النواعم قادمات
لأنها فتنة وكائنٌ لا يستطيع التحكم بشهواته وجب عليها الحجر والحجز والفصل بينها وبين شقيقها الرجل , الفقه الذكوري وضعها بخانة الانحراف دونما يٌفرق واضعه بين السلوك السوي والغير سوي ودونما يضع حسن الظن في الاعتبار , المرأة مٌحاطة باسلاك شائكة لا تستطيع تخطيها فهي كذا وكذا وهي أساس البلاء , النظرة الجسدية تجاه المرأة لم تفقدها حقوقها بل افقدتها مكانتها الطبيعية في عالم الانسانية السوية فكل شيء مرهون بما تمتلكه من أنوثه وجمال خارجي , العقلية الذكورية شوهت الأنوثة وجعلتها عاراً وسجناً لا مناص منه وبات الجسد مٌقدمٌ على العقل , كل شيء مٌحرم سداً لذريعة تساقط الذكور بوحل الانحراف والشهوة النتنة , النواعم من الفتيات والسيدات لم يعدن يحتملن حماقات بعض العقول فحملن على عاتقهن المناداة بالمساواة والعدالة وهن بذلك ينتصرن للعقل ويحافظن على سموهن ومكانتهن الطبيعية .
حصر الأنثى بزاوية الجنس والشهوة سلوكٌ غير سوي وهذا ما يرفضه قطاع عريض من المجتمع , العقلية الذكورية والنفس الشهوانية مرض لا يٌرجى برؤه ويجب قطع أوصاله لكي لا ينتشر بالمجتمع , المرأة ذات مكانه وذات طموح وذات قٌدرات فهي ليست مسخاً أو عاراً يتم التعامل معه بقواعد وأساليب لا إنسانية وغير سوية , المرأة في المجتمعات العربية والسعودية ليست بحاجة لوصي يتحكم في إرادتها وليست بحاجة لمن يٌحدد لها الصواب من الخطأ وليست بحاجة لمن يٌفكر عنها ويختار بدلاً عنها بل هي بحاجة لذاتها ولقدراتها ولمواهبها ولإنسانيتها ولمكانتها في خارطة البشرية وذلك لن يتحقق ولن يكون في ظل تفشي وباء الذكورية وبقاء المرأة مٌحاطة بتعليمات وآراء سلطوية اجتهادية وعادات وتقاليد جاهلية لا شرعية ولا قٌدسية لها .
تحرير المرأة يبدأ من تفكيك بعض الآراء وبعض النصوص والتمرد على العادات والتقاليد الجاهلية وحماية وصيانة الحقوق النسوية بقوانين واضحة وإعطاءها مساحة واسعة للتعبير والتحرك والعمل والمشاركة الشعبية فهي عقلٌ وجمال وكمال لا يراه الا الأصحاء عقلاً وروحاً وحتى ذلك الحين فالنواعم قادمات بقوة رغم أنف من يخاف منها ويدعي الخوف عليها زوراً وبٌهتانا !
التعليقات (0)