مواضيع اليوم

النص والكاتب

علي فوزي

2012-06-23 14:50:41

0

هل كتاباتنا نحن أم مرآتنا ؟

قد تقف أمام نصّ سواءاً كان نثراً أم شعراً، خطابا أو سردا،  فتشدّ اليه شدّاً لما يحمله من نبل المقاصد، ورقيّ الرسالة، وزخم المشاعر الانسانية وتنظيراً مثالياً.

بل قد يمنحك النصّ جناحين تحلّق بهما في عالم المثل والحكمة  ويجعلك تغردّ ناسياً همومك ومآسيك وربما تشعر بولادتك من جديد بروح متفائلة، بناءة، مقبلة على الحياة رغم جبل المعاناة الذي تعاني منه وترزخ تحت أثقاله.

لكن، قد يتهاوى كلّ ذلك حين تقف على نقيض النصّ وصاحبه بمعنى هل ما ينادي به الكاتب بالضرورة يعتنقه شخصياً؟

فكم من كاتب سلب الألباب بما يروج له من أفكار قد يكون أمضى جلّ حياته يناضل من أجل ترسيخها وحين تدرس سيرته الذاتية تصدم لهذا التقابل الصارخ،  هل ما نروجه من أفكار ونظريات هي فقط للتسويق الجماهيري فحسب؟

هل مناداتنا بها صباحاً مساءاً من أجل ترسيخ صورتنا لدى جمهور القراء؟

بماذا نفسرّ هذا التضارب بيننا وبين نصنا المكتوب؟

هل أن النصّ شهادة إثبات وهوية للكاتب أم يمكن أنيكون طموح لما يحبّ أن يكون؟

مثلا تجد العديد من الكتاب يمجدون الاشتراكية كفكر وكمنهج سياسي واقتصادي ولكن في الواقع ترى هؤلاء يمارسون  حياتهم وفق النهج الليبرالي ....

زمرة أخرى تتبنى الفكر القومي في طروحاتها، لكنها واقعياً أشد قطرية ...

جمع من الكتاب يدعون لاتباع النهج والخلق الديني كمنهج للحياة ولكن في الواقع تراهم أبعد عن ذلك بكثير ...

فئة أخرى تدّعي دفاعها عن حقوق المرأة لكنها عملياً أول من تنتهك هذه الحقوق...

أمثلة عدّة لا يتسع المقال لذكرها ولكن السؤال الجوهري : هل نلوم الكاتب الذي لا يعتنق بما يقول؟ أم هل أن النصّ هو أيضا صرخة الكاتب لبين لنا ما يريد أن يكونه وبين ما هو كائن فيه؟

أم يجب أن نفصل بين فكرة النص وصاحبها ... ولكن في هذه الحالة ألا يفقد الكاتب مصداقيته، أم أنه يجب علينا أن نتعامل معه على أساس ما يكتب؟

أم هل أن النص عامة ليس بالضرورة يعكس ذاتية صاحبه إنما هو ما يأمله أو لنقل هو نصّ بقلم فردي لكنه بروح جماعية .. بمعنى أن النص قد يعكس طموحات المجموعة ويصبح الكاتب هنا هو لسان تعبيرها وصوتها المعلن ..

أيهما برأيكم الأفضل، النصّ الذي يحمل روح صاحبه أم النصّ الذي يحمل أفكاراً فقط وليس شرط التزام صاحبها بها ... أتذكر هنا مقولة لأحد الفلاسفة تقول :" ليست الشجاعة أن تقول كلّ ما تعتقد بل أن تعتقد في كلّ ما تقول "...

يبقى الموضوع مشرعاً للنقاش 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !