملف الذي كلف بلادهم عقوبات قاسية طيلة العقد المنصرم. ومنذ أيام أرسلت حكومة روحاني و من وراءها النظام الايراني رسائل الى الغرب بالمساعدة في التصدي لداعش في حال تنازلت السداسية عن بعض مطالبها وذلك يعني أنّ الإتفاق النووي ليس فقط اتفاقاً على الذرة الإيرانية بل اتفاقاً على الملفات الإقليمية بما فيها الحرب على الإرهاب و مستوى النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وهذا ما أصبح يقلق دول الخليج العربي لأنه غير معروف الملامح. فساعة الصفر بالنسبة لطهران ساعة انطلاقة لكنها للعرب ساعة تحدٍّ و مواجهة مع تدخلات إيران الغير ملجمة بقيود تمويل الجماعات المتطرفة.
التعليقات (0)