النورس

الــَّنــــــــــْورسُ

أَمْسـتْ فَـأمـسـَت ْعِـجـافًـا هـَا لـيالـينَـا
يَـا لـيْـلُ هـَـل تـتـوارى أمْ تــُواريـنــَا

هَـاتـي لعـلّ عـيـون الصّـبـحِ بــَارقـَـةً
إنّـا جـَهـلـنا كـؤوسُ الـغـيبِ تُـنـبـيـنَـا

هـَاتـي عَسـى شـُهبُ النّسـيانِ جَـابـيـةٌ
حـَطّـت عـلى زغُـبِ الأقـمار تَهديـنـَا

مـِن فَروهـَا مَـزجَـت ريـقًـا مـُعــتـقـةً
بـَاتـت تـُذيـب الشـّفاه السُّـمرَ تَـسقـينـَا

يَـاعـاكـفا مـِن عـلى وجـناتـها كَـلفــًــا
لا تـفـتح الحـرفَ إنّ الحـرف يُـدمينَـا

لَملمتُ بعض دمـي العـريانَ فـي قِـبـلٍ
بالـطـهـرِ قـد نـوّرت فِـيـها مَـباديـنـَـا

صَليتُ كي تَـبرحَ الأحـزانُ صـوْمعـةً
حـتى إذا ارتحـلت صَاحـت مـآسـيـنَـا

يـا أيـها الــربعُ هــل للـرمـلِ وِحْـشـتـُــهُ
هـَـل للـنخـيـل غـَــدا نـْبـض يُـحاكِيــنَـا

غَـدا غـَدا يـتَـعـرّى الأفـق مِـن أفُــقـي
فــي كـــل زاويـةٍ للــربـع تـُدنــيـنَـا

كـَي يَـسـتـحـيـل فـَراشات ٍتـُـراقـْصُنـَا
فـوقَ المـَدى طـَرباً ما الرقصُ يَعنينَا

عـلى الـضّفـافِ بـريـقٌ هَـارب أبـَـــدا
ونـَحـن مـا نـحـن قـد غـلّـت أيـَاديـنَــا

وجّـهـتُ وَجـْهـي أمَـا للـرّكبِ قـِبـلـتُـهُ
سـمـراءُ ضَنّ الهوَى ضَـنت بَـواديـنَا

كُـنَّـا ولا زمــنٌ كـنـا فــَلا وطـــنٌ
نـَستـوْقـفُ العُـمرَ فـي أسمى معـَانِيناَ

يـاأيـها الـّنورسُ المـمتـدُّ مـن شـجــنِي
نـحْـن الألـــَى هـَــدرُوا دُنــيَا مَآقـيـنَـا

قـد فَاضَت ِالروحُ دمْعًا ما انتهى كمَـدًا
بالـّدمـعِ قـد نُـسـجـت أحـلى أمَـانـِيـنـَا

يـا أيـها الـنورسُ المـذبُـوح ُفـي بدَنـي
مِـن مـوتِـنـا نعـتلِي أسْـوارَ مـاضِيـنَـا

يا أيها الـنَّورسُ المَـقروءُ فـي صُحُفِي
واللَّـوحُ خـلف السَّـما يـُبدي أسـامِيـنَـا

نـَحنُ الألـى خُلِقــَـا رُوحيـنِ في جَسـدٍ
مَـا عـاد صَـدرٌ كهـذا الـبَحـرِ يـَـؤوٍيـناَ