بقلم: محمد أبو علان.
http://blog.amin.org/yafa1948
كنت ولا زلت على قناعة مطلقة بأن سياسية النظام المصري هي حلقة في سلسلة الحصار المفروض على قطاع غزة ، وما ترويجها لحرصها على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية إلا عملية ذرو للرماد في العيون، ومحاولة للبقاء في وسط الحدث السياسي بعد فقدان النظام المصري لدوره الإقليمي، واليوم جاء مشروع الجدار الفولاذي على حدود مصر مع قطاع غزة ليكشف المزيد من الدور المصري في حصار الشعب الفلسطيني في القطاع.
فهذه السياسية لا تمثل سياسية لدولة عربية تعتبر نفسها قلب العروبة والقومية العربية، ولا سياسية نظام يدعي الحرص على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، والتخلص من نير الاحتلال الإسرائيلي الذي تجاوز عمره الواحد وستون عاماً.
من حق النظام السياسي المصري أن لا يتوافق سياسياً مع حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بقوة السلاح، ولكن ما هو ذنب المواطن الفلسطيني البسيط الذي يعيش في قطاع غزة أن يمنع عنه الطعام والشراب والدواء ؟، يمنع عنه بالتعاون ما بين النظام المصري والاحتلال الإسرائيلي.
قد يقول قائل أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يسيطر على معابر قطاع غزة وليست الحكومة المصرية، ولكن معبر رفح هو معبر فلسطيني مصري مشترك، ومصر دولة مستقلة ذات سيادة، ومن المفترض أن لها كلمة الفصل على معبر رفح، وعليه يجب أن يكون معبر رفح هو الحل لحصار قطاع غزة لا المشكلة، وعلى مصر أن أرادت أن تكون قلب العروبة أن تسمح للفلسطينيين باستيراد ما يحتاجون من مواد غذائية وأدوية ومحروقات لحين التوصل لحل مع الاحتلال الإسرائيلي يضمن وصول كل هذه المواد للقطاع كما كان عليه الأمر قبل فرض الحصار على قطاع غزة.
في الماضي قالوا "الحاجة أم الاختراع" ولهذا جاءت الأنفاق في قطاع غزة لتتغلب على المشاكل التي ولدها الحصار الدولي والإقليمي على القطاع، وهل تهريب المواد الغذائية والمحروقات عبر الأنفاق إلى قطاع غزة فيه ضرر وتهديد للأمن القومي المصري؟، أم أن إحكام الحصار وتشديده على قطاع غزة هو الخطر الحقيقي الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة في وجه النظام السياسي المصري والاحتلال الإسرائيلي معاً؟، وإن أراد النظام المصري محاربة ظاهرة التهريب عبر الأنفاق الحل بفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد والبضائع لقطاع غزة.
وما يؤكد حقيقة ودور النظام السياسي المصري في الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو أن معبر رفح لم يغلق يوماً في وجه السياسيين والشخصيات الهامة في القطاع، فهم يمرون في الوقت الذي يريدون دونما قيد أو شرط، والممنوعون من السفر عبر المعبر هم عامة الناس بمن فيهم المرضى والطلبة، وما عمليات فتح المعبر بين الفينة والأخرى ولفئات محددة إلا عملية ضحك الذقون، ومحاولة امتصاص جزء يسير من الغضب المتنامي ضد إغلاق المعبر في القطاع.
والأغرب في أمر الحصار على قطاع غزة هو التضييق في بعض الأحيان والمنع أحياناً أخرى لوفود التضامن الدولي بالوصول لقطاع غزة بيسر وسهولة، فمنها من ينتظر لأيام وأسابيع حتى يسمح له بالدخول، ومنها من يمنع من الدخول بشكل نهائي دون مبرر منطقي ومقبول، فما هو شعور النظام المصري عندما يشارك في حصار قطاع غزة، في الوقت الذي يتداعي فيه الألوف من المؤسسات الأجنبية، والأفراد للتضامن مع قطاع غزة، والسعي لفك الحصار المفروض عليه؟.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)