من أخطر الأمراض في المجتمعات مرض النفاق لأن له تأثيرا مدمرا علي بنية المجتمع وعلي إنتاجيته ولا يخفي أثره في تثبيط الهمم وتمادي الرئيس في خطئه لأن مرءوسيه ينافقونه ويمدحونه سواء أصاب أم أخطأ طلبا لخيره وتوقيا لشره. ومن آثاره أن يستمر الرؤساء في تقريب من يمدحونهم سواء كانوا أكفاء في أعمالهم أم لم يكونوا, ولقد كان من آثار هذا المرض المجتمعي المدمر أن يتوارى أصحاب الكفاءات حيث أنهم عادة لا يجيدون فن النفاق الخبيث.ولا يخفي علي أحد أن من كانت إجادة العمل عنده أهم من تقدير الرؤساء لا يهتم كثيرا بالإعلان عن عمله وترويجه بل إنه لا يستطيع إلي ذلك سبيلا لأنه يعتبر أن إجادة العمل هي من أوليات الواجب والشرف, وهنا يتقدم الذين يجيدون تصوير أعمالهم علي أنها إنجازات كبيرة وخطيرة مع أنها ليست كذلك وربما كانت أعمالا تعود علي المجتمع بالخسارة ولكنهم ماهرون في إلباس الخسارة ملبس الربح الوفير يساعدهم في ذلك جهل الرؤساء. علي أن الذين يمتازون بالكفاءة من أصحاب الشرف والمثل العليا لا يمكن لهم أن ينخرطوا في مجتمع أو حتى مؤسسة أغلب موظفيها ورؤسائها ليسوا نظيفي الأيدي فإنه من المعروف أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة. لكن ما هو الحل في هذه المعضلة وكيف يكون البدء في إصلاح المجتمع إذا كانت السمة الغالبة فيه هي تقديم أهل الولاء وليس تقديم اهل الخبرة والمعرفة, لا بد أن تكون هناك إرادة للتغيير ولا بد أن يكون رأس العمل أو رأس السلطة هو البادئ بالإصلاح, إذا يبدأ الإصلاح بالإرادة. إن من أخطر الأمراض أن يبدأ المجتمع في إخراج أهل الخبرة والكفاءة إلي المجتمعات الأخرى وما أكثر ما فقدت أمتنا من أهل الخبرة والكفاءة ولو انتبهت حكوماتنا إلي ما يجب عمله لوفرت كثيرا من عوامل النهوض بالأمة ....إن الشعوب العربية تعاني من فقدان أبنائها النابهين حيث تتلقفهم دول العالم مجزلة لهم العطاء وذلك ساعد في تقدم الدول المضيفة للأذكياء والمتفوقين علي سائر الدول
التعليقات (0)