مواضيع اليوم

النضال من أجل روح باكستان ( 1 )

فريد دولتي

2009-07-03 00:42:13

0

لقد ربطني تاريخ وقدر بباكستان وايران ، سيأتي يوما اروي فيه هذه القصة ،التي ربما لا اجدها شيقة للقاري الان ، كما انني اصر على الرؤية الاستراتيجية للدور الاسلامي في حماية الكيان العربي الذي يشهد ضعف وتهاون تاريخي ...الان ، كلا من باكستان وايران ،يمثلان قوة ردع نووي , قادرة على لجم اطماع الصهاينة ، ايضا لا يمكن ان نغفل الدولة الاسلامية الثالثة " تركيا " التي ستكون ايضا واعدة بما تمثله من قيم ديمقراطية حضارية،لهذه الاسباب لا اخفي اهتمامي بهذا الشرق الجميل والنبيل ، فقد تناولت من قبل ايران في مقال "فارس روح ايران "،والان احاول ان القي نظرة على الباكستان ، في سلسلة مقالات تبين للقاري العربي بعض الوجوه المخفية ،والتي شكلت دائما سوء فهم بين الطرفين، معتمد على عنوان يجمع بين الاثنين ...الا وهو " الروح " فهي الوصفة السحرية لهذه الشعوب ، فلكل من اراد ان يعرف الشرق , لابد له ان يعرف الروح


باكستان بعد ستين عاما من تأسيسها كانت فيها وطنا لمسلمي الهند الان هي تمتد على خط الصدع بين الاعتدال والتشدد الاسلامي بعد احداث 11 9، لتشكل أزمة تحذيرية العالم.


إذا كان هناك كلمة تقال ، فهي ان المكان المحدد لتمزق باكستان حاليا باستثناء الخلاف العالمي ، هو الموقع (28 كيلومترا غرب اسلام اباد وادي سوات ), في هذا الحجر الجيري توجد الهاوية التي تريد ان تبتلع الباكستان ،من المؤكد ان الجبال المجتمعة غرب وادي نهر اندوس والشاهدة على تصادم الحضارات، ستقف حارسة دون السقوط.مثلما الهضبة الخصيبة التي تضفي جمال باهر،بالوانها الزاهية وعالم الفلاحين ...حقا انها دفق غزير من الالهة كما توصف ،لهذه البقعة التي أبى سكانها الا ان يرفع فيها اسم...الله عن طريق الاسلام .

هناك شكلان للاسلام ...في الباكستان ، اسلام حنيف متسامح في مواجهة اصولية جامدة،هذه المواجهة التي امتدت من افغانستان الي الحدود الهندية ، اصبحت حاليا تجد ارضا خصبة على السطح الباكستاني ، هذه القوى المتعارضة بين المعتدلين والمتطرفين تطحن بعضها البعض بلا رحمة ولا هوادة ، مستعدة لنقل الصراع المحموم من لاهور وكراتشي الي لندن حتى نيويورك. ليصبح هذا الخلاف ، نموذجا مصغرا لصراع أكبر بين المسلمين في كل مكان. حتى عندما تكون فالأرض ترتجف...خوفا من مارد الصراع الباكستاني .

بعد 60 عاما من تأسيسها ، باكستان لا تزال تحتل الارض غير المستقرة. ... عدة حروب مع الهند ، ، اقتتال بين الجماعات العرقية البنجابية والسندية ، والبلوشية ، وبين البشتون... 165 مليون شخص لم يشكلوا أبدا أمة واحدة موحدة ، على الرغم من ان 97 في المئة هم من المسلمين. الحكومات المتعاقبة انفقت مليارات الدولارات على الجيش ، تقريبا دائما لخدمة مصالح ذاتية متراصة للجنرالات من القومية البنجابية بينما الاحتياجات الأساسية للشعب كالصحة ، والتعليم ، والأمن ، والأمل تهمل ... الحقيقة لا وجود للعدالة , مما جعل المظلومين من المحامين وغيرهم من المعارضين في الآونة الأخيرة يندفعون الى الشوارع ، لتحدي الحكومة العسكرية في باكستان وطلب العودة إلى الحكم المدني الديمقراطي، الذي من المرجح لن يكون افضل حال ، وما اختيار زوج بنازير بوتو ابنة أبيها في حسها السياسي، «الملكة» التي هيمنت على قلوب وعقول الشعب الباكستاني الا خير دليل فهو ليس سياسيا بالفطرة، بل بالوراثة السياسية، عن زوجته. وقد أثبتت الكثير من الأحداث في الفترة الأخيرة أنه يفتقد إلى كاريزمية زوجته الراحلة أو رؤيتها الثاقبة أو طلاقة لسانها وخطابها السياسي المتدفق , ومن ناحية اخرى ،الان بعد بعد مرور ما يقارب السبع سنوات 11 / 9 ، فإن قوى التطرف الإسلامي ، تكتسب المزيد من القوة والتحدي ضد الاغلبية المعتدلة في باكستان التي تسعى جاهدة للحفاظ على روح البلد.

حركة طالبان لا تكف عن اشعال النيران في الشوارع ، واسالة الدماء ، بواسطة القنابل البشرية.ناهيك عن مقاتلي القاعدة والمتواجدين غرب جبال وزيرستان ،والذين يقومون بذبح كل من يشتبه في انه جاسوس اميركي. مشهد الرسائل الليلية المخيفة والمعلقة على المباني اصبح مالوفا ، هذه الرسائل التي تحذر الفتيات من الموت ، ان هن لم يقمن بارتداء الحجاب الي اصبع القدم ، وهو ما يطلق عليه بالبرقع ، بالاضافة الي التوقف عن الذهاب الي المدارس ، ايضا موجات الترهيب التي تقذف بالمعلمين والأطباء والعاملين في مجال حقوق الانسان الي صخور تهمة ارتكاب جرائم ضد الاسلام،فتكون النتيجة القتل.

ليس غريبا ان هناك نساء في الباكستان لا يمكنك ان تنظر الي ملامحهن " فالوجه والعينين قد اختفيا تحت نظارة سوداء كبيرة،والذي لم تستطع النظارة انجازه في مجال الاختفاء ، يقوم الحجاب باكماله وتعويضه يترددن على المدارس ، هن متعلمات ويجيدين التجدث باللغة الانجليزية، التي يعبرن بها من تحت الحجاب باندفاعية واضحة تستطيع ان تشعر بها،وهن يعربن عن احتجاجهن امام تدمير المساجد التي يديرها رجال الدين المتشددين،والتي بنيت من دون تراخيص حسب راي الحكومة... شرطة مكافحة الشغب ترفع الهراوات ، ولا تتردد في تطويق النسوة ، وتفريقهن.

نحن "لسنا ارهابيين". "نحن مجرد طلاب نتمنى نشر الإسلام في كل العالم ، إذا كانت أمريكا تريد انهاء الإسلام ، فإننا مستعدون للموت دفاعا عن ديننا.

"ان قدرنا الله" ، حسب وصفهن ، لن تكون هناك مشكلة اذا ما وافقت الحكومة على منح مطالبنا ،. وما هي هذه المطالب؟ "اعادة بناء المساجد وجعل باكستان دولة اسلامية".

مؤسسي باكستان حرصوا منذ البداية ان تكون بلادهم ملاذا للمسلمين ، وليس دولة اسلامية. باكستان أنشئت من الهند المستعمرة البريطانية الحاصلة على استقلالها ، منذ ما يقرب من مائة سنة ، ، فقسمت الحدود بين البلدين على عجل. أول زعيم باكستاني محمد علي جناح ، كان له دور رائد في الحياة الوطنية ، فهواكتسب ثقة المثقفين العلمانيين بخلقه الديمقراطية الوليدة ، مصرحا بأن الإسلام أعطى للباكستان الوجه الثقافي ، وليس السياسيي ، ودوره في الحياة الوطنية. ويجب على باكستان أن تكون نموذجا لكيفية اندماج الاسلام مع المثل العليا للديمقراطية ، فتكون رسالة الي العالم الحديث. فجناح قال في خطابه الافتتاحي " باكستان المسلمة لن تكون للمسلمين فقط بالمعنى الديني ، ولكن "لكل مواطني الدولة".

الاسلاميون يقينا ينفون صفة الرؤية العلمانية على" باكستان جناح" ، فهو قد تلقى تعليمه في المدارس القرآنية في المقام الأول ، "والكل يعرف ان باكستان انشئت دولة اسلامية ، وفقا لإرادة الله..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !