النقد بين السلب والإيجاب
يظل النقد البناء سمة من السمات التي ينبغي تقبلها من الطرف الآخر لأنها في الغالب تقوم على إصلاح من تم نقده وتغييره إلى الأفضل.
والنقد بأنواعه الأدبي والشخصي والاجتماعي وغيرها، يقوم على السلب والإيجاب، فالسلبي غالبا ما ينم عن عدم تفهم للجهة أو الشخصية المنتقدة مما يجعل هذه الشخصية تحاول الدفاع عن نفسها وبهذا يحدث التصادم بينهما ( الشخصية الناقدة والشخصية المنتقدة).
فلكي لايحدث ما أشرنا إليه لابد من اتخاذ الأسلوب الأمثل في الحوارات بشكل عام وفي الانتقاد بشكل خاص بان أتخير الأسلوب السلس اللين في اختيار الكلمات والألفاظ ، بحيث حتى وإن اختلفنا في الرأي يبقى الود المتبادل بيننا ، لنكون مصداق للمقولة ( الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية).
وننتقل من أسلوب النقد إلى مَن أنتقد ، وهل هناك أحد لا يمكن أن أنتقده مِن عامة الناس ؟
طبعا الإجابة معلومة سلفا ، فالانتقاد وارد لكل من يستحق النقد بإن أبين له صورة خطأه كما قلنا سلفا بالتي هي أحسن لا بطريقة تهجمية عنيفة فإنه بهذه الصورة لن يقبل النقد .
والشيء بالشيء يذكر فقد كان أحد الأصدقاء يستمع لأحد الخطباء وقد أخطأ هذا الخطيب في إحدى فقرات خطبته وبعد أن انتهى حاول هذا الشخص الرد عليه بأنك أخطأت في هذه الفقرة فتناوشوه أصحاب المكان ولم يقبلوا ؟! لماذا؟
لماذا لانقبل الرد والنقد والتصحيح ؟ هل ينقص من شخصية أو قيمة المنّتَقَد ؟ أليس النقد والتوضيح من إهداء العيوب ، قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( رض) ، ( رحم الله من أهدى إليه عيوبي).
وأنا في وجهة نظري القاصرة هذا من أحد أسباب تأخرنا أننا لا نقبل النقد حتى وإن كان بنّاء فنبقى على أخطائنا ولا نعمل على تصحيحها وبالتالي نتأخر لأن الأخطاء والإصرار عليها ولاشك من الأسباب القوية للتأخر والسلبية .
فعلينا أن نعمل بجد لتغيير ما في أنفسنا وتقبل الرأي الآخر والعمل على النهوض به لان فيه سبب لنهضتنا وتغييرنا إلى الأفضل.
محمد المبارك - الاحساء
التعليقات (0)