أولا:ستنقطع عن العالم. ثانيا:سيفسد الهواء وتضيق الأنفاس . ثالثا:سيتحول بيتك إلى قبر للأحياء الذين يمكن أن يتحولوا إلى أموات.
هذا مايحدث ماديا.وهو نفسه ما يحدث فى ميدان الفكر.أن تجبر الآخرين على اتباع منهجك وتعتبر الحوار معهم خروجا على الأصول فهذا هو إغلاق النوافذ بما يجلبه من كوارث.
ومن هذا المنطلق أدعو -بكل الود- كل العقول على ساحة الفكر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى الحوار بلا قيود وأقول بأعلى صوتى: هذا منهج القرآن.
تدبروا آيات القرآن جيدا تجدون الله تعالى لم يستبعد آراء الكافرين بل سجلها حتى تلك التى تنكر وجوده جل وعلا وتلك التى تسب الأنبياء أورد كل ذلك ورد عليها وبذلك أسقطها عقليا ولم يدع أبدا إلى خنق الصوت المعارض بالقوة بل كان يرد على الكلمة بالكلمة ودعا إلى حسن تخير الألفاظ فى
جدال غير المسلمين واستخدام الحكمة والموعظة الحسنة"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن"النحل 125 ونهى عن سب الذين يدعون من دون الله"ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم"الأنعام 108
ولم يكن رفع السيف أبدا فى مواحهة الفكر وإنما كان لإزاحة من يتصدون لحرية الفكر والذين اختاروا التحاور بالسلاح.ودليل هذا قانون الحرب فى الإسلام فلابد من عرض الإسلام أولا على العدو فإن قبل فله ما لنا وعليه ما علينا وإن رفض فهذا حقه ف"لاإكراه فى الدين"البقرة256 وهنا يعرض الصلح فإن رفض لم يبق إلا الخيارالأخير المكروه وهو الحرب بضوابطها الأخلاقية المعروفة .
أدعوكم إلى قراءة قوله تعالى:"قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين قل لاتسألون عما أجرمنا ولانسئل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم قل أرونى الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم"سبأ 24-27 انظروا إلى هذا المنهج يطرح السؤال ثم يقدم الإجابة المعتمدة من جانب الإسلام ثم يبين للآخر أنه منطقيا لابد من مخطىء ومصيب دون أن يصرح بأن الآخر ضال ثم يضع كل طرف أمام مسئولياته وتنبهوا إلى التعبير بكلمة "تعملون"فى جانب المعارضين والتعبير بكلمة"أجرمنا"فى جانب أهل الحق ثم بيان الاحتكام إلى الله رب الجميع ثم الطلب من المشركين أن يبينوا أهلية هؤلاء الشركاء المزعومين .
هذا هو المنهج:سياسة النوافذ المفتوحة والحوار وهى سياسة تجلب الصحة الفكرية والاجتماعية ولا تترك مجالا لتطرف أو تسرب فكر تحت الأرض.
التعليقات (0)