أثارالإعلان الأخير والصريح لـ "مهدي سنائي" السفير الإيراني في موسكوحول منح النظام الإيراني النفط لروسيا مقابل بناء مفاعل نووي التساؤلات حول مستوى العلاقات الإيرانية الروسية ومدى تأثيرالروس على صنع القرار في إيران من خلال التقنية النووية الرديئة التي تقدّمها للنظام الإيراني. يرى الكثير من المتعابعين للشأن الإيراني، بأنّ لروسيا اليد الطولى في السياسة الإيرانية منذ انتصار الثورة في هذا البلد ولحدّ الآن.وستتمّ هذه الصفقة الغريبة التي تقدم بها النظام الإيراني في إطار النفط مقابل النووي.
نشرت بعض وسائل الإعلام الدولية قبل عدة أشهر معلومات تشير الى تطبيق مشروع النفط مقابل التقنية النووية بين الحكومة الإيرانية وروسيا حيث تصدّر بموجب هذه الصفقة إيران حوالي خمسمئة برميل يومياً من النفط الخام مقابل حصول إيران على مساعدة روسيا تقوم بموجبها ببناء محطة نووية ثانية على غرار محطة بوشهر النووية ويصل سعر النفط المصدّر لروسيا استناداً لهذا الإتفاق حوالي مليار ونصف في الشهر الواحد.
لم يتطرّق المسؤولون الروس لحدّ هذه اللحظة على الأنباء المسرّبة في وسائل الإعلام الدولية حلو تلك الصفقة ولا على المقترح المقدّمة من قبل السفير الإيراني في موسكو لكنهم أكدوا أنّ موسكو سوف لن تخرق العقوبات الدولية ضدّ طهران لكنّ ذلك لا يعني أنها سوف لن تستمرّ في الصفقة المذكورة لأنّ النفط الإيراني لم يكن اصلاً ضمن العقوبات الدولية لكنّ الدول الغربية تفرض عقوبات أحادية على النفط الإيراني ما يعني أنّ موسكو سوف لن تكترث لتلك العقوبات.
للروس تاريخ طويل من التسويف و المماطلة في بناء محطة بوشهر النووية ما يعني ذلك إهدار ملايين الدولات من المال العام العائد أصلاً للشعوب في إيران و الذي تنتج إيران جلّ نفطها الخام من مناطق الأحواز الغنية بالنفط ، في حين يعاني إقليم الأحوازمن مصادر الطاقة و الغاز و النفط ونرى النظام الإيراني يهدر ثروة هذا الشعب على تقنية روسية لا تتمنى الدول الحريصة على مقدّرات شعوبها امتلاكها في حين يدقع نظام الملالي بلايين الدولات لاقتنائها.
إنّ الإعلان الأخير والصريح للسفير الإيراني الذي يمثّل النظام في موسكو هو عبارة عن مقايضة خاسرة بكلّ الإبعاد سوف يدفع فاتورتها الشعب الإيراني ، و إنّ مثل هكذا صفقات فإن دلّت على شئ فهي دليل على تواطؤ الروس مع النظام الإيراني أمام ضمان مصالحهم فما يحدث من مؤامرة روسية ضدّ الشعوب العربية الثائرة في سورية وغيرها بمباركة إيرانية ؛خير دليل على نهم الروس في الوصول الى تطلعاتهم وإن تطلّب الأمر مساندة القادة والحكومات الدموية في الشرق الأوسط مثل النظام الإيراني.
التعليقات (0)