النص الكامل للقاء الرئيس مع تلفزيون فلسطين عبر برنامج حكي عالمكشوف
القدس اون لاين - قال السيد الرئيس محمود عباس إنه لابد أن نحمل كل الأمل والتفاؤل بشعبنا ونعيش على هذا التفاؤل، وعندما لا نستطيع أن نقدم التفاؤل فعلينا أن نختار طريقا آخر.
وأضاف سيادته في مقابلة مع برنامج حكي عالمكشوف بثه تلفزيون فلسطين مساء اليوم، علينا أن نتوقع أن يحمل العام الجديد من جملة ما يحمل بصيص أمل في العملية السياسية التي تعبنا كثير من أجلها، ونريد أن نستقر للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وبنفس الوقت على المستوى الداخلي نريد أن نصل إلى وحدة الأرض والشعب الفلسطيني التي مزقت خلال السنتين والنصف الأخيرة، ونأمل أن تنتهي بعودة اللحمة إلى أبناء شعبنا.
وأردف هذه الأشياء التي نتمنى ونسعى وسنسعى من اجل تحقيقها لشعبنا.
واستعرض سيادته خلال المقابلة أوضاع شعبنا منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية الحديثة وقال لو أردنا أن نعود إلى قبل 45 عاما لنرى كيف كانت أوضاع الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت، وكيف أصبحت هذه الأيام، نقول أن حركة فتح وبرعاية منظمة التحرير الفلسطينية، وبجهود الفصائل الفلسطينية، التي تعبت وناضلت إلى جانب فتح من خلال منظمة التحرير، نقول إن الأمر مختلف تماما.
وأضاف السيد الرئيس نحن نذكر أن في عام 1965 وما قبلها لم يكن هناك هوية للشعب الفلسطيني لم يكن هناك عنوان للشعب الفلسطيني، كانت القضية الفلسطينية هي قضية لاجئين وبالتالي قضية إنسانية، كانت قضية حدود بين الدول العربية وإسرائيل والآن أصبحت قضية وجود أصبحت قضية سياسية أصبحت قضية ضرورة أن يأخذ هذا الشعب الفلسطيني حقه.
وتابع سيادته إذا النضال الذي مر على هذا الشعب وأنا أرى أنه نضال طويل وشاق ولكنه يستحق لأن الهدف يستحق أن نصل إلى العنوان الرئيسي للشعب الفلسطيني وهو تثبيت الهوية الفلسطينية والكيانية الفلسطينية، فإذا انتقلنا من اللا هوية من قضية إنسانية من قضية حدود إلى قضية وجود وقضية سياسية تعبنا كثيرا لكن أعتقد أننا حققنا الكثير في الوقت الذي كان يتجاهلنا الكثير من العالم ومن الأشقاء والأصدقاء وغيرهم.
وقال السيد الرئيس الآن الكل يعترف بنا وأننا موجودون ونستحق حياة ونستحق دولة، هذا كلام لم يكن يقبل به الكثير من دول العالم، أوروبا وأمريكا وغيرها قبل 10سنوات أو 15 سنة مثلا، لكن النضال الفلسطيني هو الذي حقق كل هذا، الآن المطلوب تجسيد هذه الكينونة الفلسطينية على أرض الواقع.
وحول أوضاع حركة فتح وهي تحتفل بذكرى انطلاقتها 45 قال سيادته الحقيقة لا نستطيع القول أن لا تغيير على الأرض وإنما نقول بعد عشرين سنة تمكنا من عقد المؤتمر السادس للحركة، وهذه كانت لا أقول أسطورة أو معجزة لكن كان من الصعوبة بمكان أن يعقد هذا المؤتمر في الوقت الذي عقد فيه، لأنها كانت هناك رغبات شديدة أن لا يعقد هذا المؤتمر أصلا وبالتالي حركة فتح بدأت شرعيتها الداخلية والسياسية والتنظيمية تتآكل فعندما وضع هذا على المحك وضع على السكة وأصبح هناك قيادة جديدة لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري جديد.
وتابع السيد الرئيس إذا الآن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، هذه المؤسسات بدأت تتفاعل الآن لاشك أن هناك نشاطات كثيرة على مستوى التنظيم، على مستوى العلاقات الخارجية على مستوى التنظيم المالي، إنما يحتاج إلى بعض الوقت، لم يمضي على المؤتمر أربعة أو خمسة أشهر هذه كانت مدة تحضيرية للقيادة الجديدة بشقيها المجلس الثوري واللجنة المركزية لتنطلق لكن أنا أؤكد أنها انطلقت ولكن لم تظهر معالم هذا الانطلاق أو لم يلمسها المواطن العادي وإنما سيلمسها في أقرب فرصة والدليل على ذلك سنرى في المستقبل القريب انتخابات نقابية واتحادات النقابات جميعها سوف تحضر من أجل هذا.
وقال سيادته إن الاتصال بين التنظيم في الداخل والخارج بدأ يأخذ مجراه، وان الأمور التنظيمية والاقتصادية والعلاقات مع الأحزاب الدولية بدأت تظهر، هناك اتصالات كثيرة قام بها أعضاء من اللجنة المركزية مع دول مختلفة مثل الصين وغيرها، فكل هذا سيظهر، لا نقول بأربعة أو خمسة أشهر ماذا فعلتم أنا أعتقد أن اللجنة تفعل وباعتقادي أن كل هذا سيلمس على الأرض في أقرب فرصة.
وحول انجازات الأجهزة الأمنية للتخلص من ظاهرة الفلتان الأمني، قال السيد الرئيس لا أقول إن كلمة الفلتان الأمني غير موجودة الآن، حصل فلتان أمني لكن منذ ثلاث سنوات على الأكثر وعلى الأقل حتى تاريخنا لا يوجد أي فلتان أمني والأجهزة المنية تضبط الأمن بشكل رائع جدا، أقول بالضفة الغربية بطبيعة الحال والناس تعيش بأمن وأمان مرتاحة، وأظن أن الكل يلمس الفرق بين الماضي والحاضر، الآن هذا سببه أن لدينا الرغبة ولدى الأجهزة الأمنية الرغبة والقوة لأن تقوم بهذا العمل وقامت به والحمد لله مارسته في كل النواحي.
وأضاف سيادته التنسيق بيننا وبين الإسرائيليين مطلوب وضروري جدا حتى للتداخل بيننا وبينهم ولكن عندما نقوم بأي عمل أمني ليس لصالح إسرائيل يجب أن يفهم هذا إنما هو لصالحنا نحن، أي عندما تكون عندنا أجهزة أمنية قوية وفعالة وتمارس ضبط الأمن بشكل جيد دون الإساءة للمواطن وهذه قضية مهمة وفي منتهى الأهمية، أنا لا أقبل من خلال أن تمارس حقك في ضبط الأمن أن تسيء للمواطن أو لكرامة المواطن أو للعائلة أو للإنسان كإنسان هذا لا نقبل به.
وبخصوص تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا أوضح السيد الرئيس الإسرائيليون الآن زادوا من استفزازاتهم وبلا أدنى شك الاجتياحات تحصل بشكل متواصل، اعتداءات قطعان المستوطنين تزداد بشكل متواصل وبحماية الجيش بطبيعة الحال، وكذلك ما نراه في القدس والقدس شيء مهم وخطير، هدم البيوت والاستيلاء عليها ومصادرة الأراضي والاستيطان المستمر، عندما نقول نحن نقوم بواجبنا لا نقول ذلك من أجل إسرائيل، قد تستفيد إسرائيل من هذا، ولكن الأساس هو أن نستفيد نحن.
وقال سيادته الآن نحن بصراحة في نقطة مراجعة وأنا أقولها علنا في نقطة مراجعة بمعنى نحن نتعامل مع بعضنا البعض لكن بالأسلوب الذي تقوم به إسرائيل يجب أن نعيد النظر بالكثير من القضايا التي نقوم بها، ولذلك سيكون هناك اجتماعات مستمرة بين أجهزة الأمن لوضع حد للاستفزازات التي تقوم بها إسرائيل وآخرها قتل ثلاثة شباب بنابلس بلا وجه حق وقتل ثلاثة شباب في غزة بلا وجه حق، إذا نحن لسنا حراس بصراحة، لسنا حراس الأمن الإسرائيلي، نحن شركاء إذا أرادوا أن نتعاون نحن مستعدون للتعاون بحدود مصلحتنا وما يحمي مصلحتنا نحن، ولا نعمل عند الجانب الإسرائيلي ولا عند غيره، ليكن معروفا هذا لكل العالم، نحن نريد أن نحمي أمننا وأن نحمي شعبنا وفي نفس الوقت هناك تنسيق وتعاون إذا هذا التنسيق والتعاون لم يؤدي إلى حماية شعبنا ولم يوقف الاستفزازات والاجتياحات بالتأكيد سيكون لنا رأي آخر.
واستدرك سيادته هناك نقطة مهمة، لا نريد أن ننجر إلى استفزازاتهم، لأنه بصراحة ربما نحن نحرجهم في هذا الموقف، لماذا؟ لأن إسرائيل الآن محرجة أمام العالم، الفلسطينيون يقومون بكل ما عليهم لوعدنا إلى خطة خارطة الطريق وما هو مطلوب منا كفلسطينيين لا أحد يستطيع أن يقول إننا فوتنا نقطة واحدة أو ضيعنا نقطة واحدة، كل ما علينا قمنا به، والإسرائيليون لم يقوموا بأي شيء فإذا هم محرجون تماما أمام العالم و العالم يقول لهم لماذا لا تقومون بواجباتكم وأول هذه الواجبات وقف الاستيطان والاعتراف بالدولتين والانسحاب لحدود 28/9 هذه كلها واجبات، فهم يريدون أن يستفزونا من أجل أن نخرج عن طورنا من أجل أن يقولوا أنظروا إلى الفلسطينيون يقومون بالإرهاب والعنف، هذا لن نجعلهم يدركونه ولذلك لن يجرونا إلى ما يريدون لن نسمح لهم وأنا أقول لك ما دمت رئيسا للسلطة الفلسطينية لن أسمح لهم بأن يجروني إلى مثل هذه المواقف، لكن لنا ما نقوله سواء مع قياداتهم سواء مع الرباعية وبالذات مع أمريكا وغيرها سنقول كل هذا في وقته المناسب.
وحول المقاومة الشعبية قال السيد الرئيس من حق شعبنا أن يقوم بكل هذه الأعمال، بلعين ونعلين وأنا أشجع الناس أن تقوم كل أسبوع لتتظاهر لتغضب ولتعبر عن رأيها وبالذات ضد الجدار وضد الاستيطان وضد مصادرة البيوت وضد هدم البيوت في القدس وفي غير القدس وتابع سيادته نعم من حقنا أن نقوم بكل هذا، هذه أمور يكفلها القانون الدولي، وهذا عبرنا عنه مرارا وتكرارا، نحن نريد لشعبنا إذا أراد أن ينطلق في مثل هذه الأعمال أن يقوم بها وهذا حق ولا يستطيع أحد يوقفه، الجماهير تعبر عن رأيها بشكل حضاري، الآن نحن في بلعين ونعلين لسنا وحدنا بل وإسرائيليون معنا، أوروبيون وأمريكان معنا، إذا ما نقوم به مشروع صحيح يطلق عليهم الرصاص والمطاط والغاز وغيره، لكن هذا عمل لا يستطيع أحد أن يقول أنتم تخطئون في ذلك، إنما ما تريده إسرائيل أن تجرنا لهذا المربع لتقول هؤلاء الفلسطينيون يستعملون العنف والإرهاب وطبعا دعايتهم أكبر من دعايتنا وإعلامهم أكبر من إعلامنا، ونظهر نحن المدانون في الأخير، نحن لن نسمح لهم أن يجرونا إلى هذا.
وبخصوص العملية السياسية وإذا كان هناك شريك إسرائيلي للمفاوضات، قال سيادته حتى الآن نستطيع أن نتحدث عن العملية السياسية ونقول بصراحة نحن ذهبنا إلى العمل السياسي بعد أنابولس والحقيقة التي لا يدركها الكثيرون أننا اتفقنا هناك أن تكون هناك لجنة من أجل مراقبة الاستيطان من أجل وقف الاستيطان وهذه اللجنة برئاسة أحد الأمريكان ثم أن نسير بخط المفاوضات والسلام، وسرنا بخط المفاوضات على أساس خطة خارطة الطريق وعلى أساس الدولتين وعلى أساس مرجعية واحدة محددة أن الأرض الفلسطينية المحتلة هي غزة والضفة الغربية ومن جملة ما يعنى بالضفة الغربية القدس والبحر الميت ونهر الأردن والأرض المحرمة التي كانت موجودة على الحدود، هذه هي الأسس التي ذهبنا للمفاوضات مع الإسرائيليين في العام الماضي وقطعنا خطوات وفتحنا جميع الملفات دون استثناء بما في ذلك القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن وأيضا الأسرى، هذا الكلام تحدثنا به بمنتهى التفصيل والعمق.
وأوضح سيادته الذي حصل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعرض إلى أزمة داخلية وأدت به إلى أن يستقيل، ثم لم تفلح السيدة تسيفي ليفني في تشكيل حكومة، وجاءنا السيد نتنياهو لا يعترف بكل ما قلناه في الماضي وبكل ما عملناه في الماضي وبكل المرجعيات، بل على العكس أصر على أمرين هو لا يعترف بالدولتين ولم يتكلم فيها بالمرة، بل تكلم فيها بطريقة ضبابية غير معروفة، لا يريد أن يقبل بمرجعية حدود 67 على أساس قرارات الأمم المتحدة وعلى أساس خطة خارطة الطريق، ولا بريد أن يوقف الاستيطان، أمريكا طلبت منه رسميا بلسان الرئيس أوباما أن يوقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي، وكان هذا واضحا في كل خطابات الرئيس أوباما وآخرها في جامعة القاهرة، إذا نحن لا نقول لا يوجد شريك إسرائيلي، يوجد شريك إسرائيلي منتخب من قبل الشعب الإسرائيلي نحن لا علاقة لنا باسمه وبشكله، نحن لنا علاقة بأنه يمثل الشعب الإسرائيلي إذا هناك شريك، لكن هذا الشريك لا يريد أن يطبق الشرعية الدولية، أي عندما نتحدث عن الاستيطان وبعد مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تحدثوا عن وقف مؤقت للاستيطان لمدة عشرة أشهر، ولكن هذا الوقف المؤقت بصراحة خالي من كل مضمون، لماذا؟ لأنهم قالوا عشرة أشهر وقف استيطان تستثنى القدس وتستثنى 3 آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية، تستثنى الأماكن العامة والمباني العامة والمدارس وغيرها، إذا حقيقتا هو لم يفعل شيئا ولم يوقف الاستيطان، نحن نقول لهم أوقفوا الاستيطان والشرعية الدولية على أساس حدود 67 من الغد نحن نتفاوض، فهنا نحن لسنا في مجال أن نقول هناك شريك أو لا وإنما نقول على هذا الشريك أن يكون قابلا للشرعية الدولية.
وتابع سيادته نحن في أوسلو اتفقنا على تطبيق 242 و338 وفي أوسلو كذلك اتفقنا على النقاط الستة على أنها مجال للبحث ثم جاءت خارطة الطريق التي لسنا نحن الذين وضعناها والتي قالت إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وقالت لا بد من إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 67. وأضاف أنا أريد أي إنسان في الدنيا يفهم أن يترجم لي هاتين النقطتين، ثم قالت على الفلسطينيين أن يقوموا بعشرة بنود وعلى الإسرائيليين أن يقوموا بعشرة بنود، نحن طبقنا العشرة بنود الأولى في القسم الأول من خطة خارطة الطريق وإسرائيل لم تقم بتطبيق واحد، إذا قل لي على أي أساس أعود أنا للمفاوضات.
وأردف سيادته أنا سأزور القاهرة لأسمع من الأشقاء المصريين ماذا تحدث نتنياهو، نحن بالمناسبة غير منغلقين ولا نقول للعرب لا تتكلموا، إذ كان هناك أمل في الحديث مع الطرف الإسرائيلي على الأسس التي تحدثنا عنها نحن مستعدون للتفاوض وليس لدينا أي مشكلة، لكن أن تقول إسرائيل أنتم جئتم بشروط مسبقة، أي مسبقة؟ أنا لا أضع شروط مسبقة، أي نتنياهو يقول تعالوا إلى المفاوضات دون شروط مسبقة ولكن القدس لا نقاش فيها واللاجئين لا تتحدثون فيها وتعالوا قابلين بالدولة اليهودية، هو الذي يضع شروط مسبقة ويقول لا تأتوني بشروط مسبقة، لا أعلم كيف سنتفاوض بهذه الطريقة، ومع ذلك نحن عقلنا غير مغلق.
وبخصوص موقف الإدارة الأميركية والرئيس اوباما قال السيد الرئيس نحن والعرب والعالم رحبنا بالرئيس أوباما، ولا شك ما قاله وما سمعناه منه كان واعدا كلام جيدا وجميل جدا، الآن حصل خلاف بيننا وبينهم فيما يتعلق بالرؤية لموضوع الاستيطان، أنا لا أستطيع أن أحكم عليه الآن، بعد مرور سنة على دخوله البيت الأبيض، فنقول هذا الرجل لا يصلح خذلنا نحن لنا أمل فيه، ومازال هذا الأمل، ونتمنى أن يتم السلام في عهده، وفي عهد هذه الإدارة.
وحول الضجة التي صاحبت تقرير غولدستون أوضح السيد الرئيس أولا، لا احد يتكلم عن التقرير الآن، وكل الحملة التي شنت علينا توقفت لأنهم عرفوا حقيقة تأجيل التقرير في مجلس حقوق الإنسان، وكيف تم التأجيل بموافقة المجموعات الأربع العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز في المجلس، ورغم ذلك أعدنا التقرير وتمت الموافقة عليه، والجميع توقف عن التعاطي بشأنه إلا نحن.
وأضاف سيادته قبل أسبوع استدعيت سفيرنا في جنيف ونيويورك لمتابعة غلودستون، لأننا منذ البداية رحبنا بالتقرير لمعرفة من قام بالجرائم ضد أبناء شعبنا ومعاقبته وهم استغلوا القضية إعلاميا وانتهت القضية.
وتابع بالنسبة للتحقيق، نحن وافقنا على تشكيل لجنة تحقيق لدينا للتحقيق عندنا، ونحن مسؤولون إذا اتهمت حماس، لأنني مسؤول أولا وأخيرا عن كل الشعب الفلسطيني، أما الآن لا قدرة لي على التحقيق في غزة كما هو مطلوب، لذلك المطلوب منهم التحقيق ولا اعلم إذا بدؤوا.
وأضاف سيادته نحن مسؤولون عن كل الشعب الفلسطيني، والدليل على ذلك أن مندوبنا في جنيف أو نيويورك هو الذي يتابع الأمور، سواء فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة للضباط الإسرائيليين أو الاتهامات الواردة ضد حماس.
وبخصوص رغبة السيد الرئيس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة قال السيد الرئيس السؤال الآن إلى أين يمضى بنا الانقسام، ولكن ما الذي يمنع إذا حدثت الانتخابات وجاء رئيس لآخر مكاني إن يكمل المسيرة، وهذه القضية يعاني منها كل الشعوب، فالمسيرة تكمل.
وأضاف سيادته الحقيقة أنا لا أريد التركيز على هذا الموضوع، وان قلت للناس وللقيادة التالي: إذا حصلت الانتخابات ويجب أن تحصل فلن أرشح نفسي، ولم اقل أني استقلت، وبالتأكيد أنا لا أريد أن أرشح نفسي، إذا كنت أريد الديمقراطية.
وتابع السيد الرئيس أوجدنا مؤسسات، فمؤسسة الأمن قوية ورئاسة الوزراء ومؤسسة الخارجية، فإذا خرج مسؤول الأمن جاء غيره، ولكن هناك سياسة يجب أن تنفذ، لذلك لم تعد الأمور مرتبطة بالأشخاص، فنحن عملنا اقتصاد وأمن وتطور، ونحن لدينا أكثر من 2 مليون سائح في بيت لحم، وهذا كله ليس بسبب وجود شخص، وإنما بوجود مؤسسة تعمل. وأردف نحن بنينا مؤسسات قادرة على العمل.
وحول الانقسام الداخلي قال سيادته أنا تقدمت بعشرات الخطوات تجاه حماس، فنحن قلنا للمصريين نحن نريد مصالحة وطنية، وانتم قولوا لنا كيف تكون هذه المصالحة، وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك حديث بيننا وبين حماس، فكل المصالحة الفلسطينية التي جرت في القاهرة بين حماس وفصائل منظمة التحرير هي عبارة عن لقاءات مباشرة إلى أن أجملت وثيقة مصرية، والمصريين لم يأخذوا كل ما نريده ولا كل ما تريده حماس، ولكن أبرز ما تم في الوثيقة هو تأجيل موعد الانتخابات لمدة 6 شهور وقبلت بذلك، والإخوة المصريين وضعوا برنامجا للاحتفال بالتوقيع على المصالحة، وحدد يوم 25 أكتوبر موعدا للمصالحة الفلسطيني، ووقعنا عليها رغم أن الكثير من طرفنا كانت لديهم ملاحظات على الوثيقة المصرية، ولكنني قلت لهم إننا لا نريد أي ملاحظات.
وتابع سيادته بعد ذلك قالت حماس إنها لديها ملاحظات حول غولدستون، ثم نسيت ذلك وبدأت تقول أن لديها استدراكات وغير ذلك، المصريون قالوا لهم وقعوا ونحن سنأخذ كل ملاحظاتكم بعني الاعتبار، فقالت حماس إننا مستعدون للتوقيع على الوثيقة ولكن في مكان آخر غير القاهرة، إذا المشكلة ليست في الوثيقة وإنما في المكان، فلماذا المكان مرفوض الآن ومصر تعبت سنتين ونصف من أجل المصالحة.
وأضاف الشيء الآخر أنه إذا وقعت في مكان آخر، فالتطبيق يكون في مصر، إذا علينا العودة إلى مصر لأنها القادرة على التطبيق، فلماذا لا تريد المصالحة، والقضية ليست قضية مستدركات وإنما هي قضية مضيعة للوقت، وهي معاذير وأعذار لعدم إتمام المصالحة.
وقال السيد الرئيس أنا قلت فليقبلوا بندا واحدا وهو الانتخابات، ولا أريد شيئا غيره، المهم أن تقبل حماس بالانتخابات، فعندما أعلنت المرسوم بشهر 1 ذهبت لجنة الانتخابات لتتكلم مع قطاع غزة، فقالت لهم إننا سنمنع الانتخابات بالقوة، الآن إذا قبلت حماس فلتقبل النتيجة.
وأضاف سيادته وإذا قالوا ومن يضمن فأقول لهم، إنكم جئتم إلى الانتخابات وأنا على رأس السلطة، وأنا لن اقبل ولن أعمل انتخابات مزورة.
وتابع أقول لهم إنكم جئتم بالديمقراطية وعليكم أن تثبتوا قدرتكم بالديمقراطية، وعندما كانوا يشكلون الحكومة وفرض الحصار كانت الأموال تأتي إلى مكتبي وكنت أرسل الأموال إلى وزير المالية، وأقول له أن العالم يرفض التعامل معكم ولكن أنا أسلمك الأموال كوزير لمالية الحكومة، واستمر الوضع هكذا لمدة 4 شهور، ثم جاء عزيز دويك وقال لنطلق حوارا وبالفعل تم ذلك وتم تشكيل حكومة أخرى، إلى أن تم الانقلاب وبالتالي لا داعي لان يخترعوا اسباب.
وقال سيادته لقد عرضوا علينا بشكل رسمي، ومن قبل احد قادتهم لأحد محاورينا، حين قال، إننا لا نريد انتخابات، شو رأيك أن نمدد للرئاسة وللتشريعي 10 سنوات.
وأوضح سيادته هم لا يريدون حصول الانتخابات، فإذا هم لا يريودن الديمقراطية والانتخابات، فماذا يريدون ،إمارة، ولكن الشعب لن يقبل بذلك، فإذا أجري استفتاء في غزة وأراد الشعب ذلك فمبروك عليهم.
وقال السيد الرئيس أقول لقيادة حماس نحن يجب أن نحتكم إلى ضميرنا وإلى وجداننا، ومن ثم إلى مصلحة شعبنا، وأضاف ليس من مصلحة شعبنا هذا الانقسام، يجب علينا أن يقبل احدنا الآخر، ونحن قبلنا بالأخر، والدليل على ذلك أننا قبلنا إجراء الانتخابات ونحن نعلم أنها ستفوز فيها.
وتابع سيادته نحن لا ننكر أن حماس حركة موجودة وقوية ولها وجود، ولكن إذا قبلنا بالآخر وعشنا من أجل مصلحة الشعب فإننا بالنهاية لا نستطيع مواجهة إسرائيل ونحن متفرقون.
وأضاف كذلك إسرائيل تتذرع بالانقسام للتهرب من الاستحقاقات، لذلك أقول يجب البحث عن مصلحة الوطن والوضع المأساوي في قطاع غزة، والحصار الظالم المفروض على غزة، لذلك ادعوهم على العودة على رشدهم ونضع أيدينا بأيدي بعض، ونعمل انتخابات وإذا نجحوا نبارك لهم هذا النجاح.
وأضاف سيادته هم يعرفون تماما أننا أعدنا تشكيل لجنة الانتخابات وضعنا الأسماء بالاتفاق معهم، وهناك أسماء عرضناها وهم عرضوها ولكن رفضوا، وهم يعرفون أن لجنة الانتخابات لجنة مستقلة ليست لأحد ومشكلة بإطار وطني تجمع كل الأطراف، وهي أثبتت أنها شريفة وشفافة ونزيهة، ولا يمكن أن تقوم بأي عمل يسئ لسمعتها.
وأردف شيء آخر أن اللجنة ليست فقط هي التي تراقب الانتخابات، فانا أوافق على أن تأتي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي و20 دولة عربية وإسلامية ومنظمات دولية من أجل الإشراف والمراقبة على الانتخابات.
وقال سيادته لا يوجد لدي مانع أن تقوم حماس بإضافة أسماء على لجنة الانتخابات، لأنني لا أخاف أبدا من عمل لجنة الانتخابات.
وبخصوص صفقة تبادل الاسرى قال السيد الرئيس أولا أنا مع إطلاق سراح أي أسير فلسطيني، فأي أسير فلسطيني يطلق سراحه أنا سأكون سعيد بذلك، وأنا لن أكون عقبة أمام خروج أي أسير، فحماس تخرج 10 آلاف أسير سأكون سعيد، وإذا أخرجت 1000 أسير سأكون سعيدا، وإذا أخرجت مروان البرغوثي سأكون أكثر الناس سعادة، لذلك من حيث المبدأ أنا مع أي صفقة يخرج فيها الفلسطينيون من سجون الاحتلال.
وأضاف سيادته أما بخصوص الإبعاد، فانا أقول أن ما حدث في كنسية المهد هو عار، يسجل علينا، بأننا قبلنا بإبعاد مواطن واحد، وإذا راجعتم الصحافة الفلسطينية في ذلك الوقت فانا قلت أن هذا عار، لأن القانون الدولي يحرم طرد المواطن من بلده، وبالتالي الخطأ لا يقاس عليه كسابقة.
وقال سيادته أنا لا اعرف إذا كانت صفقة شاليط تحتوى على إبعاد لأي اسبر، ولكن أقول إذا حصل هذا، وأقول عن ما فعلناه نحن هو عار، والباطل لا يبنى على باطل والذل لا يبنى على ذل.
وحول التهدئة في غزة وما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة أوضح سيادته أنا اذكر أن حماس قبل العدوان على غزة كان هناك تهدئة موجودة، وكان المطلوب تمديدها فلم تمدد وكان هناك عدوان على غزة، ونحن نصحنا حماس بالتمديد، واستعنا بالقيادة السورية لإقناعهم بذلك، وبعد العدوان بيومين أو ثلاثة بدؤوا يصرخون بالقول إنهم مستعدين للتهدئة، ومنذ انتهاء العدوان ولحد الآن هم يمنعون إطلاق الصواريخ ويعتدون على من يطلقها ويسموها صواريخ غير وطنية، ونحن كنا نقول إنها صواريخ عبثية ومازلنا.
وتابع سيادته إذا يجب عدم القول أن هناك جهة مع المفاوضات وجهة مع المقاومة والممانعة، لا يوجد جهة في العالم العربي وبالذات حماس ينطبق عليها لقب الممانعة والمقاومة، لا يجب أن نكذب على أنفسنا،فهم يتكلمون عن حدود الدولة المؤقتة ويتكلمون عن المفاوضات، ويفرضون التهدئة، وجابي اشكنازي قال نحن قمعنا حماس، وهي تقمع باقي الناس، بمعنى أنها تكفلت بمنع إطلاق الصواريخ، وآخر يقول انه منذ عشر سنوات لم نر هدوءا كالوقت الحالي، فماذا افرق بيننا وبينهم، فأحيانا يتكلمون عن حدود 1967 وأحيانا عن حدود الدولة المؤقتة.
وقال السيد الرئيس ارفض تماما موضوع الدولة المؤقتة جملة وتفصيلا، ما داموا يتكلمون عن حدود 67 فما الفرق بيننا وبينهم، أنا أقول لك هناك فرق واحد، أنهم يقولوا أننا مستعدون أن نتكلم إذا تكلم احد معنا وليس مع غيرنا، تعال وتكلم مع السلطة الشرعية الفلسطينية المنتخبة، وغدا سنقوم بالانتخابات ومن ينجح هنا أو هناك فهو سيمثل الشعب، إذا لما يصممون على التكلم معهم فقط.
وحول اشتراط الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بما يسمى بيهودية دولة إسرائيل قال السيد الرئيس نعم بحثنا قضية يهودية الدولة، من قبل الرئيس بوش بشكل عرضي، وقال لنا لماذا لا تقبلون بالدولة اليهودية، قلت له، انه لا يوجد شيئ يجبرنا على القبول بيهودية الدولة، فهم أحرار بتسمية أنفسهم، ولكنا أن اعترف أنا بيهودية الدولة فهذا لم يرد في أي وثيقة دولية سوى مرة واحدة عندما عرضت ورقة للاعتراف بالدولة اليهودية عندما قامت، كتبوا لترومان نصر الاعتراف بالدولة اليهودية فشطب بخط يده كلمة دولة يهودية وكتب دولة إسرائيل.
وأضاف سيادته نحن لن نقبل بذلك، ولكن ما وراء ذلك هو الكثير وأنا لا ريد الدخول بالتفاصيل، ولكن أنا لن اقبل بذلك.
وأردف سيادته قرار التقسيم ذكر دولة عربية ودولة يهودية، ونحن نقبل بقرار التقسيم شرط تنفيذه بالكامل، أي أعطيني 46% من فلسطين وليس 22، عند ذلك نقبل به، فالأمور الشرعية لا تجزأ.
وقال سيادته إن الطرح الإسرائيلي المتعلق بالدولة المؤقتة ليس جديدا،، لم يطرح من قبل موفاز، بل طرح من قبل حركة حماس قبل عدة سنوات، ومضمونه انه يمكن أن نأخذ من 40 إلى 60 بالمائة من الضفة الغربية كدولة ذات حدود مؤقتة، وهو مقبول لدى حماس أما باقي العرض المقدم يقضي بان قضية القدس تؤجل لاحقا، ونحن نقول إن أي حل بدون القدس لن نقبل وهي أساس الحل وأساس فلسطين.
وأضاف ففلسطين بدون القدس لا تنفع وهي عاصمة الشعب الفلسطيني، ونحن نقول القدس الشرقية ،إضافة إلى نسيان موضوع اللاجئين، وأن يكون هناك هدنة لمدة 10 أو 15 عاما، وهذا مضمون الحل المقدم من قبل موفاز على حركة حماس، ونحن لن نقبل به إطلاقا ولا نريد أن نفكر به أبدا، ونحن نقول إننا مع الشرعية الدولية التي تقول حدود عام 1967 ونحن قبلنا بها، ونحن نتكلم عن الواقع والممكن والمقبول دوليا، لنبني عليها دولتنا التي تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، لذلك هذا هو موقفنا من الحلول جميعها.
وحول الأوضاع في القدس قال السيد الرئيس القدس قضية الجميع، فعندما نتحدث عن القدس نقول عاصمتنا، ولكن هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين،ا لقدس هي الأقصى وكنسية القيامة، وهي مهمة جدا للمسلمين والمسيحيين في أقطار الدنيا كلها، لذلك يجب أن يكون الاهتمام مركز عليها، فهناك بيت مال المسلمين الذي أنشأته المغرب والذي يعمل بعض الشيء، ولكن بصراحة هناك تقصير كبير جدا بحق القدس، فالقدس تقضم يوميا والبيوت تهدم يوميا، والأراضي تصادر يوميا، والسكان يطردون يوميا ولا أحد يلتفت.
وقال سيادته على الأمة العربية والإسلامية أن تلتفت إلى هذا وتعطي القدس حقها، نحن من جانبنا لدينا كرسي خاص في اللجنة التنفيذية باسم موقع القدس مسؤول عن كل ما يتعلق بالقدس، ولكن يحتاج إلى إمكانات، فضيق ذات اليد ليس حجة، لو المسلمين مليار و 400 مليون مسلم تبرعوا بدولار واحد للقدس فبإمكاننا أن ننقذ القدس، لذلك لا يكفي أن نرفع شعارات ونقول أن القدس عروس عروبتنا، والقدس مقدسة، وفي النهاية القدس تضيع من بين أيدينا، يجب علينا أن نعمل.
وأضاف السيد الرئيس نحن من جانبنا نبذل أقصى ما نستطيع ولكن نحتاج إلى من يدعمنا ويؤيدنا، من كل العرب والمسلمين والمسيحيين، وبالمناسبة حتى مع الكنائس الشرقية والغربية نتعاون معها بكل الوسائل من اجل أن نحمي ارض القدس،هناك أراضي للكنائس نحن نريد أن نتعاون مع كل الكنائس من أجل حمايتها ولكن هذا لا يكفي.
وأردف الموضوع أكبر من ذلك بكثير والمفروض أن ندق ناقوس الخطر لكل العالم العربي والإسلامي والمسيحي، ونقول عليكم أن تحموا القدس.
وتابع سيادته الانقسام مزق وأساء للصورة الفلسطينية، وللقضية وأصبح مشجبا تعلق عليه إسرائيل تنكرها للسلام، الانقسام تحت أي ظرف مسيئ، لذلك لا نكتفي أن نقول إنه أثر على القدس فقط، الانقسام أثر على القدس وكل القضية، والمفروض أن ينتهي هذا الانقسام وتعود الوحدة الوطنية، ومثلما قلت قبل قليل ما هو الخلاف بين الأطراف الفلسطينية، فلا يوجد أي خلاف، فما هو برنامج حماس السياسي، أنا اسمع أنهم يتكلمون عن حدود 1967 ونحن أيضا نتكلم عنه، فلنضع أيدينا بأيد بعض،علما أن حماس بتاريخها لم تقدم برنامجا سياسيا، وعندما نجحوا في انتخابات 2006 أنا أتحدى اذا كانوا قالوا كلمة سياسية واحدة أبدا.
وزاد مع ذلك الآن يتكلمون في السياسة، وهذا شيئ عظيم، ولكن الآن يوجد اتفاق على الموقف السياسي فنضع أيدينا مع بعض من خلال العودة إلى اللحمة الوطنية وللشعب ليختار ويقرر ويقول كلمته، وعند ذلك نقبل بكلام الشعب.
وقال السيد الرئيس عندما احتفلنا بداية العام الماضي بالقدس عاصمة للثقافة العربية جاءت وفود عربية من المغرب وتونس والإمارات والكويت والأردن مشكورة، رغم أن هناك من يحاول المزايدة عليهم باسم التطبيع، ونحن نقول لهم هذا ليس تطبيعا، وإنما هي زيارة للسجين وليس تطبيعا مع السجان، وبالتالي تعالوا إلينا، وجاءت هذه الدول مشكورة وساعدتنا، والإمارات شاركت بحفل تسليم الراية من خلال حضور وزير خارجيتها ووزير الثقافة، وكذلك وزير الخارجية الأردني حضر الحفل، ومعهم وفد كبير جدا.
وأضاف نتمنى أن تأتينا هذه الوفود، وقبل أيام استقبلنا الأخ خالد الحميدي وهو رئيس الهيئة الدولية للإغاثة والتنمية، وهذه بادرة طيبة أن يأتينا الإخوة العرب ليروا الوضع على أرض الواقع ويفهموه على أرض الواقع ليستطيعوا أن يقدموا ما يقدموه من أجل القضية الفلسطينية.
وأشار سيادته لأول مرة يكون هناك وفد ليبي يحضر الاحتفالات بأعياد الميلاد، وقد قام بزيارة مدن فلسطينية ومؤسسات، وطلب منا أن يزور غزة، ونحن قمنا بالاتصال بالأشقاء المصريين لتسهيل زيارة الوفد الليبي، ونحن نريد أن يرى العالم العربي كله ما يجري الأرض الفلسطينية.
وحول دور الأشقاء العرب في مساندة الجهد الفلسطيني قال سيادته مصر هي الشقيقة الكبرى، وهي الدولة المحورية والإقليمية في الشرق الأوسط، وهي القادرة على أن تتناول إي قضية فلسطينية أو عربية، أو تقود، وتاريخيا مصر هي التي تقود، وبالتالي عندما نتحدث عن دور مصر فلا يستطيع احد أن يقلل من دور مصر أو يقول إن مصر لا تستطيع، ونحن لا نقلل من شأن احد فالآخرين من حقهم وواجبهم أن يقوموا بالدور، ولكن بدور مصر لا يمكن ولا غنى لنا عن دور مصر،سواء فيما يتعلق بالحل في الشرق الأوسط في الحول الداخلية.
وأضاف سيادته مصر بثقلها ووزنها هي القادرة، ونأمل أن يستمر هذا الدور ومن شاء من الأشقاء أن يبذل جهدا مع مصر فنحن نرحب بذلك.
وأردف سيادته الأردن هي التوأم لفلسطين، وهي بوابة فلسطين، ولكن الشقيق لا يكون بديلا عن شقيقه، فعندما يتكلمون عن الوطن البديل فهذه نكتة تحدث فيها بعض القادة الاسرائييلين، ولكن نقول لهم الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، ولكن بين فلسطين والأردن بينهم من العلاقات التاريخية والأخوية والجغرافية ما لا يستطيع احد أن يفصله، ولكن هذا أخ وهذا أخ ولكل شخصيته وكيانه ومسؤولياته.
وأوضح سيادته أن العلاقات مع سورية علاقة طيبة، ولنا علاقات طيبة مع الأخ بشار الأسد، وهناك مجالات تعاون كبيرة في كافة المجالات، وهناك مساحات كبيرة للتعاون مع سوريا، أبرزها أن لسوريا دور في القضية الفلسطينية، وتستطيع أن تلعب دورا في ذلك، لذلك نحن حريصون على تمتين العلاقات وتطويرها.
وقال سيادته بالنسبة لزيارتنا إلى لبنان، فالحقيقة أنه كان هناك الكثير من الضبابية بالنسبة لبعض المواضيع، وكان بعض المشاكل التي تحصل وأقول في الماضي البعيد جدا، ولكن أوضحنا لإخواننا اللبنانيين خطنا السياسي، وهو على الشكل التالي: الفلسطينيون في لبنان ضيوف مؤقتون، ولبنان للبنانيين والأرض اللبنانية لها سيادتها الكاملة على كل أجزاءها بما فيها مخيمات اللاجئين، نحن هذا هو موقفنا لذلك فما هو في صالح لشعب والحكومة اللبنانية نحن نقبله دون نقاش.
وتابع سيادته الحكومة اللبنانية عملت عملا عظيما جدا، وهو أنها قدمت في برنامج حكومة الشيخ سعد الحريري برنامجا للتعامل مع الفلسطينيين، من كافة النواحي، وهذا البرنامج رائع جدا، أنا لا اربط بين موقفنا السياسي الذي تحدثنا عنه وبين هذا، فكلاهما منفصل عن الآخر، وموفقنا كان واضحا قبل عرض برنامج الحكومة اللبنانية، ونحن مستمرون فيه بدون تراجع، ولكن الحكومة اللبنانية تكلمت في هذا البرنامج ونوقش واعتمد في البرلمان، والآن نتمنى سرعة تطبيق هذا البرنامج لأنه يفيد لبنان والفلسطينيين، وهناك علاقة حميمية بين الشعب الفلسطيني واللبناني بكل طوائفه، ونحن نتعامل مع جميع الشعب اللبناني كإخوة وأشقاء، وأكرمونا على مدى 60 عاما من خلال استضافتنا على أرضهم، ونتمنى أن يأتي الوقت لكي يعود الفلسطينيون إلى أرضهم.
وقال سيادته أنا علاقتي تاريخية مع قطر، وأحيانا اشعر بان قطر بلدي لثاني لأني عشت فيها فترة طويلة، وكنت فيها فردا من أفراد الشعب القطري، وعملت مع مختلف فئات الشعب القطري، وكنت سعيد بالفترة التي عشتها هناك، والعلاقة مع قطر نحافظ عليها ونحميها بكل ما نستطيع، ولكن بصراحة قطر لها سياستها، وهناك أمور نختلف معها وأمور نتفق معها، ونحن لا نريد أن نقول لماذا تتعاملون مع هذه الجهة أو لا تتعاملون، فهذه سياستهم وهم أحرار ولكن يبقى الهامش الآخر، وأردف إن قطر دولة عربية نريد أن نتعامل معها بهذا الخط والاتجاه، ولا نريد أن نفرض موقفنا السياسي عليها، ونقول لهم لا تتعاملوا مع هذه الجهة أو تلك، لان هذه سياستنا مع كل دول العالم، ونحن نبحث عن نقاط التلاقي ونحاول أن نقلص نقاط الخلاف.
وأشار سيادته خلال المقابلة إلى بعض الجوانب اليومية من نشاطاته كرئيس وقال الحقيقة تحدثت قبل قليل عن المؤسسات، وأنا أريد أن يتم التعامل من خلال المؤسسات، ولكن عندما يتوجه لي شخص بطلب أحاول أن أساعده من خلال الاتصال بالجهة التي تختص بمشكلته واطلب حلها، مع مراعاة هذه النداءات، ولدينا ديوان شكاوي في مقر الرئاسة يستقبل شكاوي المواطنين، وأنا أتابع شخصيا حلها، ولكن بالأساس يجب أن نقوي دور المؤسسات لأنه لا ستطيع رئيس البلد أو رئيس الوزراء أو مسؤول كبير أن يتابع كل قضايا الناس.
وقال سيادته بدأت الكتابة منذ 1970، باتجاه معين وهو الإسرائيليات، ونحن كان لدينا نقص كبير تجاه ما يجري في إسرائيل، فكنت أحاول محاولات متواضعة أن اكتب عن الوضع في داخل إسرائيل، وكتبت حوالي 20 كتابا مابين صغير ومتوسط، ومازلت في هذا الاتجاه مهتم بمعرفة الجانب الإسرائيلي، وكيفية التعامل معها ،إضافة إلى أنني اكتب يومياتي منذ 40 عاما بكل لحظة بلحظتها، ليحفظها التاريخ، ولدي 71 كتابا لم ينشر وهي مجمل مذكراتي الشخصية.
وأردف سيادته أنا اشعر بتقصير أمام أولادي وعائلتي وأحفادي بسبب ضيق الوقت، الذي لا يسمح لي بممارسة حياتي الأسرية كباقي الناس، وعدم الجلوس مع أسرتي من الأمور التي تحز في نفسي، ولا استطيع أن امنحهم الحياة الأسرية، فعندما أريد أن أرى حفيدي فاحضره معي في السيارة أثناء قدومي إلى مكتبي لكي يتسنى لي أن أراه لمدة 10 دقائق.
وتابع سيادته ... أشاهد التلفزيون، أراه ولكن ليس دائما، يعني من الممكن أن أختار ساعة أو نصف ساعة لأرى برنامج تلفزيوني معين، وطبعا أتابع الأخبار بشكل عام إنما أحب مشاهدة برنامج ترفيهي، في البيت اقرأ بعض الكتب الدينية والتاريخية.
وأضاف في البيت أنا إنسان عادي، يعني في البيت زوجتي تطبخ ونحن نأكل من أكلها في البيت أبدا.
وحول تطور الأداء الإعلامي الفلسطيني وخاصة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني قال سيادته: هذه المؤسسة بالتأكيد، بلا شك تطورت كثيرا خلال السنة والنصف الماضية، نحو الأفضل نحو الأحسن نحو البرامج الموسعة أكثر، وصارت لكل الشعب الفلسطيني، كانت دائما بخط واحد وبرامج واحدة ، يعني بصراحة الغم والهم، دائما وتابع.. نحن نريد غم وهم ولكن وبرضوا الناس تفرح وبرضوا الناس تنبس ، برضوا الناس ترى شيء يفرحها يضحكها يخفف مشاكلها يعالج – يعالج مشاكلها – وهذا نراه الآن.
وقال سيادته أنا حقيقةً سعيد جدا من التنوع الذي يحدث على المستوى السياسي وعلى المستوى الترفيهي، - الترفيه مهم للعالم، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( روحوا عن قلوبكم فإن القلوب إذا كلت عميت ) لا يجوز أن نعمي قلب المواطن بالهموم والبكاء والنوح، لنجعله يرى أشياء أخرى، هذا عمل لاحظته في التلفزيون ( بدنا أكتر وأكتر ) ولذلك اعتقد ساحة المشاركة أوسع بكثير من الماضي.
وحول موضوع السفر قال سيادته السفر!!؟ أنا لا اذهب أولا للراحة أو الاستجمام في هذه البلاد جميعها بدون استثناء، يعني إذا جيت لهون بكون في طريقي إلى بلد لكن عادة لا اذهب إطلاقا إلا في مهمة تفيد الشعب سواء من ناحية سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، سواء من ناحية إدامة العلاقة الرابطة ما بين الدول، نحن لنا علاقات من اليابان إلى كندا مع جميع دول العالم وفي القارات الخمس لنا علاقات وعلاقات قوية، ولابد أن نلتقي مع هذه الدول، إضافة إلى ذلك هنالك العديد من الدول لا تستطيع أن تأتي ألينا بسبب أو لآخر لا تزورنا، وبالتالي علينا أن نزورها، صدقني أن زياراتي لهذه البلدان اذهب إلى المطار ثم إلى الضيافة ثم إلى المواعيد الرسمية ثم أعود إلى المطار وأسافر، أنا رحت إلى أمريكا اللاتينية وزرت خمس دول ولففت كل أمريكا اللاتينية، في تسعة أيام، البرازيل، الأرجنتين وتشيلي وباراغواي وفنزويلا وعدت إلى البرازيل وأكملنا إلى إفريقيا، لم انزل إلى شارع أو انزل إلى مكان أو أرى أكثر من المسؤولين، سواء المسؤولين الرسميين، سواء الجالية الفلسطينية سواء الناس الآخرين، حتى الجالية اليهودية كنت أراها لنتحدث نحن وإياهم، هذا هو برنامجنا في أي بلد نذهب إليه، فهذه ليست متعة، وليست شمة هواء ، يعني الإنسان يتمنى وبهذا السن أيضا أن لا يتنقل من بلد إلى بلد إلى يرتاح، السفر متعب ولكن مضطرين له لنمارس الواجب ونمارس العمل.
وتوجه السيد الرئيس في ختام المقابلة بكلمة لشعبنا بمناسبة العام الجديد قال فيها أولا نقول كل عام وانتم بخير لشعبنا وأهلنا في كل مكان في الضفة الغربية وأهلنا في غزة المحاصرة البائسة ونتمنى فك اسر غزة وعودة اللحمة بين طرفي الشعب الفلسطيني، نحيي أهلنا في الشتات في المهجر في كل مكان ونقول لهم علينا أن نبقي الأمل نحافظ على الأمل وهو قادم إنشاء الله ولا بد أن يأتي بعزيمته بإرادته، الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يخذلنا في النهاية يجب أن نصل إلى دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس وأصر بعاصمتها القدس، لا نقبل بديلا عن القدس، ونعيش كبقية شعوب العالم بأمان واستقرار وراحة بال وهدوء ونذكر قول الله تعالي وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف هذا شعار الذي رفعناه في البداية وهذا الذي نتمنى أن نطبقه، أن الشعب يكون آمن في وطنه ويعيش حياة كريمة هانئة وربنا يوفق الجميع.
التعليقات (0)