Omar Ghorani
من مطوّلة الفردوس المفقود ....
عمر غوراني
- النهر الحزين !
33- أوّاهُ (فارِعـَة َ) الطـُّفولـَة ِ والصـِّبا
ومَلاعِب َ الغـِلـْمان ِ والفـِتيان
34- لـَهـْفي على نـَهْر ٍ لـَهَوْت ُ بـِقـُرْبـِه ِ
مثل ِ الجياد ِ الخـَيل ِ في الجـَرَيان !
35- قدْ كان يـُوصينا ذوونا في الصـِّبا
ألا ّ تـُقارِب َ عُرْضَه ُ القـَدَمان
36- فـَرَقـَا ً علينا مِنْ خـِيانة ِ غـِيلـَة ٍ
منـْه ُ، وإنَّ الغدرَ في الإنسان !
37- وأتى مِن َ "الباذانِ ِ " شـَوقا ً صـِنـْوُه ُ
" جـِسرَ المـَلاقي " حيث ُ يـَلتقيان !
38- جفـَّتْ مـَنابعـُه ُ ، وأصبح َ ماؤنا
غـَورا ً بظـُلم ٍ بالـِغ ِ الطـُّغيان !
39- نـَهـَب َ العدوُّ الشـَّطـْرَ منه ُ عـُنوة ً
وسطا الوَلـِيُّ ، فأوُدِي َ الشـَّطران !
40- جـَفـَّتْ منابعـُهُ وكانتْ ثـَرَّة ً
ويـَمـُدُّه ُ عـَينان ِنـَضـّاخان
41- كان الرّبيعُ به ِ جَـمـيعَ فـُصولـِنا
وبهيج ُ عَيـْش ٍ ناضِر ٍ غـَسّان
42- يجري و"مـَشّاقـِيـّة ٌ " ممشوقة ٌ
جـَذ ْلى تـُعـِدُّ الطـِّحْن َ للجـَوْعان
43- لـَقـِيـَتـْه ُ أوّل َ مـُلـْتـَق ٍ ، وكعاشـِق ٍ
غـَيـْران َيَفـْعـَل ُ فـِعـْلـَة َ الغـَيـْران !
44- ضـَمـَّتـْه ُ حتـّى لا يصيرَ لغيرِها
حـِبـّا ً ولـَجَّ (البَّدُّ) في الدَّوَران !
45- عَجـَبا ً لها ؛ حَفـِلـَتْ بكـُلِّ نقيضة ٍ
خـَفـَّتْ ، وَوَزْن ُ القـَلـْب ِ بالأطنان !
46- وَقـَسـَتْ ، وإنّ لها فؤادا ً خافـِقا ً
مـُتـَسارِعا ً كالعاشق ِ الوَلـْهان !
47- وَهَبـَتْ جميع َ نهارِها مـِنْ كـَدِّها
وَتـَلـَقـَّت ِ الأمواه َ مثل َ "أناني"!
48- مـَنـَعـَتْ،فلمّا ضاق َ طـَوْقا ً ذرْعـُها
أذنـَتْ بـِضـَجـَّة ِ مـُكـْرَه ٍ أسـْوان
49- طـِحـْن ٌ وجَعـْجـَعـَة ٌ ، وتـَسـْمـَع ُ بعضـَهم ْ
في النـّاس ِ جعجعة ً بغير ِ طـِحان !
50- ومضى مَشوقا ً بـَعدَها لثلاثة ٍ
متدفقا ً ، ويـُطيق ُ فوقَ ثماني
51- فكأنـّهُ بـَعْلٌ تـَحـَلـَّلَ أرْبعا ً
فـَحـْلٌ ، ويرقب ُ شـِرْعـَة َ الدَّيّانً
52- وكأنهنَّ بنات ُ حاتـِمَ للقـِرى
قد خـِفـْنَ عارَ مـُجـَوّع ِ الضـِّيفان !
53- كم من ليال ٍ مـُقـْمـِرات ٍ عـِشـْتـُها
صـَيفا ً أجاورُ صافيَ الغـُدْران
54- وجلست ُ ، والبدرُ المـُنوِّرُ في السـّما
قـُربي ، على صفحاتـِهـِن ََّّ يـُداني !
55- ويضجُّ شلال ٌ بصاخب ِ لحـْنـِه ِ
حولي يـَصـُد ُّنواعس َ الوَسـْنان !
56- حتـّى إذا حان َالوداع ُ وَلـَوَّنـَتْ
صافي المـُحيّا حـُمْرَةُ الخجلان
57- ودَّعْتُ والشّوق ُ المـُبـَرّحُ لم يَزَلْ
، وَصـَل َ الكرى أحلامَه ُ بأماني ..
هوامش :
33 - الفارعة : بلدتي . كثيرة المياه والخضرة ، قيل سميت باسمها لكثرة مياهها وتفرّعها في جداولها ..
37 - الباذان : بلدة قريبة ، كثيرة الماء والخضرة كذلك .
42 - المشّاقيّة : أولى طواحين أربع على النهر ، مما يلي المنبع .
Em Ibrahim صباح الخير والروقان مأروع اﻷدب وتذوقه
منذ 10 ساعات بواسطة الهاتف المحمول · أعجبني · 2