وكأنّ هذا النظام تحوّل بين ليلة وضحاها من مجموعة فتّاكة تضطهد الصوت الأخر و تطفئ نور المعرفة بظلامها وتكبت الرأي الأخر الى نظام ملائكي يخرّج من جامعته أشخاص أمثال روحاني صاحب الإبتسامة و الوجه السمح . يحاول الإعلام الإيراني محموماً التسويق لروحاني باعتباره الملاك الحارس ومنقذ المرحلة ملهم الشعوب وموحّد الشعوب الإيرانية بكل أطيافها وأعراقها.
هل يُعقل أنّ التغيير الطارئ الذي حدث في إيران ليس عبارة عن مسرحية هزلية تعرف جميع الشعوب في إيران هويّة كاتبها وممثليها وحتى خشبة المسرح التي تعرض فيها هذه المسرحية.على الرغم من ذلك يواصل نظام الملالي مواصلة عرض هذه المسرحية لكي يكسب ودّ الضبابيين وتلميع وجهه محاولاً التخفيف من الضغط الذي يتعرض له داخلياً وخارجياً وذلك بسبب خطورة المرحلة الداخلية والإقليمية للنظام الإيراني.مستنداً الى المثل إيراني(گنج خواهي در طلب رنجي ببر) والذي يحمل نفس معنى المثل العربي (من طرق الباب ولج) .
إنّ التمييز والإجحاف بحق الشعوب في إيران ليس وليد اللحظة ويعرف النظام بأنه هو الذي من تسبب به واليوم طرح المسائل بهذه الطريقة و محاولة معالجتها من قبل النظام الإيراني لا يبعث على الأمل إطلاقاً لأنّ الحل يكمن بالصدق و السماح للشعوب في إيران ممارسة حقوقها الإثنية والقومية فالشعارات الرنانة التي أطلقها روحاني منذ تولّيه الرئاسة بحاجة الى ضمانات عملية لتطبيقها فمجرد الحديث لا يعتبر وسيلة مفيدة سوف لن تثني الشعوب الإيرانية الكف عن الضغط للوصول الى مطالبها.
لوكان حكام طهران صادقين في معالجة معاناة الشعوب في إيران التي تسبب فيها النظام بنفسه ليست بحاجة الى التسويق لروحاني على أنه ملاك حارس والمنقذ الملهم بقدر ما هي بحاجة الى خطط عملية لمواجهة المشاكل و العمل على إزالتها وهذا الذي لم نره لحد هذه اللحظة على الأقل ولكن الأيام كفيلة بكشف النقاب عن وجوه القادة الإيرانيين.
التعليقات (0)