الصراع القبلي موروث عربي أستغله الأستعمار الغربي لخدمة مصالحه ونشر نفوده في المنطقة العربية .وقد دفعه هذا إلى تقسيم العرب ألى دويلات قزمية حيث يتلاشى العامل القومي وتحل المصلحة والقبلية مكانه. وقد اضطر الأستعمار إلى الاعتراف باستقلال الدول العربية تمشيا مع الأحداث العالمية التي أوجدت مبادئ حق تقرير المصير والديمقراطية والعدالة المثمتلة في الحريات وحقوث الأنسان .وقد عرف الأستعمار أن أنتشار مثل هذه المبادئ في العالم العربي سيؤدي إلى حركة قومية توحد العرب بعد تقسيمهم. لهذاحرص على تسليم السلطة إلى عائلات وأفراد في دويلات قزمية حتى يقوي العامل القبلي الذي له جدوره عند العرب بدلا من التقيد بالديمقراطية وتسليم السلطة إلى حكومات منتخبة شعبيا , وإقرار مبدأ الأستفتاء الشعبي لوحدة الوطن العربي , قبل تسليم السلطة الى أفراد وعائلات . وهو ما عمله في فلسطين بتسليم السلطة ألى زعماء اليهود ليفرضوا تقسيم فلسطين ثم الأستيلاء عليها بالكامل بدلا من إستفتاء سكان فلسطين وتسليم السلطةلممثلي شعبها أنذاك .. أستمرار النفوذ القبلي ونمو العصبية ساعدا على القضاء على تطبيق الديمقراطية وتحقيق حريات وحقوق الشعوب العربية . والحل الوحيد لهذا المشكلة هو اقرار مبدأ الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الانسان وبذلك يتحول الصراع الشعبي من قبلي مصلحي إلى صراع مذهبي بين أحزاب لتصبح مصلحة الامة العربية فوق مصلحة الاقليمية والقبلية وبهذا سيتحقق بزوع دولة عربية لها كل مقومات الدولة لتتعامل مع عالم تسيره المصلحة المادية والرغبة في التكتل بين دوله لحماية هذه المصلحة . لكن من يتوقع أن يقوم الحكام العرب بقبول مبادئ الديمقراطية والحريات وتسليم سلطاتهم وإمتيازاتهم إلى شعوبهم , أنه كمن يطلب منهم الأنتحار أو يطلب من اليهود تسليم السلطة للفلسطنيين. وهذا لن يحدث في عالمنا العربي اليوم لاسباب كثيرة فالديمقراطية والحريات و حقوق لأنسان لا تعطى بل تنتزع , وهذا ما علمنا التاريخ
التعليقات (0)