مواضيع اليوم

النفاق مثله مثل الملح يستعمل في كل المناسبات

خالد أوراز

2009-10-27 22:35:59

0

كل شيء يتغير طعمه بمجرد بزوغ شمس يوم غذ. قد تحلم الليلة كلها بأنك تعيش في بلد مطمئن، وفي الصباح تخطو أول خطوة إلى الشارع العام لتجد مغربا آخر لا كالذي حلمت به ليلة أمس.
تسأل نفسك لماذا تحلم فقط بالأشياء التي لا تتحقق، وتنتظر الجواب ليكون حلم الليلة المقبلة.
كل شيء تغير طعمه في هذا البلد العزيز منذ اليوم الذي تسلل فيه النفاق إلى قلوب كل الناس، أصبح الكل يعاني من مرض النفاق، من لا ينافق الآخرين ينافق نفسه فحسب.
المهم هو أن النفاق لابد منه ولا يمكن العيش بدونه؛ النفاق والكذب أساس العيش في المغرب.
قد تسافر في يوم من الأيام إلى مدنية ما غير التي تقطن فيها، وتصادف شخصا في الشارع تسأله عن أحد الشوارع التي لا تعرفها، فيرسلك إلى الاتجاه المعاكس، تثق به وتجد نفسك خارج المدينة. تتذكر أنك في المغرب وتنسى الأمر.
تقرر مع نفسك أن تسأل أقرب فتاة تمر بجنبك، لكن ما أن تفعل ذلك حتى تجدها مهرولة لأنها تظن أنك تريد التعرف عليها لا حسب. تسب نفسك وتقرر أن تسأل شيخا هرما يجلس بجانب الطريق، لكن ما أن تفعل ذلك حتى تراه يجيبك بإشارات دالة على أنه لا يسمع شيئا.
في آخر المطاف تسأل طفلا صغيرا يلعب الكرة في إحدى الأزقة، فيقول لك: "أنا لست سيارة أجرة". تسب نفسك مرة أخرى وتقرر البحث لنفسك.

 قد تجد الشارع الذي تبحث عنه وتجد الإدارة التي تود الوصول إليها فتجدها مغلقة الأبواب لأنك وصلت متأخرا.

هكذا تعود إلى مدينتك الأصلية، تتأمل ما حدث فتجد أن الثقة مفقودة في الصغار والكبار على السواء، وأن النفاق مثله مثل الملح يستعمل في كل المناسبات.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !