مواضيع اليوم

النظام الإيراني وجماعة "بوكو حرام"

خالد الأحوازي

2014-05-25 16:37:56

0

تصدّرت نيجيريا منذ الأشهر القليلة الماضية الأخبار الدولية بسبب قيام جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد وهي جماعة إسلامية متشددة تسمّي نفسها جماعة "بوكو حرام" ومعناها بلغة الهوسائية ؛ منع البنات من الدّراسة في المدارس التي تدرّس العلوم الحديثة بأسلوب غربي.هذه الجماعة تستخدم أسلوباً عنيفاً في تطبيق الشريعة في جميع الولايات النيجيرية الستة والثلالثين. هناك علاقة لدى النظام الإيراني بجميع الجماعات المتطرفة في العالم الإسلامي فإذا كانت هناك علاقة تربط الإثنين لماذا لم يحرّك قادة النظام في طهران ساكناً لإطلاق سراح المختطفات النيجيريات إلا إذا كان العمل الذي قامت به تلك الجماعة مرضياً لطهران.!

Image

العمل الذي قامت به جماعة بوكو حرام بخطف وترهيب بنات مدرسة ثانوية في نيجيريا و اعتبار تلك الفتيات كجواري و ارغامهنّ على اعتناق الديانة الإسلامية و المطالبة بمقايضتهنّ مع جنود جماعة بوكو حرام الذين يقبعون في سجون الحكومة النّيجيرية عمل غير إنساني فجّ للغاية. هذا الإجراء تسبب في تصدّر تلك الجماعة للأخبار والصحف الدولية ، لكن المثير للإستغراب لم نسمع أي ردّ إيراني تجاه تلك المشكلة سوى أصوات بعض رجال الدين الذي لا يملكون نفوذاً واسعاُ في السلطة الإيرانية.يأتي الصمت الإيراني رغم النّفوذ والتدخّل الكبيرين الذي يتمتع بهما فيلق القدس الإيراني في نيجيريا بسبب استثماره لنشر الإيديولوجية الشيعية هناك بين الجماعات الإسلامية المتشددة منذ العقود الثلاثة الماضية.

Image

في إيران بدأ صراع يستهدف الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تدرّس العلوم الإنسانية الحديثة. هذه المعركة التي يقودها المرشد الإيراني ومن وراءه القادة المتشددين يعتبرون التحصيل العلمي الحديث يروّج لكفر فقد صرّح آية الله مصباح يزدي وهو زعيم ديني متطرّف له نفوذ كبير في أوساط الحرس والأمن الإيراني في إحدى المناسبات أنّ الجامعات الإيرانية اليوم التي تدرّس العلوم الغربية تستهدف إشاعة الكفر وأنّ الفلسفة الغربية عبارة عن فلسفة إلحادية.هذه الأفكار المتطرفة لدى القادة الدينيين في إيران تشبه الى حد كبير النهج الفكري المتطرف الذي تتبنّاه مجموعة بوكو حرام التي تحرّم العلوم الحديثة للبنات.

Image

مطالبةُ الإيرانيين بحضّ جماعة بوكو حرام على اطلاق سراح المختطفات و كسر الصمت المطبق على النظام الإيراني حيال ما ترتكبه هذه الجماعة المتطرفة ينبع من العلاقات الإيرانية الوثيقة بفئات مختلفة من النيجيريين لديها نفوذ وسط الحركة. ولا تغفل التأثير الكبير الذي تتمتع به القيادة الإيرانية بين الجماعات الدينية في هذا البلد.فالتواجد الإيراني في نيجيريا متأصّل منذ تدشين السفارة الإيرانية مكتباً ثقافياً ودينياً في أبوجا و قيام طهران بإرسال شخصيات دينية و توزيع الكتب و المنتجات الثقافية بين النيجيريين منذ العقود المنصرمة إضافة الى النشاط الملحوظ للحرس الثوري في هذا البلد.

يوجد العديد من النيجيريين الذين يدرسون في جامعة الخوميني الدولية للعلوم الإسلامية وبقية الجامعات الإيرانية يمكن للنظام الإيراني استخدامهم للتأثير على جماعة بوكو حرام. أملاً بألا ينشط الإيرانيون في المجالات العسكرية و الأمنية فحسب و ألا يصمتوا حيال ما تقوم به جماعة بوكو حرام في حملتها المسعورة ضد الشعب النيجيري. فلو بقي نشاط الحرس الثوري في نيجيريا مركّزاً على دعم المجموعات المسلحة فأولى بقادة طهران أن تنفق هذه الأموال في الداخل للتطوير والتنمية السكانية في مناطق مثل الأحواز التي هي تنتج هذه الأموال نتيجة للغاز والنفط الذي ينتجه هذا الإقليم بدلاً من ترك الإيرانيين يتعرّضون للإدمان والأمية و المشاكل الثقافية والإجتماعية المستعصية في هذا البلد و إن كان عكس ذلك فبالأحرى أن نرى نتائج ملموسة للتدخل الإيراني الإيجابي في نيجيريا.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات