لدى النظام الإيراني جماعات متشددة تمتلك القدرة العسكرية والأدوات اللوجستية يمنحها القدرة على الترويج لأهدافها و الضغط على المؤسسات الحكومية الإيرانية في الوقت المناسب . و تنتمي هذه الجماعات عادة الى الحرس الثوري و قوات خاصة وميليشيا قوات التعبئة . لكن بعد تغيير البوصلة السياسية الإيرانية التي يقودها روحاني بعد فوزه وبتأييد من خامنئي تواجه جماعات الضغط في النظام الإيراني إحباطاً يومياً متزايداً بسبب عدم مواكبة التأييد الشعبي لتحركاتها في الشارع الإيراني مما دفعها للتخبّط والضغط على زناد التهديد ضد كل من يقف بوجهها وأولهم هو المجتمع المدني في إيران .
تعاني جماعات الضغط المؤيّدة لخامنئي و التي تساند روحاني بحذر إنصياعاً لأوامر المرشد إنهياراً في معنوياتها خاصة بعد أن منح خامنئي حكومة روحاني الضوء الأخضر في التوصل لإتفاق مع الغرب دون علم زعماء جماعات الضغط التي يترأسها رجال دين وقادة متطرّفون في الحرس الثوري الإيراني يرفضون التطبيع مع الأخر بسبب توجّسهم من أن يقوّض هذا التقارب من مكانتهم في الداخل و انهيار خططهم في الدول العربية والإسلامية رغم أنّ بوادر التغيير في السياسة الخارجية لدى الجماعات طبقاً لتغيير البوصلة الإيرانية قد بدأت تتغير بالفعل.
لكنّ تهديد القوى المتطرّفة الإيرانية لم يتوقّف بتهديد محدد بل تصاعدت لهجة التهديد كي تصل الى حد الغلماح بالعودة الى الحرب الإيرانية العراقية والمشي على الألغام لإجهاض مخططات الأخر وتعتبر هذه التهديدات على أنها قمة التهديد الذي يمكن أن يشعل هؤلاء جبهة حرب داخلية ضد المعارضين والمنافسين الإقليميين لوأد أي تحرك قد يقوده خامنئي برفقة روحاني وقد يهمّش دور الجماعات المتطرفة مما قد يشعل فتيل أزمة مسلسلة من العنف في الداخل والخارج. من هنا تعتبر سياسة المشي على الألغام التي يهدد بها قادة سابقون في الحرس الثوري قد تكون كارثية على المنطقة لأنها تشير الى عدم تغيذر جذري في السياسة الإيرانية و التعامل الدموي مع المعارضين و الخصوم في الداخل والخارج وهذا ما يعكس ماهية النظام الإيراني الحقيقية.
التعليقات (0)