لقد تعرى النظام الدكتاتوري في سوريا و سقطت أوراقه الإيديولوجية كلها. لطالما ادعى الوطنية، وهاهو اليوم يقتل شعبه بلا رحمة ولا شفقة لمجرد أن السوريين يطالبون باستنشاق الحرية والتعددية في البلاد والالتزام بشرع الله بدل الظلم الذي طغى به النظام على التهجم على حرمات المساجد وتخريبها والاعتداء على أئمتها.
وكانت قوات الأمن السورية قد اقتحمت عددًا من المساجد في العاصمة دمشق وخارجها، وقامت بأعمال تخريب داخل تلك المساجد لمنع المصلين الذين كانوا يحيون “ليلة القدر” حتى وقت مبكر من فجر السبت، من الخروج في مظاهرات مناوئة لنظام بشار الأسد.
وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”: إن قوات الأمن والشبيحة فرضت حصارًا مشددًا على مسجد “عبد الكريم الرفاعي” في ضاحية “كفر سوسة”، وسط البلد بدمشق، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين، لمنعهم من مغادرة المسجد، بعد أداء صلاة “التراويح” وإحياء “ليلة القدر”، خلال الساعات الأولى من فجر السبت.
وأضاف الاتحاد الذي يساعد في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد أن المصلين الذين هموا بمغادرة المسجد سرعان ما عادوا إلى داخله، بعد تعرضهم للهجوم من قبل قوات الأمن، ورددوا الشعارات المطالبة بإسقاط النظام.
وأشار الاتحاد إلى أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات عشوائية داخل المسجد، شملت عشرات المصلين. فيما سمع دوي إطلاق نار كثيف حول المسجد؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط بعض الجرحى، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة.
إدانات إسلامية لاعتداءات النظام السوري على بيوت الله :
صرح رئيس رابطة العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني أن الجرائم الوحشية التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد تجاوزت في بشاعتها ما ارتكبه هولاكو.
وقال الشيخ الصابوني: “الأسد اليوم يعتدي على بيوت الله، حيث قام بقصف المآذن وتهديم المساجد، وبالأمس في كفرسوسة اقتحم المسجد واعتدى على الشيخ أسامة الرفاعي وهو من علماء الشام المعروفين”.
وأضاف: “الشبيحة اعتدوا على الشيخ الرفاعي بالضرب على الرأس بقصد قتله، لولا مسارعة طلابه لإنقاذه”.
وأردف الشيخ الصابوني في حديث لقناة “الجزيرة”: “الأسد هو رئيس حزب البعث وليس رئيس الدولة؛ لأن ما يقوم به ينزع عنه الصفة الرسمية، وهو كاذب"
كما أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تعرض بعض مساجد سوريا وأئمتها وروادها لهجمات واعتداءات.
وأعرب الطيب في بيان عن غضبه وألمه الشديدين، قائلا إن "القوات المعتدية لا تراعي حرمة الدماء والمساجد والليلة المباركة"، معبِّرا عن الأسف لما أظهرته الصور من مآذن محترقة وشيوخ مصابين.
وأكد الطيب ثقته في أن هؤلاء المعتدين سوف يلقون جزاءهم إن لم يكن في الدنيا فبين يدي الله في الآخرة.
وكان شيخ الأزهر قد أصدر بياناً في وقت سابق أدان فيه ممارسات السلطات السورية تجاه الشعب السوري المطالب بالحرية، ودعا النظام السوري إلى إدراك أن الدماء لن تزيد ثورة الشعب السوري إلا اشتعالاً.
من جهته استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة انتهاك حرمة المساجد من قبل النظام السوري والاعتداء على أئمتها، وأدان "الاستهانة بدماء الأبرياء"، كما حذر من أن "هذه الأعمال المدانة تؤدي إلى فقدان شرعية النظام بالكامل".
وقال الاتحاد في بيان "إنه يتألم أن يصل تعامل النظام السوري إلى هذا المستوى من الوحشية والقمع، حتى لا تسلم منه المساجد بمآذنها، وحرمها، ولا يسلم منه العالم الذي يدعو له حتى الحيتان في البحر".
وحذر الاتحاد "النظام السوري من أن هذه الاعتداءات المتكررة، والدماء المسفوحة والانتهاكات لحرمة الإنسان، والمساجد تعتبر جرائم وحشية خطيرة في الإسلام وجرائم حرب (...) تسلب عن الحاكم شرعيته، وتفقده بيعته -مع فرض وجودها- لأن مقاصد الشرع في بيعة ولي الأمر هي حماية الشعب ومقدساته، فإذا تحول إلى عكس ذلك فقد فَقَدَ الشرعية".
التعليقات (0)