بسم الله الرحمن الرحيم.
النقاب وحملات السفور .
من سويسرا كانت البداية فأحزاب اليمين المتطرف في سويسرا سعى قبل شهر إلى منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة وإلزام المرأة بعدم الارتداء وفرض عقوبات على من تخالف ذلك . واقر القرار بأغلبية البرلمان .وتلك البداية العلية لتحرير المرأة المسلمة في بلاد الغرب وسبقها حملات تمهيدية وتخطيط منظم لضرب المسلمين في بلاد الإفرنج بعد أن ضربوا معتقداتهم ودمروا مجتمعاتهم وغزوهم في عقر دارهم . ولم تكن سويسرا الدولة الوحدة فقد تبعتها فرنسا وأقرت قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة وفي المطارات وفي كل مكان عام يتطلب كشف النقاب وذلك القرار دعت لتطبيقه وزيرة العدل الفرنسية وتقدمت إلى الأحزاب لاقرارة وطالبت الأحزاب المعارضة إلى إقرار منع النقاب في أماكن محددة فقط . وبعد شهرين سيعرض المشروع إلى مجلس الدولة الأعلى ومن ثم إلى مجلس الشيوخ لاعتماده ومن ثم بدء التنفيذ . وستتبعهم استراليا فقد دعت بعض الأحزاب إلى منع ارتداء النقاب وتقدمت بمشروع قانون يمنع ارتدائه .وجميع تلك القوانين وقيادات الأحزاب في تلك البلدان التي تدعي الديمقراطية أجمعت على منع ارتداء النقاب ولكن اختلفت في كيفية التطبيق ومن أين تكون البداية. أليس من الديمقراطية أن يتمتع الفرد بحريته ومعتقداته أليس من اللبرالية أن لكل فرد حريته ومعتقده الذي ينتمي إليه . إن تلك القرارات تكشف لنا حقائق اؤلئك المتمترسون خلف ستار الحرية فهم يحاربون الإسلام ومعتقداته بصور شتى وبطرق مختلفة . وسبب تلك الحرب التي طالما تغافل البعض من أبناء الإسلام عنها هو أن المسلمين استوطنوا في بلاد الغرب وملئوا الأرض من مشرقها إلى مغربها وأدرك اؤلئك الإفرنج أن بلادهم لم تعد ملك لهم فهم يحاربون الإسلام في معقله ويحاربون الإسلام في بلادهم ليحافظوا على الطبيعة الديموغرافية لبلادهم ويقضوا على الإسلام . ولم يتجراو على حرب الإسلام إلا لأننا امة ضعيفة خنعت وتركت الدين واستبدلت بعض النصوص بنظريات غربية عقيمة واتخذت من الفكر الغربي وسيلة ومنهج وتخلت عن القيم والمبادي ونسيت أن الإسلام دين العدل والمساواة والكرامة والحضارة . فلو كنا امة قوية لما تجرءا أبناء الحانات والنوادي الليلية على حرب الإسلام والتاريخ خير شاهد على ذلك . أليس الأجدى ممن ينادي بالإسلام من أبناء المسلمين وممن يتحدث باسم الإسلام ويتفنن باسم الدين في كل قضية تطرح أن يتحدث ويتحرك الآن أم أن الإسلام شماعة يعلق عليها كل شي إلا حرب الغرب عليه . عندما أقراء تلك القرارات أتسأل أين اؤلئك المتشدقون والمتنطعون الذين لا يألون جهدا في التحدث باسم الإسلام أين هم ألان . أليس الإسلام قواعد وأحكام أليس من الإسلام أن تنصر أخاك أليس من الإسلام الدفاع عن معتقداته وأحكامه . أم إن الإسلام عندهم كلام وشماعة يعلق علية كل قضية لا توافق أرائهم .
إن الغرب تحرك منذ القدم وغزا الإسلام بصور وأشكال مختلفة فمن تحرير المرأة ودعوات التغريب إلى وصم الإسلام بالإرهاب إلى حرب المناهج الدينية إلى منع النقاب إلى دعوات المساواة بين المرأة والرجل إلى الغزو العسكري لبعض البلدان الإسلامية والغزو الثقافي والفكري لجميع بلدان العالم الإسلامي. ومازال الغرب مستمر . ولن يتوقفوا مادام منا منهو متشدق بحضارتهم ومنادي بقيمهم ولن يتوقفوا ما دمنا مستضعفين ومتناسين لقيمنا وتعاليم ديننا . ولن يتوقفوا ومادام منا دعاة يدعون إلى الإسلام ويغيرون ويحرفون ما انزل الله إرضاء لشهواتهم وسلاطينهم فأؤلئك هم المنافقون . ولن يتوقفوا ونحن لم ننصر مستضعفا ولم نرحم كبيرا ولن يتوقفوا ونحن نحرم الحلال ونحلل الحرام . ولن يتوقفوا إلا عندما نتمسك بديننا ونذود عن حياضه بسيوفنا .
إن اؤلئك الغرب الذين لم يألوا جهدا في حرب الإسلام لم يجدي معهم الحوار ولم يجدي معهم التواصل الفكري والحضاري أليس من العدل أن نتعامل معهم بالمثل . وإلا اقصد هنا الحرب العسكرية فنحن اصغر من ذلك . نعاملهم بالمثل ونلزم نسائهم المتواجدات في بلاد المسلمين بارتداء الزي الإسلامي وإلا تطبق بحق من تمتنع منهن عقوبات مماثله لعقوباتهم . أليس هذا اضعف الأيمان . أم إننا لا نستطيع فعل ذلك .
قال تعالى [ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] .
وقال تعالى [ واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ] .
والقوة في الآية السابقة كل شي من صناعة وعلم وتقدم فكري وحضاري وعسكري ولن تتحقق تلك القوة إلا بالإيمان الذي يجلب الصدق والامانه والعدل والمساواة والأمن والاطمئنان والإخلاص في القول والعمل . والنصر في الآية السابقة هو الالتزام بتعاليم الإسلام واحكامة والالتزام بها وعدم الحياد عنها وتطبيقها كما جاءت دون تغير أو تحريف وعندئذ يتحقق النصر وتثبت الأقدام .
الذل أصابنا والخوار أنهك أجسادنا والسبب ارتكبنا المفاسد واستحللنا المحرمات وحرم البعض منا الحلال والبعض عطله ,وذلك الإفساد بشتى صورة وأنواعه جلب لنا العار والدمار .
أليس حري بنا أن نعود وندافع عن الإسلام وأحكامه وان يكف المنافقون عن دعواتهم الشاذة وتحميلهم للإسلام ما لا يحتمله . أليس الأجدى أن نستيقظ من سباتنا . أليس اضعف الإيمان أن نعاملهم بالمثل .
اسأل الله أن يصلح حالنا وان يرد كيد أعدائنا وان يحفظ الإسلام وأهله انه ولي ذلك والقادر علية .
التعليقات (0)