لم تمرّسوى أيام على خطاب مطوّل ألقاه الزعيم الإيراني علي خامنئي حول ضرورة الإهتمام بجدية من قبل الدوائر المعنية في الحرب الناعمة و جاءت الإعترافات المدوّية لقادة في التيار الأصولي الذي يسعى الى تشديد القيود الحالية على الحريات العامة و الثقافة السائدة في الشارع الإيراني بأنّ كل الإجراءات المتبعة لصدّ الغزو الثقافي و الحرب الناعمة التي يشنّها أعداء النظام باءت بالفشل ولم تجد نفعاً ً لا القيود المفروضة على الفن ولا على الثقافة ولاحتى الإعلام و انتصر العدو إنتصاراً باهراًً حسب هذه الإعترافات في حرف الأنظار على المبادئ التي جاءت الثورة من أجلها قبل ثلاثة عقود ونصف.
فقد اعترف حميد رضا مقدم المساعد الثقافي و الإجتماعي للحرس الثوري قبل أيام في حديث له مع وكالة مهر للأنباء بأنّ المجال الثقافي في الجمهورية الإسلامية يتمّ عبر سياسة إنفعالية وعدم استيعاب التطورات الإجتماعية والثقافية خاصة أنّ البلاد تمرّ في حرب ثقافية وغزو متواصل منذ عقود وأنّ السياسة المتّبعة في هذا الصدد أثبتت فشلها.لأنّ المبادئ والمعتقدات تقع ضمن الأهداف التي تتركز عليها الحرب الناعمة و بسبب السياسة الإنفعالية نجح الأعداء في تغيير مسار هذه المعتقدات لدى الجيل الصاعد.
وكان خامنئي في حديث له حثّ الدوائر المسئولة على الإهتمام بمتطلبات المرحلة و صدّ الهجوم الثقافي الذي تتعرض له البلاد مطالباً المسؤولين بانتهاج خطة تهاجمية وليس دفاعية لوأد هذا الهجوم الشرس الذي تتعرض له البلاد.محمّلاً عبئ هذا التصدي الى دائرتي الإذاعة والتلفزيون وكذلك وزارة الإرشاد الذان هما مسؤولان عن مواجهة اي هجوم ثقافي قد تعرض له البلاد.
من جانبه انتقد موقع جهان نيوز المقرب لأحد النواب البرلمانيين المتشددين السياسة المنتهجة حيال الغزو الثقافي معتبراً الجهود المبذولة لا ترتقي لحجم هذا الغزو وطالب الموقع المسؤولين استيعاب خطورة المرلحلة والتصدي لها بسلاح المعرفة بكل معايير الحرب الناعمة.و قد أعقبت التصريحات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون الكبار حيال الغزو الثقافي منع بعض دور النشر من إصدار كتب تقع ضمن دائرة الحرب الناعمة كما تمّ تقييد عمل الفنانيين وتم القاء القبض على بعض الناشطين في مجال الموسيقى مما اعتبر البعض تصريحات خامنئي المطالبة بسياسة الهجوم على أنها ايذان ببدء مرحلة من التعتيم الإعلامي و الثقافي لخنق الداخل و منعه من تلقي المعلومة يذر أنّ إيران تمنع امتلاك الأشخاص لقنوات إعلامية وصحف ومجلات و كذلك لا تسمح للأحزاب بممارسة نشاطها سوى في الإطار الذي يسمح له النظام وضمن مقاييس يرسمها النظام لكن رغم ذلك تأتي اعترافات المسؤولين الإيرانيين بفشل سياسة التعتيم ومهاجمة الغزو الثقافي هي أبلغ صورة عن فشل سياسة النظام في التعاطي مع عالم يعيش في قرية كونية بسبب تكنولوجيا المعلومات وإنّ غيران ليست مستثنية عن هذا العالم ويجب على المسؤولين في إيران استيعاب المرحلة وتغيير هويتهم قبل أني تغيرها رياح التغيير رغماً عنهم.
التعليقات (0)