النفاق السياسي...عادة مغربية بامتياز
لم يعد يفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية بالمغرب ،الا يوم واحد فقد سخر المترشحون كل الوسائل المتاحة لهم ،كي يقدم كل واحد منهم نفسه، و الحزب الدي ينتمي اليه، على احسن صورة ، عله يشفع له دلك بنيل مقعد من مقاعد البرلمان المغربي . فمند ان انطلقت الحملة الانتخابية لم نعد نشاهد و نسمع في اجهزة اعلامنا الوطني غير الاعلانات، و الاشهارات التي تخص الشأن الإنتخابي، الكل أصبح يطبل ويزمرلهذا الموعد المرتقب.
و المضحك في بعض المقاطع الإشهارية أنها مصاغة بشكل يحس فيها المواطن المغربي انه مجبر على التوجه الى صناديق الاقتراع ، المهم ان يساهم في ارتفاع نسبة الناخبين، كي تبرهن الدولة على ديموقراطيتها .ليس غرضي من كتابة هدا المقال معارضة هدا الطرف او داك، او تاييد الاول على حساب الثاني، بقدر ما هو غرضي وضع القارئ في الواقع الدي تعيشه البلاد هده الايام على ايقاع الانتخابات المنتظرة. لقد اصبح كل شيء مباح من اجل الفوز في هده الاستحقاقات، فحتى ولو تعلق الامر بالمواقف التي تتبناها هده الاحزاب . فبداية بخزب العدالة و التنمية و رئيسها بنكيران فقبل اشهر قليلة كان الرجل يصرح جهرا في خرجاته الاعلامية المثيرة للجدل، انه لن يصوت لصالح ترسيم الامازيغية في الدستور الجديد، والسخرية من اللغة الامازيغية التي هي لغة الملايين من المغاربة دون مراعاة مشاعر ايمازيغن.
رغم كل هدا الحقد و الكراهية التي يكنها الرجل لكل ما يتعلق بالامازيغية، فقد فاجانا قبل ايام بمنطقة الريف و بالضبط في بلدة "ازغنغان" ، وفي اطار ترويجه لحزب المصباح بانه لا يكن اي عداء للأمازيغية و الأمازيغ، وبدا الرجل هادئا كالدئب الدي يتربص بفريسته . ثم بدا يوزع الابتسامات و الكلمات المعسولة على الحاضرين . هدا لكي يطلب ود امازيغ المنطقة ليصوتوا لصالح حزبه . متناسيا ان التاريخ يدون كل شيء، و خصوصا عندما يمس المرء في احدى ثوابت هويته
منذ اتخابات سبتمبر 2007، لم نشاهد أي برلماني يزور قرية ، لتفقد أهاليها التي خولت له التواجد بقبة البرلمان.فهذه الأيام أصبح المترشحون يتوافدون على كل مدينة و قرية ليس لتفقد سكانها وإنما لغرض التوسل إليهم كي يساندونهم للحصول على صفةنائب برلماني، وهكذا أصبحنا نشاهد بعض المشاهد المضحكة حيث يأتي أحد المترشحين إلى قرية ما،يبدأ الحديث وعلى شفتيه إبتسامة عريضة، ويطلب من المواطنين التصويت ويعدهم بإنصافهم وحمل همومهم إلى قبة البرلمان عكس من سبقه من النواب،بينما نجد بعضاً من حاشيته المرافقين له يصفقون بعد كل كلمة قالها وكأن مانديلا هو من يخاطب الجماهير.والطريف أيضاً أنني قرأت على إحدى صفحات الجرائد أن زعيماً حزباً امتطى دابة وتحمل عناء السفر للوصول إلى قرى و مداشر جبال الأطلس لإيصال رسالته النبيلة إلى اولئك المغاربة المنسيون والمهمشون، حيث يموت النساء و الأطفال كل شتاء بسبب البرد القارس و الثلوج،يضطر هؤلاء المواطنون المغضوب عليهم إلى قطع عشرات الكيلومترات فوق ظهور الدواب قاصدين الأسواق و المستشفيات،ويعاني هؤلاء الأمرين لعنة الجغرافيا ومكر القائمين على تسيير شؤون البلاد ،فقد وعدهم الزعيم بأنه سيعمل كلما بوسعه للتخفيف من معاناتهم، وذلك بمقابل الإدلاء بأصواتهم لفائدة حزبه.
على النقيض تماماً نجد البعض قد ضاق ذرعاً،.ففي منطقة"آيث بوعياش" محافظة الحسيمة عمل الشباب على طرد المترشحين،كما أحرقوا بطائقهم الإنتخابية ،علاوة على تنظيمهم لمهرجانات خطابية ،هدفها إبلاغ المواطنين بعدم التصويت ،لأن لا شيئ يبرر ذلك ما دام الإقصاء،التهميش،الزبونية،البطالة، تنخر عظامهم،فلِم التصويت إذًا.إضافة إلى درايتهم التامة، بأن هؤلاء المُنتخَبون سينطلقون فور الإعلان عن فوزهم صوب العاصمة الرباط ، بسياراتهم الفارهة ولن يتركوا خلفهم غير الدخان.
التعليقات (0)