مواضيع اليوم

النقد الأدبي كالطبيب ولكن

Riyad .

2015-10-20 17:37:45

0

النقد الأدبي كالطبيب ولكن

يٌشكل النقد الأدبي أهمية في عالم المعرفة فهو أداة تقييم وفحص ودراسة لكافة الأعمال الأدبية وفق معايير علمية مدروسة لا تخضع للاجتهاد أو التأويل , للنقد الأدبي مدارس و أغراض لا تقل أهمية عن أغراض الأدب كفن وتاريخ ووسيلة حضارية متنوعة الأقسام والمدارس " الشعر بأغراضه ومدارسة المختلفة , قصة , خواطر , رواية , مسرح , الخ " فكما هو أداة هو مدرسة لا يبدع فيها الا من أمتلك الذائقة والملكة الفنية والأدبية وتجاوز المبدعين بمراحل ومسافات بعيدة !.

في خضم ثورة المعلومات وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الناس خاصة في المجتمعات التي لا متنفس لها سوى تلك الوسائل والوسائط أصبح النقد الأدبي الغير علمي والغير منهجي حاضراً بقوة متقدماً على النقد العلمي المنهجي الذي أنحصر في مؤسسات تنويرية وأكاديمية وإعلامية ولم يستطع فتح نوافذ وقنوات تواصل مع المجتمع , لو أن النقد الأدبي العلمي المنهجي فتح قنوات تواصل مع المجتمع وفتح أساتذته ورواده نوافذ اتصال لانتهت الركاكة ولانطفت شمعة الدخلاء على الأدب بمختلف أنواعه ومدارسة !.

حصر النقد الأدبي بمؤسسات نخبوية لا يخدم المعرفة والأدب بل يحولهما إلى علم نخبوي يهتم فيه طبقة معينة من الناس ويهمله قطاعٌ عريض من المجتمع الذي يتعامل مع الأدب بشكل شبه يومي بل يقضي معه بشكل مباشر وغير مباشر ساعات طوال ولو قٌدر لشخص ما تصفح هاتف أحد الأشخاص  فإنه سيقع على كم هائل من الخواطر والقصائد والقصص والنٌكت المٌضحكة وتلك جميعها صنوف أدبية وإن خالف بعضها معايير الأدب العلمية والمنهجية !.

النٌخب التنويرية كما تٌحب أن تٌسمي نفسها متهمة بحصر النقد الأدبي واحتكار أدواته فهي لم تخدم الأدب ولم تخدم المعرفة بل خلقت فجوة بين المجتمع والحضارة والإبداع الإنساني , ليس المقصود أن يصبح كل المجتمع نٌقاد فذلك أمرٌ لا يمكن أن يتحقق وضربٌ من الخيال لكن المقصود هو تعزيز الذائقة الأدبية بطرق متعددة أبسطها إقامة الفعاليات الأدبية وتسليط الضوء على الإنتاج والإبداع الأدبي وتفعيل دور المؤسسات التنويرية " الأندية الأدبية , الجمعيات الفكرية والثقافية " وإشراك المجتمع في فعاليات تلك المؤسسات بشكل فاعل ومباشر بعد أن كان المجتمع متفرجاً يحضر من أجل قضاء وقت لا أكثر ؟

النقد الأدبي كالطبيب المختص يكتشف العلل الأدبية ويعالجها بطريقة إبداعية ذكية لا تخلو من المغامرة والتمرد على القوالب , الذائقة الأدبية المجتمعية في أسوأ حالاتها وتزداد الحالة سوءً أكثر وأكثر فكل شيء بات مرتعاً للدخلاء الذين لا ملكة لديهم وأصبح المجتمع يتقبل ذلك الهراء على مضض لأنه مفروض ولا بدائل أو محاولات علاج تقضي على ذلك الهراء الذي سيذكره التاريخ في يومٍ من الأيام .

الدور الكبير يقع على المؤسسات التنويرية و أصحاب الأذواق الرفيعة ليعودوا بالمجتمع إلى نقطة الإبداع والإنتاج الإنساني المعرفي ليكتب المجتمع عصراً جديداً يٌضاف لعصور الإبداع والإنتاج والإنساني فالمتلقي كالمٌنتج كليهما مبدع فالأول بذوقه والثاني بإنتاجه الذي يستهدف الأول " المتلقي " فمتى يستشعر أصحاب الذوق الرفيع عظمة الدور المٌلقى على عاتقهم ومتى تتحرك المؤسسات التنويرية لتخدم الأدب بشكل جدي وفعال فالأدب وسيلة وأداة تاريخية وحضارية لا تموت أبداً  ؟.


  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات