مواضيع اليوم

النكسة والمعرفة

النكسة والمعرفة

               تحل اليوم ذكرى هزيمة المشروع العربى القومى ـ هزيمة يونيو فى حرب الايام الستة التى بدأت فى السابعة من صباح الأثنين الخامس من يونيو 1967 وأنتهت بأعلان وزير الدفاع الأسرائيلى موشى ديان قبول وقف أطلاق النار يوم السبت العاشر من يونيو أعتباراَ من الساعه السادسة مساء وبعد أن أتم الجيش الأسرائيلى أحتلال كامل شبة جزيرة سيناء والضفة الغربية لنهر الأردن وهضبة الجولان السورية.
وإلى الآن وكما هى العادة والتاريخ لم نعرف أسباب تلك الهزيمة ، ومقدماتها معلومة ، ولم نعرف لماذا كانت الحرب وماذا أستهدفت ، الذى نعرفة تحليلات وشهادات ، وروايات ، 
              حتى اللجنة التى تشكلت لكتابة التاريخ ، وتوثيق تلك الحقبة المهمة من تاريخ مصر لم تعلن ما أنتهت إلية رغم أنها كانت برئاسة السيد/ محمد حسنى مبارك آنذاك.
              وتسربت شهادات الكثيرين من أعمال تلك اللجنة عن هذه الحقبة ، وصدرت عشرات الكتب متضمنة أجزاء من شهادات القادة والمسئولين ، كما صدرت فى إسرائيل تقارير رسمية ، وعديد من الكتب سيما بعد الأفصاح عن الوثائق السرية لتلك الحرب عام 1992
             عندما نعود إلى الاجواء ـ نجد أنه الأعمال العسكرية فى يونيو 1967 سبقتها  تحرشات من الجانبين ، بدأت بتصريحات أسرائيلية عن رئيس أركان الجيش الجنرال إسحاق رابين ، ورئيس الوزراء ليفى أشكول تصاعدت بحلول منتصف مايو 1967 تصاعداَ عمدى إذ تجاوزت لغة الخطاب الحماسى إلى لغة التهديد الصريح بأتخاذ العمليات العسكرية.
             وفى الخامس عشر من مايو 1967 أعلنت إسرائيل اتساقاَ من هذه الحملة الخطابية التعبئة الجزئية ، وردت مصر فى ذات اليوم بأعلان التعبئة العامة ، وصدرت الصحف المصرية وعلى رأسها جريدة الأهرام بعنوان " أعلان حالة الطوارىء فى القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة مذيلة العنوان بصورة كبيرة للمشير/ عبد الحكيم عامر " وذيلت تلك الأخبار بنشر ما ذكرتة وكالة رويتر للأخبار عن تحرك القوات المسلحة شرقاَ نحو سيناء ونشر صور التحركات !!!!!!
             وبناء على تعليمات مباشرة من الرئيس جمال عبد الناصر طلبت مصر عبر رئيس أركان الجيش من قيادة قوات الطوارىء سحب قواتها الموجوده على حدودها الشرقية مع إسرائيل ، أعقبتة مصر بطلب رسمى فى السادس عشر من مايو 1967 بسحب القوات الدولية كليةَ  وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة سحب القوات رسمياَ أعتباراَ من التاسع عشر من مايو 1967 ...
            وصدرت صحيفة الأخبار القاهرية بعنوان كبير " أنهاء وجود قوات الطوارىء " وعنوان آخر " النبأ يحدث دوياَ فى العالم " وعنوان ثالث " أمريكا وإسرائيل تطالبان بوقف سحب قوات الطوارىء " وتضمنت الصحف نفسها خبر مفادة " الفريق اول مرتجى يعقد أجتماعاَ فى الجبهة يستغرق 5 ساعات" وخبر آخر "الجيوش العربية فى أضخم حالة تعبئة منذ حرب السويس" !!
وتضمنت الصحف الصادرة تقارير مصورة فى الصحفات الداخلية عن حشود القوات المسلحة وتحركاتها بالتفصيل !!
           وفى الثانى والعشرين من مايو 1967 أعلن عبد الناصر إغلاق مضايق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية وكانت هذه هى المرة الأولى التى يعرف المصريين (الغالبية بالقطع) أن مضيق تيران كان من الأصل مفتوحاَ أمام السفن الأسرائيلية !!!
وكان تصريح ناصر أثناء أجتماعة بمجموعة من الطياريين بقاعدة جوية وصدرت الصحف فى اليوم التالى وعلى رأسها الأهرام متضمنة إبراز لتك التصريحات وأهمها ما قالة من " إننا لسنا عام 1956 ونحن الآن وجهاَ لوجة مع إسرائيل وإذا كانت تهدد بالحرب فنحن على أستعداد لها "
          وفى اليوم التالى أعلنت إسرائيل على لسان رئيس الوزراء ليفى أشكول " أن أغلاق مضايق تيران يعتبر عملاً عسكرياً عدائياَ" 
          وأصدر البيت الأبيض أستنكاراَ رسمياَ لهذا القرار حيث صرح الرئيس الأمريكى ليندون جونسون عدم مشروعية أغلاق المضايق فى وجة الملاحة الإسرائيلية وأعتبر أن هذا العمل عدائى وغير مشروع.
وتصاعدت وتيرة التصريحات النارية من الأطراف حيث صدر فى الرابع والعشرين من مايو 1967عن أجتماع الوزير البريطانى جورج براون ونظيرة الأمريكى بيان طالب بضرورة فتح مضائق العقبة للملاحة الدولية، ولو كان ذلك بأستعمال القوة ،
           وبدأت إسرائيل حرباَ دبلوماسية حيث زار عقب وزير الخارجية الأسرائيلية أبا ايبان الولايات المتحدة للأجتماع مع الرئيس جونسون فى الرابع والعشرين من مايو 1976 وصرح بأن انسحاب إسرائيل من شرم الشيخ بعد حرب السويس عام 1956 كان مشروطاً بتأمين حرية الملاحة.
           وفى ظهر الثلاثاء الثلاثين من مايو 1967 هبطت طائرة الملك حسين ملك الأردن على أرض مطار القاهرة والتى قادها بالزى العسكرى ليعلن بعد خلاف طويل مع جمال عبد الناصر عن توقيع أتفاقية دفاع مشترك !!!
           وبحلول ظهر الخميس الأول من يونيو أعلن رئيس الوزراء الأسرائيلى ليفى أشكول حالة التعبئة العامة وتعيين موشى ديان وزيراَ للدفاع فى الحكومة الأسرائيلية ، وتضمن أعلان التعبئة العامة بياناَ مقتضباَ أوضح أن إسرائيل أضطرت إلى هذا الأجراء لمواجهة التهديدات المصرية السورية !!!
         وسربت القوات الإسرائيلية أخباراَ عن بدء الهجوم على مصر وسوريا صباح الخامس من يونيو 1967 حيث وصلت هذه المعلومات إلى أحد ضباط المخابرات العراقية العامليين بالأردن والتى أبلغها إلى السفير العراقى لدى المملكة الأردنية ، وبادر السفير بدورة إلى نقل هذه المعلومات إلى الملك حسين.
         وقد نقل الملك حسين هذه المعلومات إلى الفريق عبد المنعم رياض التى تولى قيادة الأركان المشتركة وكان بالأردن حيث مقر قيادتة فى مساء اليوم نفسه ، والذى نقلها إلى مصر فى مساء الرابع من يونيو 1967.
         وتزامن من هذا ضغوط الأمم المتحدة عبر أمينها العام الذى وصل القاهره ، على مصر بألا تكون البادئة بأطلاق النار أو البدء بأى عمليات عسكرية ، ووصلت إلى الرئيس عبد الناصر مساء الرابع من يونيو رسالة من الرئيس الأمريكي ليندون جونسون تطالب مصر بضبط النفس وعدم المبادرة بالعدوان.
        وفى فجر الخامس من يونيو 1967 أستقبل الرئيس عبد الناصر السفير السوفيتى فى القاهرة الذى أكد على نية أسرائيل فى الهجوم اعلى مصر وأن الهجوم بات وشيكاَ غير أنه نقل إلى ناصر طلب القيادة السوفيتية بألآ تكون مصر البادئة بالعمليات العسكرية.
فى الساعه الثامنة ألا ربع من صباح الاثنين الخامس من يونيو 1967 بدأت أسرائيل هجوماَ جوياَ مركزاَ شمل 425 طلعة جوية شاركت فيها 300 طائرة وأستهدف كل مطارات مصر وسوريا وتم ضرب ممرات الطائرات وأسراب الطائرات الرابضه فى العراء لتخسر مصر وسوريا كل قواتها الجوية بلا قتال وبحلول الساعة السادسة مساء اليوم لم تكن هناك قاعدة جوية مصرية أو سورية قادرة على العمل مطلقاَ ...
        وفى الثامنة والربع من صباح اليوم نفسة شنت القوات الأسرائيلية البرية هجوماَ عبر مجموعات استهدفت الجبهتين المصرية والسورية وتقدمت أزاء أنهيار دفاعات القوات المصرية والسورية.
         وصدرت صحف القاهره ودمشق بعناوين مثيرة ، وكان عنوان المساء القاهرية " بدأت المعركة" إسقاط 43 طائرة للعدو " "الجيش العربى يزحف إلى تل أبيب" " القوات العربية طوقت النقب وتواصل زحفها نحو تل أبيب" !!!
       وفى صباح الثلاثاء السادس من يونيو 1967 صدرت الأهرام والأخبار بعنوان " قواتنا تتوغل داخل إسرائيل" " المشير عامر فى الخطوط الأمامية " " مصر تنذر السعودية بالحرب إذا ما هاجمت اليمين" !!!
       بينما على أرض الواقع ، واصلت القوات الأسرائيلية تقدمها على الجبهتين المصرية والسورية وأحتلت قطاع غزة ومدينة رفح وواصلت تقدمها فى سيناء والجولان ، بينما استسلمت القوات العربية فى الضفة الغربية وأحتلت أسرائيل مدن الضفه الغربية بالكامل بينما صدرت الأوامر للقوات المصرية بالأنسحاب إلى غرب القناة فى الثامنة من مساء اليوم نفسة ،
وما أن أشرقت شمس الأربعاء السابع من يونيو 1967 حتى أعلنت إذاعة جيش الدفاع الأسرائيلى أتمام الاستيلاء على القدس القديمة وفى عصر اليوم نفسة اتمت أسرائيل أحتلال الضفة بالكامل بما فى ذلك الخليل وأريحا وبيت لحم.
بينما واصلت شرذام القوات المسلحة المصرية أعمال الأنسحاب العشوائى ، تاركة المعدات والأسلحة لتواصل قوات إسرائيل تقدمها بلا مقاومة..
        وفى فجر الخميس الثامن من يونيو 1967 يصدر مجلس الأمن قراره بوقف إطلاق النار وتعلن مصر فى الثالثة عصراَ من نفس اليوم قبولة ، بينما لم تقبل إسرائيل بأعلان وقف إطلاق النار ، وتواصلت معارك القوات السورية بهضبة الجولان وفق أوضاع دفاعية تحت قصف جوى ومدفعى من العدو مركز!!!
ومساء التاسع من يونيو 1967 يوجة الرئيس عبد الناصر خطابا درامتيكيا للشعب يعلن فيه مسئولية عن الهزيمة التى اسمها النكسة ، والتنحى عن مسئولية الحكم ، ويعلن أختيارة زكريا محى الدين كرئيس للجمهورية !!!
وبحلول منتصف الليل وصلت طلائع القوات الأسرائيلية إلى ضفة قناة السويس الشرقية وأقامت نقاط للتفتيش وقامت برفع الأعلام الأسرائيلية ، بينما نقلت الصحف ووسائل الأعلام صور الأسرى المصريين والقتلى والقوات المنسحبه ، وعقد موشى ديان مؤتمراَ صحفياَ بعد الصلاء بحائط البراق فى القدس.
وفى صباح السبت العاشر من يونيو 1967 تعلن إسرائيل إحتلال القنيطرة وهضبة الجولان بعد معارك عنيفة مع القوات السورية ، ويعلن موشى ديان فى مؤتمر صحفى عقده فى الثالثة عصراَ قبول وقف إطلاق النار وخسارة إسرائيل ل 859 قتيل فى العمليات منهم 480 على الجبهة الأردنية وحدها و 238 على الجبهة المصرية و 141 على الجبهة السورية .وتحصى القوات الأسرائيلية 11500 مقاتل مصرى قتلى بأرض المعركة 2500 سورى 700 أردنى ومشاركين من المدنيين بالضفه الغربية !!!
وتصدر صحف القاهرة بعنوان " الشعب يقول لا" وتشهد القاهره ومدن مصر مظاهرات تطالب عبد الناصر بالتنحى ، وأتشحت مصر بالسواد على الشهداء القتلى فى كل مدينة وقرية ...
ويتلو السيد/ أنور السادات رسالة ناصر على المجلس بقبول عدولة عن التنحى ويقول فيها " إن الشعب هو المعلم والقائد ، وأنى لأعطى هذا الوطن راضياَ وفخوراَ حتى الحياة إلى آخر نفس فيها" !!!
وتصدر الصحف بالعناوين السوداء مملؤة بصور المظاهرات وعنوانها " سأبقى كما أمرنى الشعب حتى نتمكن جميعاَ من أزالة آثار العدوان" !!!
مضت 42 سنة على هذه الأحداث ولم نعرف الحقيقه !!!
متى يمكن أن يعرف المواطن العربى !!!
عشرات القصص والخيالات والحواديت والأوهام ومزاعم البطولات صدرت عن هذه الأحداث ، سواء فى العالم العربى أو خارجة ، لكن المعرفة تبنى على الوثائق والحقيقه وليس سواها ،
لذلك لم نعرف بعد ...
عشرات المفقودين لم يعودوا بعد...
الالاف من الشهداء ...
والجرحى ...
واللاجئين ...
والأسرى ...
ومن دمرت مساكنهم وهاجروا قراهم ومدنهم سنوات وتقطعت أوصال أسرهم وأنتهت فى الغربة ...
على أى حال نستذكر فى هذه الذكرى كل هؤلاء وعلى رأسهم شهداء تلك الحرب الخاسرة الأبرار ونتمنى أن نعرف !!!

محطة مهمة
يــا بخــت من يــقدر يقـــول
والــلى ف ضـميــره يطـلعـه
يا بخــت من يقــدر يفـضـفـض بــالكــلام
وكـــل واحـــد يســـمــعه
يـقــف فى وســـط النــاس ويصــرخ .... آه يا نــاس
ولا مـــــلام ...
يـيـجى الطـبـيب يحــكى له ع الــلى بيـوجـعه
يـكشــف مكــان الجــرح ويحــط الدوا
ولــو انــكــوى
يــقــدر ينــــوح
وانـــا الــلى مليـــان بالجـــروح
مـــا أقــدرش اقـــول
مـــا أقــدرش ابـــوح
والسـهم يسـكن صـدرى ما أقـدرش انـزعـه
شــوفى قــد إيــه؟
احنــا النـهارده إيــه فى ايــام الســنه
شــــتـا ولا صـــيـف
وفيـــــن أنـــــــا
إيــه الــلى وصــلنى هـنــا
أنــا صــاحب البيــت ولا ضيــف
صــوتى انحبــس
ما أقــدرش أقــول
مــا عــرفش حــاجـه عشــان أقـــول
من أعمال المبدع صلاح جاهين

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !