كلما اقتربت المحادثات النووية الجارية في فيينا بين إيران والغرب نحواتفاق نووي شامل كلما كثرت التساؤلات حول الماهية والدوافع التي جعلت إيران تتراجع عن مشروعها النووي وباتت تلهث بحثاً عن المال وتترك جانباً طموحاتها النووية. الإجابة عن هذا التساؤل تكمن في العقوبات و الحرب الإيرانية بالوكالة في سوريا والعراق و اليمن حديثاً.
أمّا العقوبات الإقتصادية الموجعة فقد تركت أثّراً كبيراً على جميع القطاعات في إيران. فالقطاع الصناعي أصابه شلل شبه تام وهذا انعكس على معدلات البطالة و التضخم في البلاد وبالنهاية قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار قد هبطت الى أدنى مستوياتها منذ انتصار نظام الملالي في إيران.و كذلك الحال بالنسبة لقطاعات الزراعة و النفط و العقوبات لم تترك حتى الصناعات الصغيرة في المدن الصغيرة وإلا طمسها الإفلاس وعدم الإنتاج.
الأمر الثاني الذي التهم مبالغ ضخمة من الخزية الإيرانية هو الحرب الدائرة في دول عربية تعتبرها طهران عمقاً استراتيجياً لها. حيث تمكّن المستنقع العراقي والسوري الذي كلف الخزينة الداخلية مبالغ طائلة على حساب التنمية الداخلية والنموالإقتصادي، من أن يصبح من أهم أولويات طهران. إما الإنتصار في هذه الحروب التي تعتبرها إيران مقدسة وإما أن تعلن الهزيمة ، فالأول يحتاج الى مال وسلاح ورجال وهذا ما تدفع باتجاهه طهران الآن.
أولويات طهران على مدى العقد القادم تتلخّص في تحقيق انجازات في الحروب الدائرة في العراق و سوريا ولبنان و تقوية مناصريها اقليماً و داخلياً عبر النقود وهذا يحتاج الى انقاذ اقتصادها الذي يقع تحت عقوبات قاسية .فالأولوية الإيرانية تبدو هي المال الذي سيأتي بعد رفع العقوبات وليس النووي لذا أصبحت طهران بحاجة الى المال أكثر من احتياجها الى القنبلة النووية ، لذلك فإنّ الإتفاق النووي قد يكون مستعجلاً بالنسبة للساسة الإيرانيين في الوقت الراهن أكثر من سعيهم للحصول على تقنية نووية.
التعليقات (0)