النعوش أماتت قلوبنا بعد أن تواطأت العروش !!
.. للقدس رب يحميه
من كثرة اليأس أشعر أننى خائن بعد أن جعلونى قبل ذلك باردا !! فمع كل ما يحدث للمسجد الأقصى من إنتهاكات أشعر بأنها أصبحت شيئا عاديا ومن البديهيات !! ونفس السيناريو يتم مع موضوع التوريث للحكم ولكن بطريقة أخرى .. لقد درس الأمريكان والصهاينة الشخصية العربية تماما .. فقد عجنونا وخبزونا وفهمونا تماما فنحن لسنا إلا أصواتا حنجورية – إذا ما تجرأنا مرة وإرتفع
صوتنا – فأصواتنا ترفع للحظات ثم تنزل على ما فيش !!
فلقد بدأ التمهيد لهدم المسجد الأقصى منذ عشرات السنين عن طريق الصدمة ثم يليها الهدوء والسكون ثم تبدأ صدمة أخرى أكبر ويليها الهدوء وهكذا ومن كثرة الصدمات المسددة لنا وكثرة الصمت والسكوت والخنوع من جانبنا أصبحت لدىّ مناعة ضد أى مفاجأة غير محتملة لأننا بصمتنا المريب جعلناها مفاجأة محتملة .. فالصدمات على فترات لن تولد إعتراضا أو عنفا أو حتى صوتا .. فكثرة رؤيتنا للنعوش أماتت قلوبنا بعد أن تواطأت العروش .. فرسولنا قام لجنازة يهودى وقال أوليست نفسا ووالدى المسن عندما يرى نعشا تليفزيونيا فلسطينيا أو عراقيا يترك الطعام قائلا ومشيرا إذهب ومعك ألف ألف شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأضيف – أنا – فى سرى ويجب أن يذهب ومعه ألف ألف لعنه على كل متواطىء وخاضع وخانع .. وأنا المسكين أتناول طعامى وعين عليه والأخرى على الجثث والأشلاء والدماء فطالما أن نفسنا مفتوحة للطعام وأمامنا كل هذه الدماء فستظل أمريكا وربيبتها إسرائيل نفسهم مفتوحة أكثر وأكثر لأنهما فى الحقيقة وحدهما مصاصى الدماء .. فلقد بدأ هدم المسجد الأقصى من قبل أن يحرقه اليهود فى عام 1969 وبعد أن قرأت أخيرا أن جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيونى فى ذلك الوقت عندما سئلت عن أسوأ يوم فى حياتها فقالت إنه صبيحة يوم حريق المسجد الأقصى لأنها توقعت أن يهب المسلمون جميعا على إسرائيل ولو بالعصى لحماية الأقصى وعندما سئلت عن أفضل يوم فى حياتها فقالت أيضا إنه عشية نفس يوم الحريق بعدما صمتت كل الدول الإسلامية .. أيها القادة إصمتوا وإتركوا إسرائيل تعمل فى صمت لأنها حتما ستنفذ ما تريده إن لم يكن الآن فغدا .. ويا خوف فؤادى من غد !!
التعليقات (0)