النكبة في الصحافة العربية
مرت الذكرى الـ68 للنكبة العربية الفلسطينية بهدوء وسلام فلا صحافة غضبت ولا وسائل إعلام أستذكرت حقٌ ضائع تايه وسط أمواج السياسة والمصالح المشتركة , الجيل العربي القديم عايش النكبة وقدم ما يستطيع لفلسطين التاريخ والحضارة عروبية صادقة لم تخضع ولم تتكاسل ولم تقبل المساومة , أجيال أعقبتها أجيال وإستذكار خجول لقضية عادلة حتى وصل الجيل العربي الحالي إلى مرحلة البلادة الحسية التي لولا التطبيع العلني والسري لم تكن لتوجد تلك البلادة في المجتمعات العربية , تمر الذكرى تلو الأخرى مرور الكرام وكأن الدم جامد بالعروق لا أثر للحزن سوى عند قلة قليلة من الناس ممن يؤمن بقضيته الغير قابلة للمساومة مهما كانت المبررات والتبريرات , نسيان القضية الأساسية والعادلة يعني نسيان العروبة ونسيان القيم ونسيان كل شيء يرتبط بالهوية ويعني عملياً موت الكرامة , الصحافة العربية وسيلة إعلامية خاضعة نائمة لا تمتلك من القرار شيئاً لكنها ليست بمنأى عن توجيه اللوم الأ يوجد رجلٌ شريف يحمل هم القضية ويستذكرها على الأقل في عام الحزن ال68 , أمات الشرفاء أم أن الشرفاء قبضوا أثمان التطبيع الرسمي والغير الرسمي مع الكيان الغاصب فصمتوا وأصمتوا ؟
الشريف لا يستطيع نسيان قضيته الأم ولا يستطيع نسيان التضحيات ولا يقبل المساومة ولاينحني للمغريات أياً كانت , صحافتنا العربية تجاوزت حلقة الصراخ التي ميزت خمسينيات وستينيات القرن الماضي لكنها لم تستطع تجاوز حلقة التطبيل والتضليل في كثيرٍ من الاحيان , كنت أتمنى أن تستذكر صحافتنا العربية قضيتنا العربية والإسلامية ولو بكلمات خجولة على قصاصات الورق الرخيص لكنها أثرت البقاء في منطقة الرخص فهنيئاً لها برخصها ولا عزاء لكل من يغض الطرف عن فلسطين وجرحها الغائر الذي سيندمل في يومٍ من الأيام يقيناً وليس خيالاً ؟
التعليقات (0)