النهج التيمي وتقديس الملوك والسلاطين رغم انحرافهم الأخلاقي !!!
التقديس اللامشروع ظاهرة خطيرة تفشت في أدبيات المجتمع الإسلامي، وهناك أيادي خفية تعمد إلى تفعيلها وتعميقها وتركيزها بما يخدم توجهاتها النفعية الشخصية التي تتمحور في جانبين السلطة والمال ، وهو نهج سار عليه التيمية وبالغوا فيه حتى أنهم راحوا يقدسون من يرتكب المحرمات جهاراً، فقد أعطى المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة 34 من بحث ( وقفات مع .... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) واقعة أخرى من الوقائع التي تكشف النهج التيمي في تقديس الملوك والسلاطين ودولهم وجعلها ممثلة عن الإسلام كدولة الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة ، بالرغم من الانحراف الأخلاقي ومخالفتهم للشرع في ارتكابهم للمحرمات كالغناء والرقص وشرب الخمر ، ناهيك عن الانتهاكات بحق المسلمين من قتل ودمار وخراب مستغلين عناوين الجهاد والحرب ضد الفرنج الصليبيين وسيلة لتغطية مفاسدهم وانحرافهم،ومن هؤلاء الملك الملقب بالعادل والذي يحظى بتقديس من قبل ابن الأثير نفسه وابن تيمية ومن سار على نهجه
حيث قال المحقق الصرخي في أسطورة 35: الفتنة ... رأس الكفر... قرن الشيطان!!
الجهة السابعة: الجهمي والمجسم هل يتفقان؟!!
الأمر الرابع: الملك العادل أبو بكر أيوب الأيوبي، والكلام في موارد...
وصلنا مع ابن الأثير في الكامل إلى سنة (615هـ) التي توفِّى فيها الملك العادل، وقبل الدخول فيها، أنقل لكم واقعة مِن سنين سابقة، فيها فائدة عن الالتزام الدينيّ عند الحكّام وأخلاقيّاتهم متمثّلًا بالملك العادل الذي له الأفضليّة على غيره، وكما اتفق عليه الرازي وابن تيمية وأئمّته دواعش الفكر المارقة:
أـ حيث قال الرازي: {{وإنّي وإن كنتُ ساكنًا في أقصى بلاد المشرق، إلّا أنّي سمِعت أهلَ المشرق والمغرب، مطبِقين متّفقين، على أنّ السلطان المعظّم، العالم العادل المجاهد، سيف الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، أفضل سلاطين الحقّ واليقين «أبا بكر بن أيوب» لا زالت آيات راياتِه في تقوية الدين الحقّ، والمذهب الصدق، متصاعدة إلى عَنَان السماء وآثار أنوار قدرته ومكنته باقية، بحسب تعاقب الصباح والمساء، أفضل الملوك وأكمل السلاطين، في آيات الفضل، وبيّنات الصدق، وتقوية الدين القويم، ونصرة الصراط المستقيم، فأردتُ أن أتحفَه بتحفةٍ سَنِيَّة، وهديةٍ مرضيّة، فأتحفته بهذا الكتاب، الذي سميته «بأساس التقديس» على بُعْدِ الدار وتباين الأقطار}}. ((قرأنا كثيرًا عن العادل والتزاماته وعدالته القصوى!! وأنتم قارنوا مع بعض ما ذكرناه من مواقف والتي تبيّن لكم حقيقة ما قيل وما وُصف به الملك العادل من قِبل الرازي))
ب- وقد أيَّد ابن تيمية كلام الرازي، بل زاد عليه، حيث قال : {{وهذا الكتاب الذي صنفه الرازي على عادته.. في تصنيف الكتب لعظماء الدنيا من الملوك... وكان ملك الشام ومصر في زمانه الملك العادل، أبو بكر بن أيوب، فصنفه (الرازي) وأهداه له... اعتقادًا فيه أنّه يختار مذهب أهل النفي، ولم يكن الملك مِن هؤلاء النفاة}}. بيان تلبيس الجهمية1 ، (( أي أنّ الملك العادل كان على منهج التيميّة؛ من جماعة التجسيم، من جماعة الشاب الأمرد، من جماعة الربّ بصور مختلفة حسب إيمان وفسق الإنسان الذي يراه في المنام أو الخارج في الدينا أو الآخرة، حسب المباني والتدليسات والتوجيهات، الربّ الذي شغّل كلّ أستوديوهات الدنيا والآخرة من أجل إنتاج الصور حتّى تتناسب مع إيمان وتوجّه وفكر واستقامة وانحراف وفسق الإنسان الرائي ))
جـ- وعلى النهج التيميّ نفسه قال ابن كثير: البداية والنهاية13: {{[ثم دخلتْ سنة سِتٍّ وخمسينَ وستِّمِئة (656هـ)]:... وممِّن تُوِفِّي في هذه السنة مِن الأعيان: [خليفة الوقت المستعصم بالله]:... واستمرَّتْ دولة الفاطميين قريبًا مِن ثلاثمائة سنة حتّى كان آخرهم العاضد الذي مات بعد الستين وخمسمائة في الدولة الصلاحيّة الناصريّة القدسيّة}}.
د- ونحن اطّلعنا خلال البحث- وسنطّلع هنا أيضًا- على حقيقة المقياس التيميّ في تقييم سلاطين الدولة المقدَّسة مِن خلال سلطانِهم الأتقى والأنقى والأعدل والأقدس الملك العادل المقدَّس، ومنه نتيقَّن الحال عند باقي الحكام، وقد مرّ علينا الكثير مِن أقباسه المقدَّسة، ونضيف إليها قبَسا آخر إكرامًا لابن تيمية المُقَدَّس المقدِّسّ لهؤلاء الأئمّة المقدَّسين المُقتدى بهم: الكامل10/101: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (586هـ)]: [ذِكْرُ رَحِيلِ الْفِرِنْجِ إِلَى نَطْرُونَ] قال (ابن الأثير): {{1ـ لَمّا رَأَى صَلَاحُ الدِّينِ أَنَّ الْفِرِنْجَ قَدْ لَزِمُوا يَافَا وَلَمْ يُفَارِقُوهَا، وَشَرَعُوا فِي عِمَارَتِهَا، رَحَلَ مِنْ مَنْزِلَتِهِ إِلَى النَّطْرُونِ ثَالِثَ عَشَرَ رَمَضَانَ، وَخَيَّمَ بِهِ، فَرَاسَلَهُ مَلِكُ إِنْكِلْتَارَ يَطْلُبُ الْمُهَادَنَةَ.
2ـ فَكَانَتِ الرُّسُلُ تَتَرَدَّدُ إِلَى الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ أَخِي صَلَاحِ الدِّينِ، فَاسْتَقَرَّتِ الْقَاعِدَةُ أَنَّ مَلِكَ إِنْكِلْتَارَ يُزَوِّجُ أُخْتَهُ مِنَ الْعَادِلِ، وَيَكُونُ الْقُدْسُ وَمَا بِأَيْدِي الْمُسْلِمِينَ، مِنْ بِلَادِ السَّاحِلِ لِلْعَادِلِ، وَتَكُونُ عَكَّا وَمَا بِيَدِ الْفِرِنْجِ مِنِ الْبِلَادِ لِأُخْتِ مَلِكِ إِنْكِلْتَارَ، مُضَافًا إِلَى مَمْلَكَةٍ كَانَتْ لَهَا دَاخِلَ الْبَحْرِ قَدْ وَرِثَتْهَا مِنْ زَوْجِهَا. </span%
أضف تعليق
التعليقات (0)